خبراء: الاقتصاد حجر أساس علاقات مصر وقبرص.. والربط الكهربائي سيحقق مكاسب ويزيد التبادل التجاري

خبراء: الاقتصاد حجر أساس علاقات مصر وقبرص.. والربط الكهربائي سيحقق مكاسب ويزيد التبادل التجاري

خبراء: الاقتصاد حجر أساس علاقات مصر وقبرص.. والربط الكهربائي سيحقق مكاسب ويزيد التبادل التجاري

ترتبط مصر بعلاقات وطيدة مع قبرص التى أعلنت استقلالها فى 1960 وفى نفس العام افتتحت مصر سفارة لها فى نيقوسيا وفتحت قبرص سفارة فى القاهرة، ومؤخراً استجد دخول ملف الغاز والربط الكهربائى بين البلدين فى ظل رغبة مصرية قبرصية لزيادة التعاون والتركيز على الشراكة التجارية واسعة الأفق.

بدوره، قال أحمد العنانى، الباحث فى العلاقات الدولية، إن العلاقات قوية بدول شرق المتوسط خاصة قبرص واليونان ومصر، وهناك تقارب فى العلاقات المصرية القبرصية قائم على المصالح المشتركة والتعاون فى الملف الاقتصادى والغاز المسال باعتبارها مركز الغاز فى المتوسط.

وأضاف الباحث فى العلاقات الدولية، لـ«الوطن»، أن الربط الكهربائى بين مصر واليونان وقبرص سيحقق مكاسب اقتصادية بين الدول المختلفة، ويساعد على زيادة التبادل التجارى واستقرار الأمن فى منطقة شرق المتوسط، لافتاً إلى أن هذا يعود بالنفع على مختلف الدول والاعتماد على الشراكة الاقتصادية بشكل كبير.

وتابع الباحث فى العلاقات الدولية: «تتكرر الزيارة بين الأطراف المصرية القبرصية بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية للعمل على زيادة التبادل التجارى بين مصر وقبرص فى الفترة الأخيرة، خاصة أن هناك ارتكازاً على الملفات الاقتصادية بين قبرص ومصر».

«كمال»: ملف الغاز يخلق تقارباً شديداً بين مصر وقبرص واليونان ويحقق الرخاء للدول الثلاث

من جهته قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إنَّ العلاقات بين مصر وقبرص تاريخية وتستند إلى ترابط الشعبين منذ القدم، بجانب التعاون بمجال الطاقة مؤخراً الذى انعكس على قوة الروابط التى شهدت نشاطاً، خاصةً مع التقارب الجغرافى للبلدين وأنَّ معظم آبار الغاز الطبيعى المُكتشفة فى المحيط الحدودى والمياه الإقليمية لكليهما.

وأضاف «كمال» فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنَّه خلال الفترة الماضية شهدت العلاقات المصرية القبرصية تعاوناً بقطاع الطاقة من خلال الانضمام إلى «منتدى غاز شرق المتوسط»، الذى أتاح فرصة كبيرة للبلدين للتعاون وكذلك لدول المنطقة بوجه عام، خاصةً مع وجود احتياطات هائلة من الغاز فى هذا الإقليم.

وتابع «تم توقيع أكثر من 30 اتفاقية إطارية لنقل الغاز الطبيعى والمرور والاستكشاف فى إطار تنسيقات عديدة بين البلدين، وكل واحدة من تلك الاتفاقيات تمهيداً لاستفادة قبرص الواقعة بمنطقة التماس شرق المتوسط والتى تسعى للاستفادة مما لديها من غاز مكتشف عن طريق ربط شبكة المواسير المصرية بالمتوسط ولا تبعد عن قبرص سوى 50 كيلومتراً للتوصيل حتى محطات الإسالة بعد دفع الرسوم المقررة، ما يخلق رابطاً استراتيجياً بين البلدين ويعمل على بناء علاقات متينة ترتكز على المنفعة المتبادلة.

وتطرق وزير البترول الأسبق إلى استفادة اليونان من الاتفاقيات الخاصة بتوصيل الغاز إلى أوروبا، لموقعها الاستراتيجى، حيث إن موقع اليونان يتماس مع حدود مصر الشمالية، شمال غرب المتوسط، ما يخلق تقارباً شديداً ومصلحة واحدة بالمنطقة وهناك تنسيقات للمثلث الجغرافى، مع امتلاكها الخزانات الهيدروكربونية التى يمكن أن تحقق رخاء اقتصادياً للدول الثلاث.

وفى سياق متصل، قال الدكتور كريم مصطفى الباحث بالعلاقات الدولية وتحليل السياسات العامة، إنَّه خلال السنوات الأخيرة ومع اكتشافات غاز شرق المتوسط حدثت نقلة نوعية فى العلاقات المصرية القبرصية، وهذا لا يمنع أن لها طابعاً خاصاً وتضرب بجذورها فى التاريخ، ويتضح ذلك من خلال المؤتمر الذى تم عقده فى عام 2018 بعنوان العودة للجذور الذى استهدف تأكيد قوة العلاقات بين الجانبين، إلا أنه نتيجة تكثيف التعاون الاقتصادى مؤخراً شهدت العلاقات طفرة، تحديداً فى نهاية 2014 والسنوات التى تلتها أى تزامناً مع تولى الرئيس السيسى قيادة مصر لتعود العلاقات كأولوية فى دائرة اهتمام السياسة الخارجية.

وأضاف «مصطفى» لـ«الوطن»، أنَّ مصر تسعى لأن تكون مركزاً لإنتاج وتصدير الطاقة فى المنطقة، وبالتالى تعد قبرص إحدى بوابات مصر إلى أوروبا لتصدير الطاقة والأخيرة تستفيد من خلال موقعها وتعاونها مع «القاهرة» ومن هنا يتضح أن المنفعة متبادلة، وعلى الرغم من صغر حجم قبرص من حيث المساحة إلا أن أهميتها الجيواستراتيجية كبيرة لمصر نظراً لوجود للعديد من نقاط التماس بين البلدين خاصة مع اكتشافات غاز المتوسط، وتابع: «فى ظل احتياج أوروبا الشديد للطاقة حالياً مما يستدعى تسريع وتيرة الاتفاقات والتنفيذ على أرض الواقع بين مصر وقبرص بمجال الكهرباء والغاز الطبيعى وهو ما تسعى إليه حكومتا الدولتين، بجانب امتلاك مصر إمكانات وطاقات هائلة من بنية تحتية ولوجيستية وقدرات إنتاجية تساعدها فى تسريع عملية نقل الطاقة إلى أوروبا».

كما أكد أنَّ الربط الكهربائى بين دول حوض المتوسط سيزيد من المكانة وتعظيم المكاسب الاقتصادية لمصر وقبرص، بالإضافة إلى المكانة الدولية لهما، وأن مصر ستتحول إلى مركز إقليمى للطاقة بما سينعكس بالإيجاب على الاقتصاد وقبرص ستتحول لمحطة مهمة لتوصيل الغاز والطاقة لأوروبا.

وقال الباحث فى العلاقات الدولية، بهاء محمود، إن العلاقات المصرية مع قبرص ودول المتوسط مهمة، لأن لها تاريخاً كبيراً، كما أن هناك توافقاً سياسياً بين الدول، ثانياً على المستوى الاقتصادى نحن شركاء معهم فى الحدود البحرية.

وأضاف باحث العلاقات الدولية لـ«الوطن»، أن «هناك مشاريع مشتركة بين مصر وقبرص منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومن بين المشاريع ترسيم الحدود البحرية، ومنتدى غاز شرق المتوسط، والمشاريع الخاصة بالاتحاد الأوروبى المتعلقة بنقل الكهرباء من منطقة المتوسط للاتحاد الأوروبى، حيث وقعت مصر فى يوليو العام الماضى اتفاقية لنقل مشروع الكهرباء من مصر إلى الاتحاد الأوروبى»، مشيراً إلى أن العلاقات بين قبرص ومصر مهمة وخاصة دول البحر المتوسط، وموقع قبرص الجيوسياسى فى البحر المتوسط مهم جداً، حيث نستطيع أن نعمل مشاريع الطاقة بين الدولتين بالإضافة إلى مشاريع خاصة بالصيد ومشاريع خاصة بنقل الكهرباء، كما أن هناك مشاريع خاصة بالغاز منذ سنوات ولكن تكليفاته عالية والرئيس عبدالفتاح السيسى عرض أن ينضم إلى المشروع عن طريق أن ينقل الغاز من مصر إلى الدول الأوروبية مقابل أن يأخذ جزءاً من خط الغاز.

وقال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربى للدراسات السياسية، إن العلاقات المصرية القبرصية جيدة جداً فى ظل التدشين الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص من خلال اتفاقية عام 2015 للتنقيب عن الغاز فى منطقة شرق المتوسط، حيث تم الدخول فى علاقة استراتيجية بين الدول الثلاث.

وأضاف «صادق» لـ«الوطن»، أن هناك مشروعات ضخمة جداً فى مجال الربط الكهربائى بين مصر وقبرص، بالإضافة إلى أن قبرص إحدى أهم الدول الأوروبية فى ظل توافق مصرى قبرصى فى الأمور السياسية والاقتصادية، لافتاً إلى أن مصر لديها رؤية استراتيجية فى المنطقة العربية من أجل حل النزاعات بصورة سلمية.

وأوضح مدير المركز العربى للدراسات السياسية، أن العلاقات الاقتصادية والاستثمارات بين قبرص ومصر قوية بالتنسيق مع اليونان أيضاً، لافتاً إلى أن هناك تدريبات أمنية مشتركة بين الدول الثلاث، مبيناً أنه شىء جيد أن تنطلق مصر خارجياً نحو دول أوروبا لأن هذه الدول لها أهمية جيواستراتيجية كبرى لمصر وأهمية اقتصادية.


مواضيع متعلقة