أمين «البحوث الإسلامية»: تجديد الخطاب الديني ليس مقصورا على الأزهر

كتب: وائل فايز

أمين «البحوث الإسلامية»: تجديد الخطاب الديني ليس مقصورا على الأزهر

أمين «البحوث الإسلامية»: تجديد الخطاب الديني ليس مقصورا على الأزهر

قال الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في حواره "الوطن" معه، إن تجديد الخطاب الدينى ليس مقصوراً على الأزهر فقط لأنه مستهدف من كل التيارات، بل يتطلب تضافر جهود مؤسسات الدولة من وزارات التعليم والشباب والثقافة، إضافة إلى وسائل الإعلام والمبدعين.■ بماذا تفسر الهجوم على الأزهر؟- الأزهر مستهدف من كل التيارات، ويتعرض لحملات تشويه، ونحن نقول إن الأزهر ليس فوق النقد البناء.■ ماذا عن دعوات حل الأحزاب الدينية؟- أنا ضد التصريح بالأحزاب الدينية، ولا بد من حلها وتنحية الدين وعدم إقحامه فى السياسة، ولا يصح إقامة حزب على أساس دينى يستقطب الجمهور ويلعب على وتر العاطفة الدينية لدى المصريين ولا يعتمد على برامج وأفكار، ويكفينا تجارب الأحزاب الدينية الفاشلة من الحرية والعدالة والنور التى أساءت للدين فى الفترات السابقة.■ ماذا عن دعوات تجديد الخطاب الدينى؟- مسألة تجديد الخطاب الدينى تتلخص فى الوسائل والأساليب وطريقة التعاطى مع النص الشرعى وليس النظر فى الأصول سواء فى القرآن أو السنة إنما تجديد آليات التعاطى والفهم للنصوص الشرعية فى ضوء المتغيرات أو فى ضوء فقه النوازل أو قضايا العصر وتالياً فنحن فى حاجة لإعادة النظر فى فقه المراجعات.■ تقصد فقه المراجعات الخاص بالجماعات التى كانت فى السجون؟- ليس هذا ما أقصده، وإنما أعنى بفقه المراجعات أن نراجع أنفسنا فى آليات التعامل مع النصوص فى ضوء المتغيرات، وأن نضع تغير الزمان والمكان فى اعتبارنا ليكون ركيزة عند النظر فى النصوص الشرعية، ومن عظمة القرآن الكريم أنه لم يتعرض لتفصيلات وبذلك ترك المساحة للعقل البشرى أن يتأمل ويتفكر، والقرآن تحدث عن قضايا كلية ولم يتعرض لتفصيلات، كما أن الإسلام احترم العقل البشرى ومنحه مساحة للتفكر والتدبر والتأمل، وبالتالى لا يمكن أن نقف بفهمنا للإسلام عند مرحلة زمنية معينة، ولا يعنى ذلك القطيعة مع التراث، أو مع موروثاتنا العلمية، ولا يصح اختزال الخطاب فى أمور فرعية، ومن ثم يكفر ويفسق الناس ويبدعون فى الأمور المختلف فيها، فلا إنكار فى المختلف فيه.■ ماذا عن الوسائل التى يتطلبها التجديد؟- فيما يتعلق بالوسائل التى يتطلبها تجديد الخطاب، هناك العملية التعليمية، ولا بد من التجديد فى مناهج التعليم ومقررات التربية الدينية، بحيث لا تكون الموضوعات تقليدية أو كلاسيكية بعيدة عن الواقع المعيشى، ولا بد من التركيز على قضايا الانتماء والمواطنة وثقافة التسامح، وهناك نصوص يمكن إسقاطها على الواقع تركز على قيم الرحمة والتعاون والتكافل الاجتماعى وإعلاء قيم الحوار واحترام الآخر والخلاف فى الرأى والمعتقد ووجهات النظر.■ البعض يوجه اتهامات للأزهر بأنه جزء من المشكلات؟- البعض يصادر على رأى الأزهر ولا يريد مناقشة رأيه بموضوعية، ويتم اتهام الأزهر بأنه أساس المشكلات وهذا غير صحيح، وعلينا إدراك أهمية التركيز على مسألة المحتوى العلمى فهى مهمة جداً لتشكيل العقليات من خلال التعليم والموروث الثقافى، ونسبة الأمية الدينية كبيرة جداً وتفشت بشكل خطير، والبعض ثقافته مبنية على السماع فقط، ومسألة القراءة والاطلاع تعانى الكساد، وصار الناس يستقون معلوماتهم من خلال الإنترنت وموقع جوجل ولا يتم توثيق المعلومة أو التقصى حولها والقرآن يقول: «ولَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً».■ ماذا عن دور المؤسسة الدينية فى ظل هذا الواقع؟- فى ظل الواقع المجتمعى، والأمية الدينية، وجب على المؤسسة الدينية ومؤسسات التعليم أن تضطلع بدورها، فالشباب يعانى حالة من الفراغ الفكرى والروحى، ولا بد من إعطائهم بعض المعلومات وجرعة دينية تكون بمثابة المناعة لهم وتحول دون استقطابهم وتجنيدهم واصطيادهم من قبَل تيارات الإرهاب بدعوى الفوز بالجنة وملذاتها والحور العين، إذن التيارات الإرهابية تلعب على مشاعر الشباب وتدغدغ عواطفهم، خاصة الفئة التى تعانى السطحية والهشاشة الفكرية.


مواضيع متعلقة