مراكز تعليم الأطفال: قصص نجاح لجيل جديد يرسم مستقبل التكنولوجيا

كتب: محمد جعفر

مراكز تعليم الأطفال: قصص نجاح لجيل جديد يرسم مستقبل التكنولوجيا

مراكز تعليم الأطفال: قصص نجاح لجيل جديد يرسم مستقبل التكنولوجيا

«أنا عندى سبع سنين وداخلة على تمانية، وبحلم أكون باشمهندسة لما أكبر وأساعد الناس»، بهذه الكلمات تبدأ «ندا» الطفلة الصغيرة حديثها بحماس واضح، مضيفة: «النهارده عملت مروحة ببرمجة الكود (وهى عبارة عن مجموعة من التعليمات أو نظام من القواعد المكتوبة بلغة برمجية معينة لتنفيذ أوامر محددة)، وكتبت الكود لوحدى، ولما بيكون فيه حاجة غلط، بأصححها وأعملها من الأول لحد ما تشتغل، وبقيت بحب البرمجة جداً لأنها بتعلمنى إزاى أفكر وأركز أكتر».

وتضيف «ندا» بابتسامة: «كان عندى مشروع لعبة كمان، أنا اللى اخترت ألوانها وأحجامها وكل التفاصيل، ولما بخلص الكود، وبشوف اللعبة على الشاشة، دى بتبقى أحلى لحظة فى حياتى، ولو فيه خطأ، برجع أصلّحه، وبحس إنى بعمل حاجة كبيرة لما كل حاجة تمشى صح».

وتحكى ابنة الأعوام السبعة عن تجربتها فى التعلم مع فريق عمل داخل أحد المراكز التعليمية، قائلة: «لما اشتغلنا فى فريق، كل واحد فينا كان عنده جزء يعمله، أنا كنت بكتب الكود، وزمايلى كانوا بيرسموا التصميم، وفى الآخر، المشروع طلع حلو جداً، وده علّمنى إن الشغل الجماعى بيخلينا نعمل حاجة كبيرة، مش بس فى البرمجة ولكن فى الحياة عموماً».

السبيل لمستقبل أفضل

واستكمالاً لقصص النجاح الصغيرة، يتحدث أيضاً الطفل محمد وائل عن تجربته، قائلاً: «أنا عملت روبوت بيعمل حركة دورانية، وكتبت فيه الأكواد وكنت بأتأكد إن كل حاجة شغالة، ولو الكود غلط، يطلع لى «خطأ» على الشاشة، وأعيد تانى كتابة التعليمات والأوامر علشان أصلحه وأجرب تانى لغاية ما يتعمل بالشكل الصح».

وعن علاقته بالبرمجة يقول «محمد» ذو الـ 11 عاماً: «البرمجة بالنسبة لى حياة، لأنها بتخلينى أشوف الحاجة اللى بحلم بيها بتتحقق قدامى، وكل يوم بطور نفسى عن اللى قبله وبوصل لحلمى أكتر».

ويعبر الطفل عن شعوره بالفخر وشغفه الكبير لتعلم البرمجة وصناعة الروبوتات، قائلاً: «أنا بحب الروبوتات جداً، ونفسى أصنع روبوت يدخل دماغ الإنسان ويعالج أى مرض نفسى أو حاجة غلط علشان نقلل الأمراض، وبحس إن التكنولوجيا ممكن تساعد الناس وتحسن حياتهم مش بس نستخدمها فى الصناعة والكمبيوتر».

ويتحدث «محمد وائل» الذى يدرس الآن فى الصف الرابع الابتدائى عن المنافسة قائلاً: «فى مرة دخلنا مسابقة عالمية، وكان فيه ولاد من أوروبا وأمريكا، وكنا شغالين على مشروع روبوت، والحمد لله تفوقنا عليهم، إحنا مفيش حاجة نقصانا وعندنا ناس كتير ممتازة».

وعن تأثير البرمجة على حياته وشخصيته، يقول: «بتخلينى أحس إنى أقدر أحقق أى حاجة مهما كانت صعبة، وكمان بتخلينى متميز دايماً عن زمايلى، ومجتهد فى الدراسة وبحب المذاكرة».

ويؤكد: «أنا بحب أتعلم كل يوم حاجة جديدة، لما أكتب الكود وأشوف المشروع بيشتغل، بحس إن حلمى بيقرب أكتر، ونفسى لما أكبر أكون مبرمج مشهور وأساعد الناس بحاجات جديدة ومفيدة، وقبل كل ده أساعد بلدى».

هكذا حاول الأطفال التعبير عن أحلامهم وطموحاتهم التى تتخطى حدود أعمارهم الصغيرة، مؤكدين أن البرمجة ليست مجرد مهارة، بل هى فى الحقيقة نافذة على مستقبل أفضل يخطونه بأيديهم، ويدربون عقولهم على التعايش والتفاعل معه.

فرصة لإطلاق الإبداع

ويؤكد الدكتور محمد عطا، أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة القاهرة، أن البرمجة لا تعزز فقط التفكير المعتمد على الحسابات الرياضية والمنطق والقواعد والأسس العلمية، بل تعطى الأطفال فرصة كبيرة لإطلاق إبداعهم، حيث يمكنهم تحويل أفكارهم إلى تطبيقات أو ألعاب تفاعلية، مؤكداً أن تعلم البرمجة يعزز من استقلالية الأطفال، ويشجعهم على مواجهة التحديات وحل المشكلات بأنفسهم، مما يساهم فى زيادة ثقتهم بأنفسهم.

وفيما يتعلق بالسن المناسبة لتعلم البرمجة للأطفال، أوضح الأستاذ بتكنولوجيا التعليم بكلية التربية للطفولة المبكرة، إذ يمكن للأطفال الصغار بدء تعلم البرمجة من سن مبكرة جداً.


مواضيع متعلقة