شناوي والست مهجة في «قلبي ومفتاحه».. دراما الحب والعلاقات المستحيلة

شناوي والست مهجة في «قلبي ومفتاحه».. دراما الحب والعلاقات المستحيلة
شهد موسم الدراما الرمضانية الكثير من المفاجآت، لكن أبرزها كان مسلسل «قلبى ومفتاحه»، الذى يأخذ المشاهد إلى عالم ملىء بالمشاعر، والأحلام، والتناقضات، والألم، والضعف البشرى، وقصص الحب غير المكتملة، وحتى المستحيلة أحياناً. المسلسل من إخراج تامر محسن، الذى اصطحب الجمهور فى تجربة درامية رومانسية مستوحاة من قلب المجتمع المصرى، تمتد عبر 15 حلقة.
قصة مسلسل قلبي ومفتاحه
قد تبدو القصة فى البداية تقليدية: محمد عزت (آسر ياسين)، شاب تجاوز الثلاثين يبحث عن زوجة تناسب ظروفه الاجتماعية وتقبل العيش مع والدته. فى المقابل، ميار (مى عز الدين)، امرأة وأم تعانى من تسلط زوجها أسعد (دياب) ونرجسيته، حتى طلقها ثلاث مرات، مما يجعل عودتهما مستحيلة دون وجود محلل شرعى. لكن سرعان ما يجد كل من عزت وميار نفسيهما فى مواجهة ظروف غير اعتيادية عندما يجمعهما القدر، فيُدرك كل منهما أنه وجد ضالته عند الآخر. ليلة واحدة كفيلة بأن تقلب حياتهما رأساً على عقب، إذ لا تتوقف الأحداث عند فكرة «المحلل»، بل تأخذ القصة منحى أعمق بكثير.
يُعد «أسعد» المحرك الرئيسى للأحداث، فرغم حبه الجنونى لـ«ميار»، إلا أنه يدفعها للبحث عن محلل شرعى حتى يتمكن من العودة إليها، وإلا فسيحرمها من ابنها. ورغم خوفها الشديد منه، تخفى عنه تفاصيل لقائها بمحمد عزت. ولم تكن قصة «عزت وميار» وحدها التى بقيت فى الظل خوفاً من «أسعد»، إذ إن شقيقته الصغرى «علياء» تُخفى علاقتها العاطفية بأحد رجاله، إسماعيل (أحمد خالد صالح)، الذى يُعد نسخة مصغرة من أسعد، إلا أن الأخير يرفض بشدة زواجه من شقيقته.
قصة محمود عزب في قلبي ومفتاحه
أما القصة الثالثة، فهى عم نصر (محمود عزب)، صاحب محل الفول والطعمية، الذى يحمل مشاعر حب تجاه الست مهجة (عايدة رياض)، والدة أسعد، منذ طفولتهما. وبعد 45 عاماً، يُقرّر مصارحتها بحبه برسالة صغيرة يضعها داخل قرص طعمية، إلا أن الرسالة تقع فى يد الابن، وهو ما يضع حياة عم نصر على المحك. وهنا يتدخّل صديقه شناوى (أشرف عبدالباقى)، مدّعياً أنه صاحب الرسالة لإنقاذه من بطش أسعد، لكن ذلك يؤدى إلى علاقة أخرى معقّدة، إذ يُصر أسعد على تزويج والدته من شناوى.
وأشادت المخرجة هالة جلال بالمسلسل، قائلة إن المخرج تامر محسن يجتهد دائماً حتى يبتعد متعمّداً عن الأنماط الدرامية المعتادة، واعتاد أن يُقدّم الضعف البشرى والاختيارات الصعبة التى يقوم بها الجميع دون الحديث عنها، موضحة: «قد يرى بعض المشاهدين أن الأبطال يتصرّفون بانسحاق أو دون تبرير من وجهة نظرهم، رغم أنه فى الحياة، الشخص نفسه قد يقبل ويوافق على أشياء لا يستطيع أن يبرّر لأحد سبب قيامه بها، لكننى ممتنة لوجود مخرج يحكى فى أعماله عن اختياراتنا التى نخجل منها ونسبها فى العلن».
لم تقتصر الإشادة بـ«قلبى ومفتاحه» على المخرجة هالة جلال فقط، بل امتدت للمخرج خالد يوسف، الذى قال: «تامر محسن استطاع أن يحقّق مكانة مميزة فى الساحة الفنية، بصفته مخرجاً ومؤلفاً فى الوقت ذاته، متجاوزاً القاعدة السائدة بين صناع الفن التى تقتضى تفوق الشخص فى مجال واحد فقط، سواء التأليف أو الإخراج، وعمله الأخير قلبى مفتاحه من الأعمال الرقيقة إنسانياً، والمعالجة الدرامية مصنوعة بحبكة كبيرة وبحرفية عالية وبواقعية فذة كعادة كل أعماله».
«أفضل سيناريو لعمل درامى رمضانى حتى الآن»، هكذا تحدّث الناقد محمود عبدالشكور عن سيناريو مسلسل قلبى ومفتاحه، من تأليف تامر محسن ومها الوزير، موضحاً أن الأمر لا يتعلق فقط بألعاب السرد بين عدد محدود من الشخصيات، ولكن أيضاً عن البدء فى قصة البحث عن محلل، التى رأيناها من قبل فى أفلام وأعمال درامية كثيرة، والانتقال بسلاسة ونعومة إلى ما هو أعمق، بإعادة تأمل وتفكيك علاقات الحب فى مجتمع ذكورى، متابعاً: «القصص الثلاث عمودها الأساسى هو الزوج الذى يخافه الجميع، زوجته التى تبحث عن محلل، وأخته التى تُخفى عنه علاقتها العاطفية، وحبها للرقص، ويخافه أيضاً نصر الطعمجى، وشناوى الذى تورّط فى الزواج من الأم، وبسبب أسعد يتحول الحب، وهو موجود فى القصص الثلاث، إلى خوف، مما يؤدى إلى تشوه كامل فى العلاقات المبتورة أصلاً، وتصل ذروتها الكاريكاتيرية إلى زواج الأم من شخص خطأ، بسبب ورقة فى قرص طعمية».
ويرى «عبدالشكور» أن شخصية أسعد التى أداها الفنان دياب، هى الشخصية الدرامية الأهم فى المسلسل، قائلاً: «أسعد هو أهم شخصية درامية فى المسلسل بأداء دياب العظيم، فهو الذى يصنع الأحداث، ويدفعها إلى الأمام، وهو أيضاً (البطل الضد) النموذجى، كل الشخصيات تلتقى بعيداً عنه، ثم يعيدها السيناريو إلى أسعد من جديد.