6 بدائل للأعلاف المستوردة.. دليل المربي الذكي لزيادة الإنتاج من اللحوم والألبان

6 بدائل للأعلاف المستوردة.. دليل المربي الذكي لزيادة الإنتاج من اللحوم والألبان
يعتبر الدكتور زكريا فؤاد، الأستاذ بمعهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومى للبحوث، أن ارتفاع أسعار الأعلاف يمثل مشكلة كبرى لمنظومة الإنتاج الحيوانى، حيث يتسبّب فى زيادة أسعار منتجات اللحوم والألبان بشكل كبير، ويكمن الحل من وجهة نظره فى اللجوء إلى طرق مبتكرة، والتوسّع فى إنتاج واستخدام الأعلاف غير التقليدية، وتعريف المربين بمزاياها وطرق إعدادها، خاصة أننا نمتلك فى مصر كماً هائلاً من المخلفات أو المتبقيات الزراعية التى يمكن تحويلها بسهولة إلى ثروة علفية، حسب تأكيده. ويضيف «فؤاد» موضحاً أنه لما كانت أسعار المواد الخام الداخلة فى صناعة الأعلاف المركزة مرتبطة بالأسعار العالمية، ناهيك عن ارتفاع أسعار باقى المواد الأخرى الداخلة فى تغذية الحيوان، مثل التبن، فإن كل هذه العوامل أسهمت فى ارتفاع تكلفة تغذية الحيوانات المراد تسمينها، ولذلك كان لا بد من التفكير فى إنتاج أعلاف غير تقليدية بديلة للأعلاف المركزة، حتى تنخفض التكلفة التى يتحمّلها المربى، وبالتالى يمكن له أن يستمر فى العملية الإنتاجية مع تحقيقه هامش ربح معقولاً، وفى الوقت نفسه خفض سعر المنتج بالنسبة للمستهلك.
«الساليكورنيا» تنمو على الشواطئ
الساليكورنيا أحد النباتات الملحية التى يمكن أن يكون لها مستقبل واعد لمميزاتها الكثيرة، حيث تصلح كمحصول زيتى وعلفى. وتعتبر الساليكورنيا أحد أكثر النباتات تحمّلاً لملوحة التربة، لذلك فإنها تنمو بشكل طبيعى على شواطئ البحار والبحيرات. ويمكن للساليكورنيا أن تنمو بعيداً عن المياه فى المناطق التى يزيد معدل الأمطار فيها على 1000 ملليمتر، ويمكن لهذا النبات أن ينمو فى التربة الزراعية ذات التفاعل الحامضى، كما أن بإمكانه النمو فى الأراضى الشديدة القلوية، والحقيقة أن الساليكورنيا هى نبات محب للترب الكلسية القلوية، وبإمكان هذا النبات أن يعيش فى الأراضى الغدقة، كما أنه يتحمّل الجفاف بشكل جيد. ويمكن استخدام النبات لإنتاج العلف، دون فصل البذور الغنية بالزيوت بعد الحصاد وتقديم النبات بأكمله لتغذية الماشية.
المخلفات والمتبقيات الزراعية متوافرة طوال العام
يلفت الأستاذ بمعهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومى للبحوث إلى أن من ضمن الحلول غير التقليدية لإنتاج الأعلاف، والتى تدخل تحت ما يُعرف بمنظومة الزراعة الذكية مناخياً، إنتاج الأعلاف غير التقليدية من المخلفات (المتبقيات) الزراعية، وذلك بتحويلها إلى أعلاف تحل محل جزء من الأعلاف المصنعة
ومن بين البدائل العلفية التى تعتمد جزئياً على المخلفات والمتبقيات الزراعية، ما يُعرف بـ«السيلاج»، وهو علف أخضر محفوظ بمعزل عن الهواء، والحفظ يتم بواسطة عمليات التخمّر، حيث ينتج عن التنفّس والتخمرات اللاهوائية الكحول والأحماض العضوية التى تزيد من حموضة العلف إلى درجة توقف عوامل الفساد.
ويتم إنتاج السيلاج من محاصيل العلف الخضراء البقولية، مثل البرسيم أو محاصيل الحبوب، مثل الذرة والسورجم، كما يتم إنتاجه أيضاً من مخلفات الصناعات الغذائية، مثل بجاس (مُصاص) قصب السكر، ولب البنجر، ومخلفات تصنيع الخضر والفاكهة، حسب قوله. ويشير «فؤاد» إلى أن من أهم فوائد إنتاج السيلاج كعلف حيوانى، أنه يمكن توفيره كعلف حيوانى فى أى فصل طوال السنة وبأقل التكاليف، بالإضافة إلى أنه يتميز بنكهة طيبة وطعم مستساغ، وتقبل عليه الحيوانات مما يزيد الإنتاج، ويمكن ضغط السيلاج بكميات كبيرة فى حيز محدود.
ومن ضمن طُرق تحويل المتبقيات الزراعية إلى بدائل علفية حقنها بغاز الأمونيا أو الرش بمحلول اليوريا، حيث يمكن تعظيم الاستفادة من متبقيات المحاصيل الزراعية، مثل تبن القمح والشعير والفول وقش الأرز وحطب الذرة الشامية وعروش الخضراوات التى تُستخدم فى تغذية الحيوان عن طريق زيادة محتواها البروتينى، مما يزيد معامل هضم هذه المخلفات باستخدام تكنولوجيا الحقن بغاز الأمونيا أو الرش باليوريا.
الشعيرالمستنبت بدون تربة يزيد الحليب واللحم 30%
يعتمد إنتاج الشعير المستنبت، حسبما يوضح الدكتور زكريا فؤاد، على تنمية الشعير بدون تربة فى غرف استنبات بمواصفات معينة يتم فيها توفير الظروف الملائمة لنمو الشعير، وبذلك يمكن الحصول على علف أخضر ذى قيمة غذائية عالية طوال العام، وهو يتميز بارتفاع نسبة البروتين إلى 20 - 25%، ويمكن إنتاج واحد طن علف أخضر يومياً من غرفة مساحتها 50م2، حيث يتم تقسيم الوحدة إلى 8 أجزاء، يتم زراعة جزء كل يوم بحبوب الشعير بعد نقعها لمدة 12 ساعة فى صوانٍ بدون تربة على أرفف، ويتم الزراعة لمدة 7 أيام ويتم التغذية على المنتج فى اليوم الثامن الذى تبدأ فيه دورة الزراعة الجديدة. ويمكن الحصول على 1 طن علف أخضر من 120كجم حبوب جافة من الشعير. وتشمل الجدوى الاقتصادية من استنبات الشعير بشكل عام: تأمين الأعلاف الخضراء على مدار العام بسعر اقتصادى، وتقليل الأيدى العاملة وتحويلها إلى أعمال أعلى فى المردود المادى، والتقليل من استهلاك المساحات المزروعة بمحاصيل الأعلاف وتحويلها لإنتاج الغذاء البشرى، والتقليل من الاستهلاك المائى لرى مساحات كبيرة لإنتاج كميات قليلة من الأعلاف الخضراء، والتقليل من كميات الأسمدة والمبيدات، التى تلوث البيئة والمياه الجوفية، وخفض تكاليف إنتاج اللحوم والحليب بخفض تكاليف العلف، وزيادة إنتاجية الحليب واللحم بنسبة 30%، مقارنة بالأعلاف الأخرى.
المورينجا.. نسبة بروتين كبيرة قياساً بالذرة ونتائج جيدة
يمكن إكثار المورينجا بهدف استغلالها كعلف، ومع أن البروتين فى المورينجا لا يصل إلى البرسيم، لكنه يحقّق نسبة كبيرة قياساً بالذرة مثلاً، وتُزرع المورينجا لتغذية الحيوان، وأعطت نتائج جيدة جداً، كما تم جمع نواتج تقليم محصول المورينجا وأجريت بعض العمليات الميكانيكية وأسهلها التقطيع، وتم استخدامها كعلف غير تقليدى للحيوانات.
الأزولا.. غذاء رخيص للمواشى والدواجن والأسماك تزيد إنتاج بيض الدواجن بنسبة 24% ولبن الأبقار والجاموس 20%
الأزولا من النباتات التى تنمو على سطح المياه العذبة والمجارى المائية وفى حقول الأرز، وتوجد الأزولا فى القنوات والأماكن المبلّلة، سواء فى الأجواء المعتدلة أو الحارة. ومن فوائد واستخدامات الأزولا أنها تُستخدم بنجاح فى الزراعة كمخصب نيتروجينى طبيعى لمقدرتها على تثبيت الأزوت الموجود فى الجو، وهى مصدر غذاء جيد للإنسان، وتنقية المياه، وهى مصدر غذائى جيد ورخيص للحيوانات والدواجن والأسماك. وتعد الأزولا المجفّفة بالشمس مصدراً بروتينياً وكربوهيدراتياً جيداً.
ويمكن استعمال الأزولا كسماد أخضر فى حقول الأرز المربى بها وأيضاً تتغذى عليها الأسماك، فنحصل على فائدة مزدوجة تتمثل فى زيادة محصول الأرز بنسبة تتراوح من 20 إلى 30% وزيادة إنتاج الأسماك أيضاً، كما أن الأزولا مفيدة فى خصوبة التربة وتغذية النباتات، حيث يعمل نبات الأزولا على تثبيت الأزوت الجوى، ولذلك يحتوى على نسبة عالية من البروتين تتراوح من 25 إلى 30% من وزنها الجاف، ويمكن استخدام الأزولا فى علائق الدواجن بنسبة تصل إلى 20%، كما يمكن أن يتغذّى عليها البط، سواء كانت خضراء أو بعد تجفيفها وترطيبها قليلاً بالماء. وتُستخدم الأزولا كعلف للدجاج البياض والتسمين والأرانب والمواشى والأسماك والأغنام، خاصة البط، ويستبدل بـ50% من العلف المركز.
«البونيكام».. يتحمّل الملوحة والجفاف ومُقاوم للآفات ومذاقه محبّب للحيوانات
يوفر «البونيكام»، حسبما يضيف الدكتور زكريا فؤاد، الأستاذ بمعهد البحوث الزراعية، محصولاً علفياً بديلاً للمحاصيل العلفية التقليدية ويعطى النتائج نفسها، أو أفضل من حيث القيمة الغذائية، وبتكاليف أقل، كما أنه يبقى فى الأرض لأكثر من 10 سنوات، وهو يتحمّل درجات الحرارة المرتفعة وبرودة الطقس، كما يتحمّل ملوحة المياه ويستمر فى الإنتاج لفترات قد تصل إلى 10 سنوات، ويتميز بسرعة نموه وغزارة إنتاجه، وتكون أول حشة من 45 إلى 60 يوماً، ومن ثم حشة كل 25 إلى 30 يوماً، ويُعد من أفضل أنواع الأعلاف فى الوقت الحالى فى بعض المناطق، ويتم الاعتماد عليه فى كثير من الدول، وتصل نسبة البروتين فى حالة البونيكام الأخضر الطازج إلى 13%، وفى حالة البونيكام الجاف تصل إلى 22%.
ومن مميزات البونيكام أنه مُقاوم للآفات، وبالتالى لا توجد حاجة إلى رشه بالمبيدات، مما يجعله صحياً وآمناً على الحيوانات، ولا يسبب لها الانتفاخ أو الإسهال، كما أن مذاقه سكرى ومفضّل للحيوانات، وجميع أنواع التربة الزراعية مناسبة جداً لزراعته، لأنه يتحمّل الجفاف وقلة المياه وملوحتها، كما يتأقلم مع الظروف المناخية القاسية، لدرجة أن زراعته تنجح فى المناطق الجبلية المرتفعة حتى 1500 متر.