الدكتور عفت السادات يكتب: أعوام الإنجازات والتحديات

كتب: الوطن

الدكتور عفت السادات يكتب: أعوام الإنجازات والتحديات

الدكتور عفت السادات يكتب: أعوام الإنجازات والتحديات

11 عاماً مرت على ثورة 30 يونيو 2013، ومنذ ذلك الحين تتحرك الدولة فى أكثر من مسار لمواجهة التحديات التى لا تتوقف، من أجل استكمال المشروع الوطنى، وحماية الأمن القومى وتحقيق المصلحة العليا.

وانطلقت الدولة منذ 30 يونيو 2013 نحو البناء عبر المشروعات القومية الكبرى بالتوازى مع خطة دحر الإرهاب، والذى تحملت الدولة فاتورة القضاء عليه، وأطلقت الدولة المصرية العملية الشاملة فى سيناء التى بدأت عام 2018 وانتهت إلى تطهير سيناء من الإرهاب والعناصر الإرهابية.

استشعرت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى مبكراً التحديات الإقليمية والدولية، ما جعلها تمضى قدماً فى طريق تحديث وتطوير قدرات الجيش المصرى بما يعززها ويحقق الهدف الأسمى لحماية الأمن القومى المصرى، وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى شهدنا إنشاء القواعد العسكرية، مثل قاعدة محمد نجيب، وقاعدة برنيس وسيدى برانى وقاعدة «3 يوليو البحرية».

وقامت الدولة المصرية بتنفيذ مشروعات ضخمة تخدم مصلحة الأجيال القادمة، وتوفر بنية تحتية قوية فى كافة المجالات، بما يسهم فى جذب الاستثمارات ويخدم على المشروعات التنموية وينهض بالدولة، كما قامت الدولة بمشروعات زراعية وصناعية وغيرها من المشروعات التى تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى وزيادة حجم الصادرات بما يوفر العملة الأجنبية، ويرفع الناتج المحلى الإجمالى للدولة المصرية.

إضافة إلى التحديات الداخلية تدفع الدولة المصرية فاتورة تداعيات الأزمات العالمية والتى انعكست على الاقتصاد المصرى، بداية من أزمة جائحة فيروس كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية، وصولاً لحرب غزة التى أثرت بشكل واضح على دخل قناة السويس.

ورغم التحديات حاولت الدولة من خلال تحركات كثيرة للتخفيف من آثار هذه الأزمات على المواطنين، سواء من خلال إجراءات متكررة تستهدف تحقيق الحماية الاجتماعية، ولم تغفل الدولة مشروعات التنمية الاجتماعية والمعروفة باسم «حياة كريمة»، والتى تخدم الملايين من أبناء الوطن.

ونجحت الدولة المصرية خلال هذه السنوات أيضاً فى انتهاج سياسة خارجية متوازنة تحقق الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية، كما تفاعلت بشكل إيجابى للمساهمة فى حل أزمات الإقليم خاصة مع تصاعدها فى كافة الاتجاهات غرباً وجنوباً وفى الشمال الشرقى، والتى تشكل تحدياً حقيقياً أمام الأمن القومى للمنطقة بوجه عام ولمصر بوجه خاص.

الدور المصرى كان واضحاً فى أزمتى ليبيا والسودان، ففى أزمة السودان طالبت الدولة المصرية بوقف إطلاق النار وضرورة الوصول لتسوية الأزمة سياسياً، بخلاف استقبال أهالى السودان الذين فروا فى محاولة للنجاة من الموت وهرباً من جحيم الحرب.

وفى أزمة ليبيا رفضت مصر التدخل فى الشأن الليبى وطالبت بتفعيل إرادة الشعب الليبى حفاظاً على الدولة الوطنية الليبية، وطالبت مراراً وتكراراً بضرورة انسحاب الميليشيات والمرتزقة والعناصر الأجنبية من الأراضى الليبية، وحدد وقتها الرئيس عبدالفتاح السيسى الخط الأحمر حينما قال «سرت - الجفرة» خط أحمر لن تسمح مصر بتخطيه، وقامت الدولة المصرية بجهود كبيرة فى هذا الملف من أجل الوصول لمرحلة الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية والبرلمانية.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، رفض الموقف المصرى تصفية القضية وتهجير أهالى غزة، وقامت مصر بالدفاع عن القضية أمام المحافل الدولية، كما أعلنت مصر التدخل رسمياً فى الدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، للنظر فى انتهاكات إسرائيل لالتزامها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فى قطاع غزة، وتطالب مصر دائماً بتسوية تقوم على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 67.

وكان الموقف المصرى واضحاً فى بداية أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، حيث طالبت بوقف الحرب والاتجاه إلى السبل السلمية والحلول السياسية لإنهاء الأزمة وانضمت مصر إلى الدول الأفريقية التى طرحت المبادرة الأفريقية لحل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.

كما قامت مصر بمشاورات عديدة وجهود كبيرة للوصول إلى اتفاق ملزم فيما يتعلق بقضية السد الإثيوبى رغم الموقف الإثيوبى المتشدد. وحرصت مصر على إقامة علاقات قوية مع دول القارة الأفريقية، وشهدنا تحسن العلاقات الثنائية مع بعض الدول التى تراجعت علاقاتنا معها خلال المرحلة السابقة مثل قطر وتركيا وغيرهما.

وعلى المستوى الداخلى تم إطلاق حوار وطنى شامل حول أولويات العمل الوطنى ناقش القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بمشاركة كافة الأحزاب السياسية والقوى السياسية والمجتمعية، وكما شهدنا تفعيل لجنة العفو الرئاسى للإفراج عن مئات من السجناء.

وهنا يجب أن نذكر أن ثورة ٣٠ يونيو أنقذت مصر من الفاشية الدينية، وحافظت على الهوية المصرية وأفشلت محاولات الجماعة للسيطرة على مفاصل الدولة وتنفيذ أجندة الجماعة، فى 30 يونيو انطلقت الدولة نحو الإنجازات والمشروعات القومية الكبرى التى تعلى صالح الأجيال القادمة، وفى مثل هذا اليوم عام 2013 خرجت الملايين لتصحيح المسار بالتصدى لجماعة أرادت الهيمنة على مفاصل الدولة، فثورة ٣٠ يونيو أنقذت مصر من محاولات الدفع بها نحو الفوضى والانهيار، على يد قوى الشر التى أرادت النيل من أمن هذا الوطن ومقدراته.

 

 

 

 


مواضيع متعلقة