خطف الفنان أحمد داود الأنظار إليه من خلال مسلسل «الشرنقة»، الذي عُرض في النصف الأول من رمضان على منصة WATCH IT الإلكترونية، وتطرّق إلى مجموعة من القضايا الشائكة التي تتعلق بجرائم غسيل الأموال، وانتقاله من عالم لآخر بشخصية مختلفة بكل تفاصيلها وحياتها الاجتماعية ومستواها المادي والبذخ الذي يعيش فيه، وهو من إنتاج شركة «أروما» تامر مرتضى، وتدور أحداثه في صورة مليئة بالتشويق والإثارة وذلك خلال 15 حلقة، من تأليف عمرو سمير عاطف، إخراج محمود عبدالتواب، وشارك في بطولته بخلاف أحمد داود كل من مريم الخشت، وسارة أبي كنعان، ومحمد عبده، وصبري فواز، وعلي الطيب، ورامي الطمباري، وياسر عزت.
قال الفنان أحمد داود، إنه شعر بالحماسة منذ اللحظة الأولى لقراءته مسلسل الشرنقة: «شعرت كأنني خُطفت»، موضحاً أن المسلسل يجمع بين عالمين مختلفين، ويشمل أحداثاً غريبة تحدث لشخصية «حازم» تجعله يعيش تجربة مختلفة تماماً ويتحول إلى «إيساف»، مؤكداً أنه طوال الوقت كان يتساءل ماذا سيحدث لهذا الشخص؟ وهو الشعور الذي انتابه أثناء قراءته الأولى للسيناريو، والتفكير حول كيفية تنفيذ «هذا الجنان» ونقله من الورق إلى الشاشة.
وأضاف، في تصريحات لـ«الوطن»، أنه بمجرد القراءة قرر المشاركة في هذا المسلسل، متابعاً: «شركة أروما للإنتاج عرضت عليّ أكثر من مشروع، ولكن كان الشرنقة هو أكثر مشروع تحمّست له، وعلى الفور بدأت رحلة التحضير للشرنقة، أفضّل دائماً اختيار العمل الذي يتوفر له كل الظروف الملائمة من خلال شركة إنتاج متحمّسة، مخرج أثق بالتعاون معه، سيناريو قوي».
وعن ظهوره بـ«وجهين» أحدهما بـ«تاتو» والآخر بـ«نظارة طبية» باعتباره شخصية واحدة تعيش عالمين مختلفين، الأمر الذي يجعل الأحداث تتصاعد بشكل كبير في ظل الصراع بين رجال أعمال فاسدين وعمليات غسيل الأموال، قال «داود» إن تقديم شخصية واحدة تعيش كأنها شخصين موضوع مرهق جداً، مضيفاً: «شعرت بالتوتر وكنت على أعصابي حرفياً لأن الحكاية فعلاً كأنك تجسد دورين أو تقدم مسلسلين في رمضان».
وفيما يخص «اللوك» الذي ظهر به في مسلسل الشرنقة، قال أحمد داود إن التحضيرات أخذت وقتاً طويلاً في البحث عن الشكل المناسب للشخصية، حتى التوصل للهيئة التي ظهرت من خلالها الشخصية بـ«مظهرين» مختلفين لأن كلاً منهما بشكل معين وحياة اجتماعية مختلفة سواء «حازم» أو «إيساف».
وشدد على ضرورة أن يكون هذا المظهر والإطلالات تهدف لشيء معين، ويكون خلفه تفاصيل مهمة وليس مجرد «شكل وخلاص»، بل ضرورة أن يلمس الجمهور بنفسه أن تفاصيل هذا الشكل أو ذاك تليق على كل شخصية بالفعل، مضيفاً: «يا رب نحصد قدر هذا التعب والمجهود، ومبسوط باستقبال الجمهور لهذه التجربة الجديدة».
وقال الفنان علي الطيب إنه سعيد بالمشاركة في مسلسل الشرنقة الذي تدور أحداثه في إطار تشويقي حول عالم جريمة غسيل الأموال وتجارة السلاح والمخدرات في إطار من الغموض، حيث يجسد شخصية ضابط، مضيفاً: «أستمتع بتقديم تلك الأدوار التي تحمل رسالة وعي وهدف للجمهور، خصوصاً أن الأدوار والعمل الذي يتم بذل المجهود به يصل للمتفرج وتكون ردود الفعل تجاهه قوية».
فيما اتفق عدد من النقاد على وجود حالة من النضوج الفني يتمتع بها الفنان أحمد داود، وتجسّد ذلك في قدرته على اختياره الأعمال التي يقدمها مؤخراً، ومن بينها مسلسل الشرنقة الذي ينافس به في ماراثون مسلسلات رمضان 2025، معتبرين إياها جرأة فنية من حيث اختيار الموضوع، كذلك القدرة الإبداعية التي أظهرها «داود» بشأن التحول الذي يحدث لشخصيته بين عالمين مختلفين بكل التفاصيل الدقيقة التي يعيشها وإلمامه بها، الأمر الذي يؤكد موهبته وقدرته على تجسيد مختلف الشخصيات بكل ما بها من مشاعر وأحاسيس داخلية.
قال الناقد الفني أحمد سعد الدين إن تجربة أحمد داود مع «الشرنقة» جيدة ومختلفة وستعطيه خطوة مهمة للأمام، بما أنه يتناول قضايا تتعلق بالمجتمع، وأصبح أحد الفنانين الذين يتقدمون بخطوات ليست سريعة ولكنها جيدة ومدروسة. وعن التعاون الأول بين «داود» والمؤلف عمرو سمير عاطف، قال إن من الأمور المهمة فكرة التجديد بحثاً عن التميز، خصوصاً أن المؤلف صاحب رؤية ولديه أعمال مهمة وناجحة، وهما من جيل الشباب، ما يخلق مساحة للالتقاء بينهما ويخلق «كيميا» فنية بينهما تسفر عن تعاون آخر مهم.
وقال الناقد رامي المتولي إنه من بين الأمور التي تميز «داود» القدرة على العمل في مساحات فنية مختلفة ومتعددة، سواء كانت رومانسية أو كوميدية أو غير ذلك، وهذا يعود لموهبته واهتمامه بتفاصيل الشخصية التي يلعبها، وهو ما ظهر جلياً مع «الشرنقة» والدور الذي يجسده بكل ما به من تحولات، مشيراً إلى أن هذه النوعية من الأدوار بالتحديد ليس من السهل أن يقدمها كثير من الفنانين، لما تتضمنه من تفاصيل دقيقة تحتاج لتركيز كبير، وهو ما انتبه إليه «داود» في الشخصيات التي يقدمها في أعماله الفنية، والتي تتناول أبعاداً مختلفة ومشاعر مركبة ومعقدة.
وأوضح الناقد الفني محمد شوقي أن الفنان أحمد داود استطاع أن يثبت وجوده على الساحة الفنية خطوة بخطوة، إذ إنه في كل مرة يعود بعمل مختلف يشكل علامة فنية مهمة، وهذا لا يحدث كثيراً مع فنانين آخرين، خصوصاً أنه يتمتع بموهبة كبيرة، واختياره للرهان في هذا الماراثون الرمضاني الذي يضم أعمالاً مميزة، من خلال مسلسل الشرنقة، دليل على ذكائه وحُسن اختيار القصة التي يقدمها للجمهور بما فيها من تشويق وغموض.