«نوار».. مساحة فنية للغناء وتعلم العزف في وسط البلد

كتب: أحمد الأمير

«نوار».. مساحة فنية للغناء وتعلم العزف في وسط البلد

«نوار».. مساحة فنية للغناء وتعلم العزف في وسط البلد

منذ زمن طويل تعرف شوارع وسط القاهرة بالفنون والغناء والعزف والكثير من صور البهجة، إلا أنها قاربت على الاختفاء بعد انتشار المحلات التجارية التى طغت عليها الآن، من هذا المنطلق قرّر مجموعة من الشباب أن يحافظوا على التراث الفنى لوسط البلد من خلال تأسيس مساحة للفن والفنانين وأطلقوا عليها اسم «نوار» لعودة بهجة الفن وروعته وثقافته التى قاربت على الاندثار.

تعتبر «نوار»، التى تتوسّط أحد شوارع باب اللوق بالقاهرة فضاءً مستقلاً للمواهب الشابة، وهى المساحة الفنية التى أسسها المطرب الشاب محمد ربيع مع مجموعة من أصدقائه فى عام 2022 وبدأت الفكرة بجمع عدد من الفنانين المستقلين لتقديم أنواع مختلفة من الفنون الأدائية والغناء للحضور والموهوبين، ما بين المعارض الفردية والجماعية للفن التشكيلى، بالإضافة إلى المشروعات الفنية المستقلة التى تمزج تراث مصر بثقافاتها المختلفة.

يحرص الفنان الشباب مع مجموعة من رفقائه على إعادة روح وسط البلد بالعزف على الآلات الشرقية واسترجاع موسيقى الزمن الماضى، حيث «العود» و«الناى»، من الآلات التى يمتلئ بها المكان ومعلقة على جدرانه، بالإضافة إلى مكان مخصّص لإعداد القهوة والمشروبات ليستمتع الحضور بها على الإيقاع الموسيقى والرتم الغنائى الهادئ مع تجمّع العازفين والمطربين الشباب بتقديم فن «الطقطوقة»، إذ يغنيها واحد منهم ويلحنها الآخر على العود.

يحرص الشاب مع مجموعة أخرى من الفنانين على تقديم كلمات الأغانى الحديثة ودمجها مع الألحان القديمة، وهى الطريقة التى لفتت أنظار عدد كبير من المتردّدين على شوارع وسط القاهرة وتفاعلوا معها، بالإضافة إلى الأغانى التى تحقّق نجاحاً وتتصدّر التريند، فيصبح لها شكل مختلف تماماً، وتصير ذات إيقاع طربى لم يعد موجوداً الآن.

«ربيع»: هدف المكان إضفاء البهجة على مرتاديه..وبإمكانات بسيطة قررنا إنشاءه

وقال محمد ربيع، مؤسس «نوار»: إن المكان تأسس ليُضفى البهجة والسعادة على الناس، ولأن الفن لا يقتصر على شخص معين يفتح بابه للجميع، سواء من المستمعين أو المطربين، ويعد بمثابة رسالة فنية متنوعة ذات بعد فنى وثقافى واجتماعى، حيث يتم مزج التراث والمشغولات اليدوية والفن فى صورة واحدة وكذلك العمل على الترويج للفن المصرى وتسليط الضوء على مختلف أوجه الفنون والحفاظ على هوية منطقة وسط البلد وإعادتها كما كانت فى السابق، حاضنة للفن والبهجة وتوصيل تلك الفنون إلى جميع الفئات.

وأضاف لـ«الوطن» أن هدف المكان هو أن يكون فى قلب وسط القاهرة المعروفة بتاريخها فى الفن وتأثيرها الخاص جداً فى إضفاء السعادة والبهجة على مرتاديها منذ عشرات السنين، وهو مناخ نبحث عنه فى وقت قاربت فيه أشكال الفنون بوسط البلد على الاختفاء، وبالإمكانيات البسيطة قرّرنا إنشاء هذا المكان دون دعم من مؤسسة ليرتبط بالمجتمع، الذى يحيط بنا، وهو مجتمع وسط البلد.


مواضيع متعلقة