محمد عبده: «الشرنقة» مسلسل صعب.. وجسَّدت الشخصية بـ«مزاج»

محمد عبده: «الشرنقة» مسلسل صعب.. وجسَّدت الشخصية بـ«مزاج»

محمد عبده: «الشرنقة» مسلسل صعب.. وجسَّدت الشخصية بـ«مزاج»

قامة طويلة وبنيان ضخم وعضلات صلبة، تنم عن القوة التى يتمتع بها صاحب هذا الجسد، ملامح وجه صارمة تشير إلى القسوة تزينها علامة على الخد (بِشلة) وسام استحقاق «البلطجة»، مع ارتداء ملابس فضفاضة ذات ألوان قاتمة وكثير من الإكسسورات التى تزين الرقبة والأيدى، وسلاح نارى يخرج من الحين إلى الآخر، لتوصيل أرواح بشرية إلى خالقها.

هكذا كانت شخصية «أنور» الذى عاث فى الأرض فساداً بين عالم تجارة المخدرات والأسلحة وغسيل الأموال خلال أحداث مسلسل «الشرنقة»، وجسّد دوره محمد عبده، فى تجربة مختلفة وجديدة على هذا الفنان صاحب الصوت الشجى وأحد أعضاء فرقة «بلاك تيما».

شهادة ميلاد فنية جديدة حظى بها محمد عبده فى ظل أدائه اللافت للنظر بـ«الشرنقة»، وردود الفعل الإيجابية التى لاحقته وفريق العمل، إذ لم يكن يصدق استقبال الجمهور للمسلسل، خصوصاً أنه كان يتخوف أن يكون من الأعمال التى لن تلقى حظها فى موسم مسلسلات رمضان، ولكن مع بداية عرض الحلقات على منصة Watch it شعر بنفسه وفريق العمل بأن هناك نجاحاً يلوح فى الأفق مع استقبال المشاهدين للعمل وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعى ومنصات السوشيال ميديا.

«الحمد لله ردود الفعل وحماس الجمهور جعلنى أشعر بالرضا وأن التعب والجهد فى هذا العمل وصل للناس»، حسب تصريحاته لـ«الوطن»، وتأكيده أن تفاصيل «الشرنقة» برمتها كانت مليئة بالصعوبة فيما يخص الأحداث وطريقة سردها وتنفيذها على الشاشة، خصوصاً مع الفكرة وكتابة السيناريو للمؤلف عمرو سمير عاطف، والإتقان الشديد من قبَل المخرج محمود عبدالتواب: «توبة له مشوار وباع طويل فى عمله كمساعد مخرج مع عدد من المخرجين المتميزين مثل تامر محسن ومروان حامد وغيرهم، وبالتالى هو شخص يملك أدواته ورؤية صائبة».

«أنور» بلطجى لا يخاف الموت و«عاشق» لم ينل من الحب نصيباً.. وتعلمت التحضير للشخصية والإعداد الجيد بسبب عملى بالمسرح

وعن شخصية «أنور» قال محمد عبده إنه كان حريصاً على مذاكرة هذه الشخصية بكل تفاصيلها والوقوف على تاريخها الاجتماعى والنفسى، وكيف بدأت حياتها والتطور الذى مرَّت به حتى تصل للشكل الإجرامى الذى ظهرت به فى «الشرنقة»، مشيراً إلى أن «أنور» إنسان من لحم ودم، فى الوقت الذى يسيطر عليه طابع القسوة والقتل بدم بارد هو أيضاً عاشق ولهان يهيم غراماً فى «دنيا» التى جسَّدت دورها سارة أبى كنعان.

وعن الصعوبات التى واجهته مع شخصية «أنور» أوضح أنه كانت هناك لحظات صمت كثيرة ومطلوب منه عدم الحديث والاكتفاء بالتعبير عن مشاعره وانفعالاته الداخلية وأحاسيسه بالصمت ولغة العيون، الأمر الذى احتاج التركيز طيلة الوقت لأن الصمت فى حالة الحب والنظر إلى الحبيبة التى لا تعيره اعتباراً مختلف عن الصمت الذى يصاحب التفكير فى ارتكاب جريمة أو تدبير مكائد لمن حوله، وفى كل الأحوال أياً كان يجب أن يصدق الجمهور لحظات «السكوت» لدى «أنور» ويفهم ما يدور فى خلده.

إلى جانب ذلك كان الخوف من تأدية المشاهد التى تتطلب «أكشن»، مشيراً إلى أن المخرج «توبة» دائماً ما كان يراهن عليه، الأمر الذى جعله يشعر بالطمأنينة.

وأشار «عبده» إلى قيامه بالتركيز تجاه دراسة شخصية «أنور» للوقوف على نقاط القوة التى يرتكز إليها ولحظات الضعف التى تتملكه: «اشتغلت على نفسى حتى يكون الأداء على الشاشة منضبطاً»، مضيفاً: «أنور» شخص بلطجى لا يخشى شيئاً وفى الوقت نفسه لديه لحظات من الحب والرومانسية تتملكه ويشعر أنه مظلوم فى قصة حبه، وبالتالى أفعاله وتصرفاته يجب أن تكون مبررة.

من صغر سنه كان محمد عبده يقف على خشبة المسرح، الأمر الذى ساعده على كيفية التحضير للشخصية التى يجسدها واعتبار المذاكرة مسألة مقدسة لا غنى عنها: «أنا بحب التمثيل جداً، وأحب أمثل الشخصية بمزاج، وحريص على متابعة الأعمال والذهاب إلى السينما باستمرار، خصوصاً أن الفن يجعل المشاعر متأججة طيلة الوقت ويجعلك تعيش عوالم مختلفة عن الواقع الذى نعيش فيه».


مواضيع متعلقة