أول مرة يقول بايدن «جملة صحيحة» وهو ينتقد قرار كريم خان، المدعى العام بالمحكمة الجنائية الدولية، الذى طالب فيه بتوقيف نتنياهو ووزير دفاعه جالانت، واثنين من قادة المقاومة الفلسطينية، حيث قال: كيف يساوى بين ما فعلته إسرائيل وما فعلته المقاومة الفلسطينية منذ ٧ أكتوبر العام الماضى؟!
مؤكداً أن موقف بلاده معلن بأنها لا تعترف بقرارات المحكمة!
ونحن أيضاً نتفق -لأول مرة- مع بايدن، فكيف لكريم خان أن يساوى بين الضحية والجلاد.. فإذا كان بايدن يقف مع الدولة الصهيونية المستعمِرة، فكل أحرار العالم يقفون بقلوبهم مع الشعب الفلسطينى المغتصبة أرضه ويرفضون أن تتم مساواة الضحية (الشعب الفلسطينى صاحب الأرض) بالجلاد (اليهود المحتلين).
وتعالوا نقارن بين ما فعلته «حماس» وما فعلته إسرائيل خلال الثمانية أشهر الماضية بالورقة والقلم على أرض الواقع حتى نكون منصفين.
- إرهاب الدولة.. قتلوا 36 ألفاً من الأطفال والنساء، وأصابوا ٨٥ ألفاً من المدنيين.
المقاومة الفلسطينية.. لم تقتل مدنياً إسرائيلياً واحداً وكل ضحاياها من الجنود.
- إرهاب الدولة.. قتلوا وعذبوا الأسرى الفلسطينيين.
المقاومة الفلسطينية.. لم تقتل رهينة واحدة من الرهائن الإسرائيليين، وجميع الضحايا من الرهائن قُتلوا برصاص أمريكى على يد قوات الاحتلال أثناء الهجوم العشوائى على الأراضى الفلسطينية!
- إرهاب الدولة.. ارتكبت عشرات المجازر ضد الفلسطينيين.
المقاومة الفلسطينية.. لم تقتل طفلاً أو امرأة إسرائيلية.
- إرهاب الدولة.. كسرت وداست وتجاوزت كل القرارات الدولية التى أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
المقاومة الفلسطينية.. لم تخترق أى قرار أممى.
- إرهاب الدولة.. لم تلتزم بأحكام محكمة العدل الدولية بوقف الحرب فى رفح وإدخال المساعدات لغزة، بل ارتكبت مجزرتين فى رفح بعد صدور «الأحكام» أقربها مجزرة أمس الأول التى طارت فيها رؤوس أطفال وعجزت المستشفيات عن استقبال وعلاج المصابين من كثرة عددهم وعدم وجود أدوية، فماتوا بسبب إصرار إسرائيل على عدم إدخال المساعدات.
المقاومة الفلسطينية.. لم يصدر ضدها أى «أحكام» من محكمة العدل الدولية.
- إرهاب الدولة.. دمرت كل المبانى السكنية والمنشآت الصحية والمساجد والكنائس ومحطات المياه والكهرباء والمخابز.
المقاومة الفلسطينية.. لم تهدم منشأة إسرائيلية واحدة، ولا معبداً ولا مستشفى ولا محطة مياه أو كهرباء، ولا حتى كشك سجائر.
- إرهاب الدولة.. لم تستجب لكل مبادرات الوساطة، التى تستهدف التوصل لوقف الحرب وإدخال المساعدات وتسليم الأسرى وتسلم الرهائن.
المقاومة الفلسطينية.. استجابت لكل الوساطات وأبدت استعدادها لتسليم الرهائن، مقابل وقف الحرب وإدخال المساعدات.
- إرهاب الدولة.. يتلقى أسلحة خفيفة ودبابات وطائرات وذخائر وقنابل من ذات الألفى كيلوجرام من أمريكا وكل الدول الأوروبية.
المقاومة الفلسطينية.. تقاوم قوات الاحتلال بأسلحة بدائية مصنوعة فى ورش تحت الأرض، ولا تملك دبابة ولا طائرة ولا مدفعاً ولا قنابل من ذات الألفى كيلوجرام.
- إرهاب الدولة.. يتمتع بدعم مالى لا محدود من أغنى دول العالم المتمثلة فى الولايات المتحدة والدول الأوروبية كلها.
المقاومة الفلسطينية.. لا تتلقى أى دعم مالى من أى دولة.
- إرهاب الدولة.. يتمتع بدعم سياسى لا محدود من أمريكا صاحبة الفيتو، ومن بعض الدول الأوروبية.
المقاومة الفلسطينية.. تتمتع بدعم سياسى من مصر وكل الدول العربية، لكن يتم إبطال مفعوله عندما يصل لمجلس الأمن بسبب استخدام أمريكا الفيتو.
- إرهاب الدولة.. جميع شعوب العالم تقف ضد ممارساتها لحرب الإبادة التى تشنها على الشعب الفلسطينى، ويقف ضدها كل طلاب الجامعات العربية والأوروبية.
المقاومة الفلسطينية.. تؤيدها كل شعوب العالم، وتدعم حقها فى التمسك بحقها فى الوطن.
- إرهاب الدولة.. يطرد الشعب من أرضه ويجرده من جنسيته ويمنع اللاجئين الفلسطينيين المشتتين فى كل دول العالم من العودة لوطنهم.
المقاومة الفلسطينية.. لم تستطع طرد محتل واحد من الأراضى الفلسطينية منذ نزوحهم لفلسطين من الشتات عام ١٩٤٨ حتى الآن، ولسان حال الفلسطينيين يقول «بيتى وبيقول بيته».
بعد كل هذه الأدلة والبراهين التى تؤكدها أفلام وثائقية وشهود عيان محايدون، أليس من الغبن أن نساوى بين مُحتل ومقاوم، بين عدو وأصحاب الأرض، بين من يُعذِّب ومن يصرخ من الألم، بين سفاح وضحية، بين من يركب دبابة ومن يمشى حافياً، بين من يقصف بدانة ومن يقذف بحجر، بين من يستهدف الأطفال والنساء ومن يستهدف جنوداً مدججين بالسلاح؟
تاريخ أسود لإرهاب الدولة كتبه سفاحون أياديهم ملطخة بالدماء منزوعو الضمير والإنسانية، سيظل وصمة عار فى جبين الإنسانية.
أطفال أبرياء يدفعون ثمن وعد بلفور -لعنة الله عليه- ونفذه ونستون تشرشل يهودى الجذور.
لكن سيظل التاريخ شاهداً أن العدو الإسرائيلى لا يجنح إلى السلام إلا بعد أن يذوق طعم الوجع ويتجرّع مرارة الألم، ويشعر بعدم الأمان، وهذا ما فعلته به انتفاضة الحجارة، التى أجبرته على الذهاب إلى أوسلو، وتوقيعه على اتفاق أوسلو.
ظنى أنه لا بد من تقديم بايدن أيضاً للمحاكمة كمجرم حرب، فالقانون مفروض أن يعاقب المحرض كمرتكب الجريمة، فبايدن ليس محرضاً فقط، بل إنه مموِّل لارتكاب الجريمة ومبرر لها، فكما اتهم نتنياهو وتابعه بايدن طلاب الجامعات وأحرار العالم بأنهم معادون للسامية ومؤيدون للإرهاب لمجرد اعتراضهم على حرب الإبادة والمجازر التى ترتكبها إسرائيل.. فمن حقنا نحن أيضاً أن نتهم بايدن ونتنياهو بمعاداة الأخلاق والإنسانية لقتلهما الأطفال والنساء ومص دماء الفلسطينيين.