عامل النظافة «يلم الزبالة» وبعدين «يرميها».. والسبب: «مفيش صناديق»

10:52 م | الاثنين 21 سبتمبر 2015

«اللى بيشيل الزبالة هو اللى بيرميها».. لم يجد «هيثم» سوى هذه العبارة الساخرة التى تحمل شكوى وسخرية فى آن واحد بعدما لمح عامل النظافة بزيه الفسفورى يتوجه بالقمامة من شارع ليلقى بها فى شارع آخر، ليترك المكان مكدساً بالنفايات، دون استجابة منه لعبارات اللوم والعتاب التى قابلها بجملة وحيدة: «مفيش صناديق زبالة، هرمى فين؟». الرد الذى وصفه هيثم عبدالحميد، أحد سكان شارع ميدان الأكاديمية البحرية، بـ«المستفز»، كان مبرر عامل النظافة الذى أصبحت مهمته نقل أكوام القمامة من مكان لآخر، غياب عربات النظافة والتجميل زاد الأزمة سوءاً، يضيف: «لما العربيات مش بتنزل فى الميعاد، وعامل النظافة مابيتصرفش، يبقى إحنا هنعيش فى صندوق قمامة كبير.. فين المسئولين؟».

المشكلة التى قابلت الرجل الثلاثينى هى نفسها التى تشكو منها شاهندا أسامة، التى ترى المشهد نفسه يومياً فى حى ميامى بالإسكندرية، ورغم محاولاتها لردع العامل فإنها فى الوقت نفسه تتعاطف مع موقفه: «هو شغال فى مربع ولازم يبقى نضيف، وإلا هيتخصم عليه، ومدام مفيش صندوق بيدور على مكان بديل ويرفع عنه المساءلة».

نفى «أسامة الشريف»، مسئول إحدى شركات النظافة والتجميل التى تتعاقد معها الحكومة، التهمة عن شركات النظافة؛ فهى الأخرى ضحية، بحسبه: «إحنا بنتعرض لخسائر، وأحياناً كثيرة الحكومة لا تلتزم معنا بالسداد، وتكلفة صندوق القمامة 1500 جنيه، وغالباً تحدث عمليات سرقة دون أن نجد الحماية أو الردع».. الأزمة التى تعددت أطرافها بين عامل، ومواطن، وشركة نظافة، وجدت المحافظة أنها «مجرد حالات فردية لا تعبر عن وجود مشكلة حقيقية»، بحسب سعاد الخولى نائب محافظ الإسكندرية، التى أضافت: «سنحقق فى الواقعة، لكنها لا تعكس حالة عامة تعانى منها المحافظة».