على باب مقام الإمام «الشافعي».. زيارات لا تتوقف إلى «القبة» والخير في كل مكان

على باب مقام الإمام «الشافعي».. زيارات لا تتوقف إلى «القبة» والخير في كل مكان
- الإمام الشافعى
- تم بناء المقام فى العصر الأيوبى
- ترميم الضريح
- قبة الإمام
- الإمام الشافعى
- تم بناء المقام فى العصر الأيوبى
- ترميم الضريح
- قبة الإمام
فى شارع الإمام الشافعى بالقاهرة يقع أحد أكبر الأضرحة فى مصر على الإطلاق، هو ضريح الإمام الشافعى على مساحة 15 متراً، له جدران سميكة جداً، مما يؤهلها لحمل قبة ضخمة. للضريح مدخل واحد بالضلع الشمالى الشرقى، وهو صغير والجدران سميكة، نشأ من ذلك دهليز صغير طوله سُمك الجدران، يغلق ببابين بكل طرف من أطرافه، الباب الخارجى له مصراعان من الفضة، والباب الداخلى له مصراعان عرض كل منهما 98 سم وارتفاعه 3م.
تُعد قبة الإمام الشافعى من أجمل القباب فى مصر، وتُعد أقدم قبة خشبية بنيت فى مصر، يزيد من أهميتها أنها ترجع إلى العصر الأيوبى فى عهد السلطان الكامل.
بدأ بناؤه في العصر الأيوبي وتطويره في 2016 .. والمقام أحد أكبر الأضرحة في مصر والقبة تحولت إلى ملتقى فني
وفى الجهة الجنوبية الشرقية من الضريح بُنيت 3 محاريب ضخمة أوسعها أوسطها. ومع عام 2016 وإلى 2021، خضعت قبة الإمام الشافعى الضريحية إلى عملية ترميم وصيانة بتكلفة ضخمة وصلت إلى حوالى 22 مليون جنيه، ضمن إطار عمل مبادرة «الأثر لنا»، بدعم من صندوق السفراء الأمريكى للحفاظ على التراث الثقافى وبدعم إضافى من مؤسسة بركات، وصندوق الأمير كلاوس، ومؤسسة ألف، وهى ليست عملية الترميم الأولى التى تخضع لها القبة الضريحية، فمنذ تدشينها، وعلى مدار عصور مختلفة، شهدت هذه القبة العريقة، التى يرقد تحتها أحد أهم أئمة الإسلام، عمليات ترميم وصيانة متعددة من قبَل حكام مختلفين مروا على مصر، وكان آخرها عمليات الترميم والصيانة التى تمت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.
زيارات مسجد وقبة الإمام الشافعى لا تنتهى، خاصة بعد الترميمات الأخيرة التى تمكنت من جذب أنظار وإعجاب العديد من الزائرين، قال محمد سليم، أحد زوار الإمام الشافعى، لـ«الوطن»: فى الفترة الأخيرة، قبل البدء فى عمليات الترميم والصيانة، كانت زيارة الضريح والمسجد أمراً صعباً بسبب المياه التى غمرت المكان، والآن أصبح مهيأ للزيارة والتجول داخل القبة والمسجد دون عائق.
وأمام القبة الضريحية للإمام الشافعى وُجد أحمد التيجانى، عضو اتحاد الأثريين المصريين وعضو نقابة السياحيين المصريين، يزور القبة برفقة وفد من طلاب الجامعة، يشرح لهم عن المكان، وأوضح لـ«الوطن» أنه قبل البدء فى الترميم الأخير، تعرّض المكان لأكثر من هبوط أرضى بين صحن المسجد الداخلى وجدار القبة الخارجى، ومن هنا تقدم صندوق السفارات الفرنسى وصندوق السفارات الأمريكى بطلب ترميم، بالتعاون مع مؤسسة «مجاورة» ومؤسسة «أثر لنا»، وبدأ العمل فى القبة، وتوجه بالشكر للجهات التى شاركت فى عملية الترميم على الجهود التى أعادت للقبة بريقها الأول.
زائرو الإمام عن الترميمات الأخيرة: كانت خطوة مهمة وسهّلت الزيارة.. وجاءت حفاظاً على مكانة «الشافعي»
ولفت إلى أن القبة شهدت العديد من عمليات الترميم منذ إنشائها، أما المسجد فنال النصيب الأكبر من الترميمات على مر العصور، فى البداية كان عبارة عن مدرسة تسمى «الخوشداشية» أو «المدرسة الصالحية»، نسبة إلى صلاح الدين الأيوبى، كان يُدرّس بداخلها المذاهب السنية، وبعد هذه الفترة أصبح المسجد مكاناً خرباً، أما القبة فحافظت على هيبتها كمزار أثرى مهم إلى عصر الخديو توفيق الذى بدأ العمل على إصلاح المسجد وتعديل القبة الداخلية، حيث كان هناك انحراف فى القبلة بالمسجد والقبة منذ العصر الأيوبى، وتمكن الخديو توفيق من تعديله، وقام عباس حلمى الثانى ببناء مئذنة المسجد والمنبر الداخلى وشرفات المسجد النحاسية، وأوضح «التيجانى»: «أما الترميم الأخير فكان بديعاً وأضاف الكثير وأصبح الأثر صالحاً للزيارة والتأمل، كانت خطوة مطلوبة ومهمة جداً نظراً لمكانة الإمام الشافعى، فهو واحد من أئمة المذاهب الأربعة ومكانته كبيرة على مستوى العالم الإسلامى، فضلاً عن الرواج السياحى للمنطقة»، وأضاف: «أيضاً قاموا بعمل حفائر كشفت عن الضريح الأصلى للإمام الشافعى الذى يعود للعصر الفاطمى، وتم بناؤه فى عصر الإمام الشافعى، بالإضافة أيضاً إلى اكتشاف بعض الأدوات الفخارية».
تُعد القبة الضريحية من أبرز معالم مسجد الإمام الشافعى، ووفقاً لما كُتب على اللوحات الإرشادية داخل الضريح، فإن القبة شيّدها الملك الكامل محمد بن أيوب عام 1211م، وقام الخديو توفيق بتأسيس مدخل القبة وجناح غدارى مرفق به عام 92-1891 ضمن أعمال بناء المسجد، وبه عدد من العناصر المعمارية ترجع لعصور سابقة، منها الكسوة والبوابة الرخام، الكسوة مصنوعة من الرخام الملون، والبوابة على طراز الباروك العثمانى، وعلى الأغلب هى من عمل عبدالرحمن كتخدا عام 1763م، أما عن مدخل القبة فإن أرضيته نموذج نادر من الفسيفساء الخزفية بمصر العثمانية، والأبواب الخارجية إضافات من القرن الثامن عشر الميلادى، أما عن سقف مدخل القبة فيعود للعصر الأيوبى وأعيدت زخرفته جزئياً فى العصر العثمانى، وهو عبارة عن سقف خشبى تم الكشف عن زخارفه عام 2020، ومن الأرجح أن السقف يرجع تاريخه لتاريخ إنشاء المسجد عام 1891، والأبواب الداخلية للضريح تعود أيضاً للعصر الأيوبى.
قبة الإمام الشافعى خشبية مكسوة برصاص من الخارج ورخام من الداخل، وتتميز عن غيرها بوجود رمز السفينة على قمتها، ويعلوها الهلال، والبعض يقول إن رمز السفينة يعود إلى وصف الإمام الشافعى بأنه بحر من العلم، والبعض الآخر يقول إنها ترمز إلى كونه رحّالة وكثير السفر، ومن جمله الشهيرة: «سافر تجد عوضاً عمن تفارق»، فى حين يقول آخرون إنها فى الماضى كانت تُستعمل كوعاء يتم وضع الحبوب داخله لتأكل منه الطيور، وتضم قبة الشافعى من الداخل زخارف تعود لعصور مختلفة: الأيوبى، العثمانى، والمملوكى، فجميع الزخارف المطلية على الخشب بالقبة تعود إلى العصر العثمانى، وكذلك منطقة الحنايا الركنية والحوائط، فيما عدا الشريط الكوفى السفلى والشريط النباتى الذى يعلو الكسوة الرخام مباشرة، أما عن الأبواب والشبابيك فتعود زخارفها للعصر الأيوبى وأيضاً الهيكل الإنشائى والشكل المعمارى، وكذلك الشريط النباتى السفلى والشريط الكوفى السفلى والبراطيم المزخرفة، أما الكسوة والمحاريب الرخام فتعود إلى العصر المملوكى.
ويقع تحت القبة عدد من الأضرحة بجانب ضريح الإمام الشافعى، وهى: ضريح والدة السلطان الكامل محمد، ضريح بنى عبدالحكم، قبر غير معلوم صاحبه يُعرف حالياً على أنه قبر الكامل محمد وهو غير مدفون بمصر، وفقاً لما هو موجود على اللوحة التوضيحية عند مدخل القبة.