في سباق البرلمان.. "متقولش ابن الدايرة قول ابن النائب والوزير والبطل"

08:26 م | الأربعاء 07 أكتوبر 2015

اشتعل السباق الانتخابي على مقاعد برلمان 2015، وبلغت المعركة ذروتها بين المرشحين، فكل منهم يحشد "أسلحته" لجمع أكبر قدر من أصوات الناخبين، مرشحون سلاحهم العصبيات القبلية، وآخرون يعتمدون على خبرتهم السياسية كنواب سابقين تحت القبة، وبعضهم يرى أن شهرته في المجال الإعلامي والوسط الرياضي والفني ستكون شفيعا له عند أهالي دائرته، إلا أن بعض المرشحين ساروا على ما وجدوا عليهم آباءهم وأجدادهم الأولين، ودخلوا السباق لاستكمال مسيرة النائب السابق سواء كان أبًا أو شقيقًا أو حتى عمًا، أو جدًا صنع الأمجاد والبطولات التي تعيش عليها الجماهير.

{long_qoute_1}

عشرات المرشحين دخلوا السباق، ومن ورائهم دعم تاريخي يمكنهم من نيل الحصانة البرلمانية، فهي تبدو متوارثة بين الأجيال، ومن أبرز هؤلاء كان هيثم أبوالعز الحريري، ليكمل مسيرة والده القيادي اليساري أبوالعز الحريري، النائب البرلماني المخضرم، الذي جلس تحت قبة البرلمان وهو في سن الثلاثين كأصغر نائب برلماني عام 1976، وعضو أول برلمان بعد ثورة 25 يناير، ليعود "هيثم" في سن الـ39 مرشحا عن دائرة محرم بك في الإسكندرية، لم يتوقف الأمر عند "الحريري"، فدائرة الباجور بالمنوفية، التي كانت محجوزة دائما باسم الراحل كمال الشاذلي، أقدم نائب برلماني وأمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل، الذي لم يخرج من تحت القبة منذ عام 1964 وحتى وفاته في عام 2010، تشهد في السباق الحالي ترشح نجله معتز كمال الشاذلي على أمل استعادة الدائرة لصالح العائلة بعد غيابها عن برلمان 2012.

أحمد مرتضى منصور، اسم آخر برز في ساحة انتخابات برلمان 2015، كمرشح فردي في دائرة الدقي والعجوزة، وهي نفس الدائرة التي خسر فيها والده مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك الحالي، انتخابات برلمان عام 1990، قبل أن يفوز بانتخابات برلمان عام 2000، عندما ترشح على مقعد الفئات بدائرة أتميدة بمحافظة الدقهلية، ليدخل نجل "مرتضى" في منافسة شديدة في دائرة من الدوائر ذات العيار الثقيل، حيث يتنافس على المقعد 37 مرشحا أبرزهم الدكتور عمرو الشوبكي، عضو لجنة الخمسين لإعداد دستور 2014 والنائب البرلماني السابق عن نفس الدائرة، والإعلامي عبدالرحيم علي، كما يدخل إبراهيم ناجي عبدالفتاح الشهابي، نجل رئيس حزب الجيل وعضو مجلس الشورى في برلمان 2012 الانتخابات مرشحا على قائمة "تيار الاستقلال والجبهة المصرية" في قطاع الصعيد.{left_qoute_1}

صراع أبناء النواب السابقين لم ينته في عدة دوائر أخرى، ففي دائرة المطرية يترشح النائب مصطفى رضا منطاوي، ابن عضو مجلس الشعب الراحل المهندس رضا منطاوي النائب السابق عن دائرة المطرية وعين شمس عام 1990، وفي دائرة الساحل بشبرا يتشرح عمرو الجوهري، نجل عضو مجلس الشورى السابق عن الدائرة سعد الجوهري، والذي كان نائباً عن الحزب الوطني المنحل بحكم قضائي.

فيما يخوض عصام أبوالمجد، السباق في دائرة ههيا، وهو ابن النائب السابق عن الحزب الوطني المنحل أبو المجد نصار، كما تشهد دائرة الدرب الأحمر والسيدة زينب ترشحا انتخابيا لمحيي أبو رندة ابن النائب السابق بالحزب الوطني المنحل محمد أبو رندة، وفي إمبابة ترشح إبراهيم سعيد إبراهيم نجل عضو مجلس الشعب الأسبق عن الحزب الوطني المنحل سعيد إبراهيم، كما أعلن محمد عطية الفيومي، نجل عطية الفيومي أشهر نواب الحزب الوطني المنحل بحكم قضائي ترشحه، وفي دائرة منيا القمح يترشح "خالد" نجل النائب الأسبق عن الحزب الوطني المنحل عبدالرحمن مشهور في السباق.

{long_qoute_2}

وعن الوجوه النسائية، من نجلات النواب القدامى، تنافس المرشحة يسرا أباظة، ابنة النائب السابق فؤاد أباظة عن دائرة أبوحماد في الشرقية، كما تشهد دائرة مدينة نصر ترشح الدكتورة سوزان فوزي السيد، وهي نفس الدائرة التي فاز والدها المهندس فوزي السيد بمقعدها من قبل، فيما يتنافس الشقيقان فتحى وناصر قنديل، في دائرة "نجع حمادي"، وهما نجلا النائب السابق أحمد فخري قنديل.

وبعيدا عن أبناء المرشحين السابقين، يشهد السباق ترشح عدد من الشخصيات العامة، معتمدين على سمعة ومناصب آبائهم وأجدادهم السابقة، ففي المنوفية، كانت المنافسة لأبناء العائلة الرئاسية، حيث ترشح كل من: "محمد أنور عصمت السادات وعفت السادات وزين السادات"، أبناء أشقاء الرئيس الراحل أنور السادات للانتخابات، فالأول مرشح سابق في برلمان 2005، ورئيس لحزب الإصلاح والتنمية، ويترشح عن دائرة تلا والشهداء بمحافظة المنوفية، أما الثاني فهو رئيس حزب السادات الديمقراطي، ومرشح عن الحزب على المقعد الفردي بنفس دائرة شقيقه، فيما ابتعد "زين" عن المنوفية، وترشح مستقلا في دائرة النزهة ومصر الجديدة.{left_qoute_2}

ويشهد السباق أيضا، ظهورا لأبناء الأعضاء السابقين بالسلطة التنفيذية بالدولة، حيث يشارك أبناء رؤساء الحكومات والوزراء السابقين في السباق، فعلى قائمة "في حب مصر" الانتخابية دائرة قطاع غرب الدلتا يترشح محمد زكريا محيي الدين، نجل عضو مجلس قيادة الثورة ورئيس الوزراء الأسبق زكريا محيي الدين، والذي شغل أيضا منصب نائب رئيس الجمهورية، وتولى مهام الرئيس لمدة 48 ساعة عقب إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التنحي، كما أن العائلة لها جذور برلمانية في محافظة القليوبية، ومن أبناء الوزراء يترشح في دائرة الدقي والعجوزة عمرو مصطفى السعيد، نجل الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق، وأيضا عمرو عبدالحكيم عامر، نجل المشير عبدالحكيم عامر، وزير الدفاع الأسبق وعضو مجلس قيادة الثورة، الذي يترشح على قائمة "نداء مصر" في قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، ليجمع المرشحان محمد زكريا محيي الدين وعمرو عبدالحكيم عامر صفتي أبناء الوزراء، وأنجال قيادات ثورة 23 يوليو.

{long_qoute_3}

ولم يخلُ السباق الانتخابي من مشاركة أحفاد أبطال حرب أكتوبر، فكان لهم نصيب آخر من الترشح، حيث يخوض السباق الانتخابي في دائرة مصر الجديدة هشام أكرم، حفيد الفريق سعد الدين الشاذلي، بطل حرب أكتوبر، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية.

الدكتور يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أن ترشح أبناء النواب والوزراء السابقين، هو محاولة لاستثمار النفوذ العائلي والرصيد الخدمي للنائب أو الوزير السابق لدى أبناء الدائرة، كما يفعل البعض مثل نجل كمال الشاذلي في المنوفية، حتى إن أهالي الدائرة رفعوا شعار: "دائرة كمال لابن كمال"، وأيضا هناك ظاهرة أخرى، وهي ترشح النائب السابق وأولاده في الانتخابات، كما في حالة "مرتضى منصور" ونجله.

يضيف "العزباوي": "العملية الانتخابية أيضا باتت لا تقتصر على أبناء النواب، بل بات الأمر استثمار لبطولات الأجداد والآباء، ويتمثل الأمر في وجود مرشح مثل حفيد الفريق سعد الدين الشاذلي، معتمدا على بطولات جده في حرب أكتوبر، وكذلك نجل المشير عبد الحكيم عامر، الذي يترشح على أمجاد والده أحد الضباط الأحرار وعضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو".{left_qoute_3}

ويصف الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية تلك الظاهرة بالسلبية، بقوله: "تلك الظاهرة لا تشجع على التداول السلمي للسلطة، كما أنها تكريث للتوريث العائلي، وتعزيز للنفوذ المالي لعائلات بعض المرشحين من رجال المال والأعمال".