مصر حائط الصد ضد تهجير الفلسطينيين.. «القاهرة» تسخر إمكاناتها الدبلوماسية لوقف الحرب ضد قطاع غزة

مصر حائط الصد ضد تهجير الفلسطينيين.. «القاهرة» تسخر إمكاناتها الدبلوماسية لوقف الحرب ضد قطاع غزة
فى ظل التحديات الجسيمة التى تواجه القضية الفلسطينية، تبرز مصر كقوة دبلوماسية فاعلة فى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى والتصدى لمحاولات تصفية قضيته العادلة، إذ كرّست «القاهرة» جهودها عبر عقود من الزمن، لمنع أى محاولات لفرض واقع جديد يتعارض مع القرارات الدولية والحقوق التاريخية للفلسطينيين.
وتقود الدولة المصرية الحراك الإقليمى والدولى الرافض للتهجير القسرى، أو ما تدّعى أنه تهجير طوعى تروّج له إسرائيل فى قطاع غزة تحت وطأة القصف والحصار، ومع تصاعد عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، سعت إسرائيل لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين تحت ذريعة «المغادرة الطوعية»، وهو الطرح الذى رفضته مصر بشكل قاطع، مؤكدة أن التهجير فى ظل هذه الظروف ليس سوى إكراه قسرى يهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للقطاع، وإضعاف الوجود الفلسطينى على أرضه. وقد جاء هذا الموقف على لسان السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى شدّد فى أكثر من مناسبة على أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين، بل ستواصل العمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق الفلسطينيين فى أراضيهم.
ولم تقتصر الجهود المصرية على التصريحات الرسمية، إذ اتخذت «القاهرة» خطوات عملية لمواجهة هذه المحاولات الإسرائيلية، حيث استضافت مصر عدة قمم ومؤتمرات دولية لبحث الأزمة، وأجرت اتصالات مكثفة مع قادة العالم لوقف العدوان ورفض أى حلول تُفضى إلى التهجير، كما أدانت مصر عبر وزارة الخارجية إنشاء إسرائيل وكالة تهدف إلى تسهيل تهجير الفلسطينيين، مؤكدة أن ذلك انتهاك صارخ للقانون الدولى، ويمثل امتداداً لسياسات الاحتلال القائمة على فرض واقع جديد بالقوة، وبينما تستمر إسرائيل فى عدوانها على غزة وتوسيع عملياتها العسكرية فى الضفة الغربية، تواصل مصر جهودها الدبلوماسية لكبح التصعيد الإسرائيلى، والعمل على فرض حلول عادلة لا تضر بالحقوق الفلسطينية، ومن خلال التحرّكات السياسية المكثّفة والمبادرات الداعمة للاستقرار، تُثبت مصر يوماً بعد يوم أنها الحصن المنيع فى مواجهة مخططات الاحتلال، والضامن الأساسى لحماية الشعب الفلسطينى من سياسات التهجير القسرى التى يسعى الاحتلال إلى فرضها كأمر واقع، ومع استمرار هذه الجهود، تبقى مصر فى قلب المعادلة، ليس فقط كداعم للقضية الفلسطينية، بل كقوة إقليمية مؤثرة فى صياغة التوجّهات الدولية حيال الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى، وهو ما يجعل موقفها ركيزة أساسية فى الحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى، ومنع أى محاولات لتصفية قضيته العادلة.