عمال النظافة: «بنشتغل بكرامتنا.. إحنا مش متسولين»

08:11 م | الخميس 24 سبتمبر 2015

يعمل عادل فى صمت، فلا يعرف كغيره الأعياد ولا يستنفد رصيد إجازاته سعياً وراء حفنة قليلة من الجنيهات تُضاف إلى راتبه فى آخر الشهر، بسيط الملامح بشعر دبَّ فيه الشيب يقف عادل محمد، للحديث مع صديقين فى مطلع أول أيام العيد، حيث نزل إلى عمله فى شارع مصدق كالعادة، يحصل «عادل» على راتب شهرى 650 جنيهاً من المقاول، أى ما يساوى 25 جنيهاً فى اليوم «وما باخدش أجازات، أصل المقاول قايل لينا إنكم أقدم الناس عندى ولو فيه فرصة لتعيينكم هعينكم».

يسير «محمد» من أول شارع مصدق بالدقى وحتى آخره، حيث يمنحه بعض المارة بعض الجنيهات، أو يساعد أحد الميسورين أو الجزارين فى تنظيف موضع الذبح، فيجود الذابح عليه بما يجود، لكنه يأبى أن يطلب شيئاً من أحد قبل أن يبادر الناس بإعطائه ما فيه النصيب، «فيه ناس بتشترى لبس بتوع النضافة وبيشحتوا بيه، لكن إحنا عندنا كرامة، وصحتنا بنضيعها على الشغل مش الشحاتة». لدى «عادل» 3 أولاد، بنتان متزوجتان، وولد وحيد، يحكى أنه ذات مرة سُئلت ابنته فى المعهد الدينى التابع لمؤسسة الأزهر عن وظيفة أبيها فقالت إنه يعمل موظفاً فى البلدية ويقوم بتنظيف الشوارع «ساعتها فرحت بيها جداً وقلت لها طيب ليه يا بنتى بدل ما حد يعيب عليكى، وردت عليا قالت لى يا بابا أنت محترم وبتكسب فلوس بالحلال»، موضحاً أنه وبالرغم من قلة الراتب الشهرى الذى يتقاضاه من المقاول فإنه استطاع تزويج ابنتيه، مشيراً إلى أن حدود عمله تُلزمه بتنظيف الطريق والمساعدة فى عدم تراكم القمامة أمام العقارات، مؤكداً: «فيه ناس بتروح تنظف قدام محلات الجزارة فى العيد مخصوص علشان تاخد أى حسنة من اللى بيدبحوا بس أنا ربنا مدينى صحة ليه أروح أشحت من حد؟!». يعمل كامل فى الهيئة منذ ما يقرب من الست سنوات كموظف حكومى، ويتقاضى أجراً يبلغ 1200 «أنا شغال بقالى 6 سنين موظف حكومى من الساعة 7 الصبح للساعة 1 الظهر، وليا 4 أيام أجازة فى الشهر بس بنزل الشغل علشان بيبقى فيه فلوس أكتر على المرتب بتاعى». يقول «كامل» إنه ولد فى عام 1968 ولم يعلم شيئاً عن المدارس قط «إحنا ناس على باب الله وأنا ولا عرفت إيه المدرسة ولا اللى بيحصل فيها»، حيث بدأ حياته فلاحاً فى أرض تم تأجيرها حتى ترك العمل بها ليعمل فى هيئة نظافة وتجميل القاهرة «كان عندنا أرض مستأجرينها وبعدين سبناها وجيت اشتغلت فى الهيئة وعلى الله، بس ولادى سعات بيكملوا علشان يصرفوا على البيت».