إسرائيل تصعّد خطط التهجير القسري بغزة.. وتواصل عدوانها بالضفة

إسرائيل تصعّد خطط التهجير القسري بغزة.. وتواصل عدوانها بالضفة

إسرائيل تصعّد خطط التهجير القسري بغزة.. وتواصل عدوانها بالضفة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى تصعيد عدوانها فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط عمليات عسكرية مكثفة أسفرت عن دمار واسع وتهجير قسرى لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، وارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلى على القطاع إلى 50 ألفاً و277 شهيداً، والإصابات إلى 114 ألفاً و95، منذ 7 أكتوبر 2023، وأفادت مصادر طبية بأن من بين الحصيلة 921 شهيداً، و2٫054 إصابة، منذ 18 مارس الماضى، أى منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار، موضحة أن 26 شهيداً، و70 إصابة وصلوا مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفى الطرقات لأن طواقم الإسعاف والطواقم المختصة لا تستطيع الوصول إليهم.

وفى مدينة جنين ومخيمها، يواصل الاحتلال الإسرائيلى عدوانه لليوم الـ68 على التوالى، ما أسفر عن 34 شهيداً، وعشرات الإصابات، ومئات الاعتقالات والمداهمات للمنازل والقرى والبلدات فى المحافظة، وسط عمليات تجريف وحرق منازل، وتحويل أخرى لثكنات عسكرية، ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات من حاجز الجلمة العسكرى مصحوبة بصهاريج مياه إلى محيط المخيم، وتواصل عمليات التجريف والتدمير داخله، خاصة شبكة الطرق، فيما أعلن محمد جرار، رئيس بلدية جنين، أن المخيم أصبح منطقة غير صالحة للسكن، مؤكداً أن حجم الدمار الذى خلفه الاحتلال طال 600 منزل فيه، كذلك تدمير البنية التحتية بشكل كامل، إذ يفرض الاحتلال حصاراً شاملاً على المحافظة التى يقطنها 360 ألف نسمة، كما تشهد حملة اعتقالات كبيرة طالت المئات من أبنائها، فيما وصل عدد النازحين من المخيم إلى 21 ألفاً. وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

وفى مدينة طولكرم، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى، لليوم الـ62 على التوالى، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، ولليوم الـ49 على مخيم نور شمس فى ظل تصعيد مستمر، واستقدام تعزيزات عسكرية من الآليات والجرافات، إذ دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة لمخيم نور شمس، تضم آليات وجرافات ثقيلة، فى الوقت الذى يشهد حملة عسكرية متواصلة وحصاراً خانقاً، حيث أطلق جنود الاحتلال القنابل الضوئية فى منطقة حارة المحجر، وانتشروا فى محيط جبل الصالحين داخل المخيم، وسط عمليات تفتيش واسعة النطاق، فيما يشهد مخيم طولكرم انتشاراً عسكرياً واسعاً داخل حاراته وأزقتها، حيث يواصل جنود الاحتلال مداهمة المنازل بعد خلع أبوابها وتخريب محتوياتها، تزامناً مع استمرار نزوح سكان حارتى الحدايدة والربايعة بعد إجبارهم على الخروج من منازلهم من قبل قوات الاحتلال بالتهديد، واستيلائها على عشرات المنازل وتحويلها لثكنات عسكرية.

وأسفر العدوان المتواصل على المدينة ومخيماتها عن استشهاد 13 مواطناً، منهم طفل وامرأتان إحداهما حامل فى الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسرى لأكثر من 4000 عائلة من مخيمى طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحى الشمالى للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية، كما ألحق العدوان دماراً شاملاً طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التى تعرضت للهدم الكلى والجزئى والحرق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دمرت 396 منزلاً بشكل كامل و2573 بشكل جزئى فى مخيمى طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.

وقالت جمعية الهلال الأحمر، إن قوات الاحتلال الإسرائيلى ما زالت ترفض السماح للجهات المختصة بالبحث عن طواقمها المفقودة منذ 7 أيام فى رفح جنوب قطاع غزة، وإن مصير 7 من طواقم الإسعاف التابعة لها لا يزال مجهولاً منذ تسعة أيام، عقب حصارهم واستهدافهم من الاحتلال فى رفح، موضحة أن قوات الاحتلال رفضت اليوم السماح لفريق الإنقاذ بالدخول إلى منطقة تل السلطان غربى رفح للبحث عن الطواقم المفقودة، كما أدانت تعمد الاحتلال تعطيل عمليات البحث عن الطواقم، وحملته المسئولية الكاملة عن حياة الطاقم، خاصة أن المعلومات الأولية تؤكد تعرضهم لإطلاق نار كثيف، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.

على الجانب الآخر ذكر تقرير لموقع «أكسيوس»، أن نتنياهو كلَّف جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) بالبحث عن دول توافق على استقبال أعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين من قطاع غزة، بحسب ما قاله مسئولان إسرائيليان، بينما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى التعليق، إذ تدفع إسرائيل بهذه الخطوة وغيرها من التدابير، مثل استئناف الحرب، وإصدار أوامر إخلاء للفلسطينيين من أجزاء من القطاع لإجبار الفلسطينيين على الإخلاء من غزة، وفيما يقول المسئولون الإسرائيليون إن نتنياهو كلف الموساد بهذه المهمة السرية قبل عدة أسابيع، بعد عودته من واشنطن، لفت تقرير «أكسيوس» إلى أن محادثات مزعومة جرت مع الصومال وجنوب السودان فى شرق أفريقيا، فضلاً عن دول أخرى -بما فى ذلك إندونيسيا- وفقاً للمسئولين الإسرائيليين ومسئول أمريكى سابق، بحسب ما جاء فى «القاهرة الإخبارية»، وأشار التقرير إلى أن نحو 90% من سكان غزة نزحوا بالفعل بسبب الحرب، وأكثر من 50 ألف شخص قتلوا وفقاً لوزارة الصحة فى غزة، لكن رغم الرعب الذى عانوه، فإن الفلسطينيين يعارضون بشدة أى جهود لإبعادهم عن وطنهم.

أممياً، اتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إسرائيل بانتهاك القانون الدولى وتهجير الفلسطينيين قسراً فى غزة، بموجب أوامر إخلاء إلزامية، إذ أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلى ما وصفته الأمم المتحدة بعشرة أوامر إخلاء إلزامية، تغطى مناطق واسعة فى أنحاء غزة، وذلك منذ استئنافه الحرب على حركة (حماس) الفلسطينية فى 18 مارس، منهياً بذلك وقف إطلاق النار الذى استمر شهرين وسط خلافات حول شروط تمديده، وقال المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان ثمين الخيطان، فى بيان اليوم الجمعة: «لا تمتثل عمليات الإخلاء هذه لمتطلبات القانون الإنسانى الدولى»، كما أكدت البعثة الدائمة لإسرائيل فى جنيف لـ«رويترز»، أن إسرائيل تعمل وفقاً للقانون الإنسانى الدولى.


مواضيع متعلقة