لم تعد مؤامرة واحدة، بل مجموعة مؤامرات، بل يحق لنا القول: إنها مؤامرة تلو المؤامرة، أو بصريح العبارة (كل يوم مؤامرة)، نستيقظ من نومنا لنكتشف مؤامرة جديدة ونبدأ فى مواجهتها، تأخذ كل جهدنا ووقتنا، والهدف معروف ومعلوم للكافة: إجهادنا وإضاعة مجهودنا فى التصدى للمؤامرات وعدم التركيز فى العمل والإنجاز والبناء الذى يتم فى كل بقعة من أرض «مصر».
هذا هو الهدف الأساسى: يريدون لنا أن نبقى ضعفاء فى كل شىء، ويريدون لنا أن نعيش مرضى والمرض ينهش فى جسد وطننا، ويريدون لنا أن نكون محتاجين ونمد أيدينا للقريب والغريب، ويريدون لنا أن نكون فى غفلة وفى الضياع ولا نعرف شيئاً عن التطور والتمدن، ويريدون -وهذا هو الأهم- أن نكون فى خلاف دائم من بعضنا البعض، وحدتنا تخيفهم وتجعلهم فى حالة قلق دائم، تمزُّقنا يسعدهم وهذا هو اليوم الذى يتمنون حدوثه ويعملون على تنفيذه بكل السُبل وفى كل الأوقات، تشتُتنا هو أملهم الذى يسعون إليه ليجعلونا فى حالة عدم استقرار مستمرة، جهلنا يجعلهم يشعرون بالرضا ويتأكدون بأننا لن تقوم لنا قائمة.
عملية بناء «مصر» مرفوضة من الذين يستهدفون وطننا، لا يريدون لنا أن نكون دولة تسعى لبناء مستقبل أبنائها، لا يريدون لنا أن نُحقق الإنجازات، المشروعات القومية التى تمت فى مصر «طيّرت النوم من عينيهم»، القفزات التى تمت فى الزراعة والكهرباء والنقل والإسكان كانت بمثابة «طعنة فى قلوبهم الحاقدة التى تنبض حقداً على مصر»، تسليح الجيش المصرى وتقويته وصعوده فى الترتيب العالمى ضمن أقوى الجيوش فى العالم وتعدُد مصادر السلاح جعلهم يرتعبون وأصابهم بسكتات قلبية أصابتهم فى مقتل.
الاستقرار الذى تنعم به «مصر» يرفضونه ويحسدوننا عليه، الأمن والأمان الذى عاد إلى «مصر» سيجلب لنا السياحة والتنمية والاستثمار وهم ضد تزايد السياحة فى «مصر» وضد حدوث أى تنمية فى «مصر» وضد أى وجود مستثمرين فى «مصر».
لكن «مصر» ورغم كل هذه التحديات ترتفع فيها نسبة السياحة، وجذب الاستثمارات ما زال مستمراً، وتجهيز الأجواء والقوانين لجذب المزيد والمزيد والتنمية التى حدثت وما زالت تحدث يراها القاصى والدانى.
أهم صفة يمكن وصف «مصر» بها هى (دولة الصمود)، «مصر» صمدت فى مجابهة كل الضغوط التى تتعرض لها منذ نجاح (ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣)، ضغوط فى كل شىء، ضغوط من أجل إغماض العين عما يحدث فى السودان وعدم دعوة الأشقاء السودانيين للحوار والجلوس على طاولة المفاوضات لرأب الصدع وإنهاء الخلافات والعمل على استقرار السودان، ضغوط من أجل إغماض العين عما يحدث فى ليبيا وترك الأوضاع لتُحددها قوى خارجية أخرى.
لكن «مصر» ترفض أى وجود خارجى وترفض وجود ميليشيات مسلحة، وتدعو لوحدة الأراضى الليبية، ومصير ليبيا يُحدده الشعب الليبى وحده، والضغوط الأقوى تتعلق بالموقف المصرى من القضية الفلسطينية، وهو الموقف المشرِّف والوطنى والأمين تجاه قضية تاريخية وحقوق تاريخية ورفض التهجير ورفض تصفية القضية، وتقوم مصر بتقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين وترعى المفاوضات للوصول لوقف إطلاق النار وإتمام عملية تبادل الأسرى والرهائن.
وتقف ضد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وترفض الاعتداءات الإسرائيلية، وتقود مصر المجتمع الدولى الرافض للسلوك الإجرامى لإسرائيل.. كل هذه الضغوط بدأت مع الكشف عن الخونة الإرهابيين وخططهم الخبيثة للسيطرة على مصر وتنفيذ مخططهم الرامى لجعل «مصر» إمارة تابعة للتنظيم الدولى.