متحدث "فتح" في حوار لـ"الوطن": مسار "حماس" فاشل.. وتسعى للتوتر مع مصر

12:54 م | الأربعاء 07 أكتوبر 2015

تغيرات عديدة شهدتها الساحة الفلسطينية في الفترة الأخيرة، من رفع للعلم الفلسطيني لأول مرة في مقر الأمم المتحدة، وزيادة وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينين، وخاصة في المسجد الأقصى الذي شهد حريقا لم يشهده منذ عقود، ثم عمليات طعن لمستوطنين من جانب المقاومة الفلسطينية تنتهي بتصعيد قوات الاحتلال للموقف من اعتقال وهدم وتهجير وغيرها من الممارسات.

علامات لانتفاضة ثالثة ظهرت عقب تلك الممارسات التي تشبه مقدمات الانتفاضتين الأولى والثانية، ويوضح الدكتور جمال نزال، المتحدث باسم حركة "فتح" في أوروبا وعضو المجلس الثوري في حوار خاص لـ"الوطن" التحركات الخارجية للحركة، سعيًا لضغط خارجي على الاحتلال الإسرائيلي، وإلى نص الحوار:

- في إطار الانتهاكات الأخيرة للاحتلال الإسرائيلي بفلسطين، وخاصة الاعتداءات على المسجد الأقصى، ما الخطوات القادمة من حركة "فتح" في أوروبا للحد من هذه الانتهاكات؟

"فتح" على تواصل مستمر مع الأحزاب الأوروبية من ناحية ومع الكتل الحزبية في البرلمان الأوروبي من ناحية أخرى، كما نود الحصول على ضغط أوروبي لوقف انحدار إسرائيل في مجال انتهاك القانون الدولي من جهة، واتفاقات الشراكة بينها وبين أوروبا من جهة أخرى.

{left_qoute_1}

- لماذا رفع الاحتلال الإسرائيلي وتيرة الانتهاكات في الفترة الأخيرة، وهل هناك تغييرات سياسية قريبة في إسرائيل تحتم ذلك في هذا الوقت؟

حكومة إسرائيل تعمل وفقًا لمقتضيات "صناعة النزاع"، وتعمل على إدامته ولو على نار هادئة، لكي تحقق غايات تتعلق باحتفاظ اليمين العنصري بالسلطة، وعنصر الخوف عملة صعبة يحتاجها الحكام في إسرائيل لإقناع ناخبيهم بأن عربي كلمة تعني "عدوا"، وحكومتهم هي الأكثر تطرفا في العالم منذ الحرب العالمية الثاني، وهي معنية بالقضاء على السلطة الوطنية وفتح طريق حماس للضفة الغربية انتقاما من أبو مازن الذي فضح إسرائيل في كل مجال.

- أتتوقع اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة؟

المقاومة مستمرة ولا تتوقف بالنسبة لفتح، وأما المسميات والمصطلحات فلا تعنينا، ويحق لنا المقاومة دائما، أما إسرائيل وحماس هما من يخترعان الألقاب ولكل أسبابه.

{left_qoute_2}

- هل هناك تنسيق بين الفصائل الفلسطينية بشأن التصدي لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلية؟

المقاومة الشعبية عمل تقوم به فتح، وتتحمل نصيب الأسد من التضحيات، وبعض فصائل المنظمة تشاركنا في المواجهات، أما عن حماس تتخذ موقفا سلبيا منذ عام 1988، وتقاطع ساحات الاشتباك الشعبي المباشر مع الاحتلال.

وسياسيا نحن في "فتح" على موقفنا من ضرورة السعي للوحدة الوطنية في إطار الحكومة والمنظمة على السواء، ونعرف أن الكف الواحد لا يصفق، ونحتاج لتعاون الجميع لتحقيق الوفاق.

- هل تتوقع عقد لقاء أمني مع إسرائيل قريبًا؟

لا.. و"فتح" ليست جزءا من أي اتصالات أمنية مع الاحتلال منذ 62 عاما.

- ما الخطوات المتوقعة من السلطة الفلسطينية الفترة القادمة على المستوى الخارجي؟

هناك هامش سياسي كبير لدى دولة فلسطين على الصعيد الدولي وينطلق أيضًا من قرارات المجلس المركزي في مجال إعادة تعريف العلاقة والتعامل تجاه الاحتلال الاسرائيلي.

والسياسة الخارجية لدولتنا مبنية على استكمال منجزات اعتراف العالم بها كما حصل في 2012 بفضل إقدام وشجاعة الرئيس محمود عباس الذي نعتبره الفدائي الأول، لصموده أمام تهديدات هدفت حينها لتثنيه عن مسعاه.

وفلسطين عضو لمحكمة الجنايات الدولية وهذه ورقة مهمة، وعلاقاتنا مع الأوروبيين جيدة جدًا وموقفهم من الاستيطان يتطور باستمرار، كما نود خلق جبهة أكثر متانة ضد الاستيطان.

{left_qoute_3}

- ما تعليقك على اعتقال "حماس" لصحفيو "نصر أكتوبر"؟

"حماس" في مسار فاشل في مجال تعريفها للعلاقة مع المواطن ولا تفقه في الحقوق والحريات أكثر مما يفقهه غير الصينيين من اللغة الصينية، ويؤسفنا سعيها الدائم لتوتر العلاقة مع مصر بلا طائل، فلسطين ليست "حماس" بل 5 آلاف عام من التوأمة مع مصر.

- ماذا يعني رفع العلم الفلسطيني أمام مقر الأمم المتحدة؟.. وماذا سيترتب على ذلك؟

هذا حلم صار حقيقة، ويعني حصول فلسطين على حق الأمم الأخرى في الوجود، قد لا يعني حضورك وليمة في بيت أخيك شيئا كبيرا ولكن تغيبك عنه يشكل إساءة لمقدارك.

لمدة طويلة ظللنا نرى علم إسرائيل بين أعلام الأمم محل علم دولتنا، والآن رفع أبو مازن علمنا في نيويورك بعد تغيب أمتنا الفلسطينية عنها، لقد تحقق في ذلك قدر من العدالة ذا شأن عظيم وهذا يسعدنا، جيلي ظل محروما من ذلك لليوم.

كما أطلعت ابنتي على صورة علم دولتنا خفاقا بين الأمم، وذات يوم ستفهم هي أيضا سبب فرحتي بذلك.