الجرافيتى يحول قرية الأحزان إلى «ألوان»

11:16 م | الأربعاء 23 سبتمبر 2015

بعد 15 عاماً من الغربة، عاد ليجد القرية التى تركها غارقة فى الأحزان على نفس وضعها، نساء لا تعرف إلا اللون الأسود، ورجال غابت عن وجوههم الضحكة، فقرر «محمود» أن يبدل ملامح قرية «برج مغيزل» بمحافظة كفر الشيخ إلى مكان تشع منه الألوان والبهجة. «قرية الأحزان» اللقب الذى عُرفت به قرية «برج مغيزل»، التى فقدت أكثر من 30 صياداً على سواحل ليبيا، وارتفعت بها نسبة الأرامل، هى مسقط رأس «محمود عبدالقادر»، ولولا الأقدار لظل صياداً ولاقى نفس المصير، فقد سافر إلى إيطاليا، وعمل فى مركز للتسوق وتبدلت حياته، وحين زار القرية لم يجد وسيلة يدخل بها السرور على قلوب أبناء قريته إلا بالخروج إلى الشوارع، حاملاً «الجردل» و«الألوان» لعمل رسومات مختلفة تخطف الأنظار. «وضع القرية ماتغيرش من يوم ما سبتها، صيادين بيموتوا، وحكومة ما بتتحركش، ولو يشوفوا بره بيحترموا حياة الناس قد إيه مكانش نص ستاتنا أصبحوا معيلات»، قالها «محمود» الذى تنوعت رسوماته بين الرياضة والفنون والمناظر الطبيعية، واستقرت على مركز شباب القرية وعلى أسوار المدارس والحدائق.

3 ساعات يومياً استغرقها «محمود» لإتمام رسوماته، قبل أن يغادر قريته، تاركاً أثره فى المكان، بينما يظل هو يحمل حزن وهموم أبناء قريته: «الناس جابت آخرها، لا ميه نظيفة ولا كهرباء وكمان جوا كل بيت إما صياد مسجون بره بلده أو غرقان أو مفقود، ومحدش عارف آخرتها إيه».