«السيدة عائشة»: زحام فى سوق الإمام الشافعى و«الشوادر»

«السيدة عائشة»: زحام فى سوق الإمام الشافعى و«الشوادر»
- أسعار الأضاحى
- أسعار الوقود
- أيام العيد
- ارتفاع أسعار
- الإمام الشافعى
- البيع والشراء
- الثامنة والنصف
- السيدة عائشة
- الضغوط المادية
- أبقار
- أسعار الأضاحى
- أسعار الوقود
- أيام العيد
- ارتفاع أسعار
- الإمام الشافعى
- البيع والشراء
- الثامنة والنصف
- السيدة عائشة
- الضغوط المادية
- أبقار
مع اقتراب عيد الأضحى يشهد سوق الإمام الشافعى للمواشى بالسيدة عائشة حالة من الزحام الشديد، حيث يعج بالزوار الراغبين فى شراء الأضحية، الأمر الذى يضفى حالة من الزخم فى البيع والشراء على السوق الأشهر للأغنام والمواشى فى القاهرة، إلا أن المشهد اختلف كثيراً هذا العام، حيث يشكو التجار هناك من حالة الركود التى يعيشها السوق بسبب ضعف الإقبال على شراء الأضاحى، وهو الأمر الذى أرجعه البعض إلى كثرة الالتزامات المادية التى أثقلت كاهل المواطنين، فضلاً عن الخوف من بعض الأمراض التى أصابت المواشى مؤخراً، فى المقابل أكد تجار مواشٍ فى الشوادر المحيطة بالسوق أن الإقبال على شراء الأضاحى هذا العام جيد.
هدوء تام بشارع سوق المواشى، بعض التجار يجلسون بجوار أغنامهم وآخرون بجوار مواشيهم، بينما ينام البعض على حصائر افترشوها بجوار عربات نقل صغيرة، وبمجرد أن تطأ قدماك داخل السوق يتهافت عليك التجار بسؤال واحد: «هتشترى يا باشا؟».
كريم كمال، أحد الذين اعتادوا شراء الأضاحى قبل العيد، قرر هذا العام أن يخالف عادته بسبب الضغوط المادية التى تحاصره، يقول الشاب الثلاثينى إنه أتى إلى السوق بصحبة صديقه ليساعده فى اختيار «الأضحية»، مشيراً إلى أنه يرى أن الأسعار مناسبة جداً خاصة الخروف البلدى، وأضاف: «المشكلة إن أنا اللى مش معايا فلوس أشترى السنة دى خاصة بعد ارتفاع مصروفات المدارس»، وأنهى حديثه قائلاً: «يعنى هدخل ولادى المدرسة ولا هشترى الأضحية».
{long_qoute_1}
أما أشرف السيد، 43 عاماً، أحد سكان دار السلام، فذهب إلى السوق حتى يستطيع الشراء قبل أسبوع العيد لعلمه أن الأسعار يومياً تشهد زيادة مستمرة، فضلاً عن قيام التجار بالبيع بالكيلو فى تلك الأيام، عكس أيام السنة العادية: «يبقى السنة كلها بيبعوا للجزار بالحتة، يعنى بيبقى الخروف شروة بتاخده كده بالبركة، لكن أيام العيد يبيعوا بالكيلو»، يستكمل حديثه موضحاً أنه اضطر لبيع سلسة ذهب حتى يستطيع شراء خروف العيد: «عشان الولاد اتعودوا ومش عاوز أزعلهم».
«اللى هيشترى بقرة أو جاموسة لازم يكون مرتاح ومعاه فلوس»، بتلك الكلمات بدأ شوقى البدرى، أحد تجار السوق، حديثه قائلاً: «الناس بقت بتوفر الفلوس عشان الأساسيات اللى عندها زى الأكل والشرب ومصاريف المدارس ويوم ما حد يفكر يشترى بيشترى خروف وممكن يشترك فيه مع حد كمان»، اعتدل الرجل الخمسينى فى جلسته على مقعد خشبى وضعه بجوار أبقاره التى يبيعها فى السوق ثم تابع حديثه قائلاً: «سعر الكيلو للعجل البلدى 55 جنيه، وكيلو البقرى بـ50 جنيه، والأسعار قلت عن السنة اللى فاتت نحو 5 جنيه فى الكيلو لكن برضه الناس مش قادرة تشترى». بجلبابه الصعيدى، جلس أحمد إبراهيم، 46 عاماً، من محافظة سوهاج، ينظر يميناً ويساراً نحو المواطنين الذين يمرون من أمامه أملاً فى أن يأتيه أحد يطلب شراء بعض ماشيته، يقول «أحمد» إن الأسواق تشهد حالة ركود، وإن كثيراً من المواطنين يكتفون بالسؤال عن الأسعار فقط ثم يمضون، ما أدى لانخفاض المبيعات بشكل واضح عن العام الماضى: «من ساعة ما جيت مابعتش حاجة»، وعن أسعار الخراف وأوزانها يقول: «تتراوح من 30 إلى 40 كجم، ويصل سعر الكيلو قبل الذبح إلى 65 جنيهاً، ما يؤدى إلى ارتفاع أسعار الضأن بصفة عامة ليصل الخروف الـ40 كجم إلى قرابة 3 آلاف جنيه».
«الأسعار رخيصة.. لكن أين المشترون؟».. هكذا وصف تامر رضوان، 44 عاماً، أحد تجار المواشى، حالة الركود التى أصابت السوق، موضحاً أن الكثير من الزبائن رفضوا شراء المواشى خوفاً من الأمراض التى أصابت البقر مؤخراً: «الكل خايف ومحدش هيحط فلوس فى حاجة هو خايف منها»، مشيراً إلى أنه رغم ارتفاع أسعار الوقود، وما تبعه من ارتفاع أسعار تكلفة نقل المواشى والعجول إلى الأسواق، إلا أن أسعار الأضاحى قلت بسبب خوف المواطنين من الأمراض التى أصابت البقر مؤخراً: «جلدها خفيف والدود كان سهل يخترقها عكس الجاموس».
{long_qoute_2}
الحال تغير كثيراً فى الشوادر العامة المنتشرة فى أرجاء الشوارع، فعلى ناصية مسجد الإمام الشافعى، أعمدة خشبية مشكلة على هيئة غرفة كبيرة، بداخلها خرفان مختلفة الحجم، بجوارها يقف المارة ينظرون ويتحدثون مع بعضهم البعض، قائلين: «الكيلو بكام؟»، فيرد أحمد فتحى، 14 عاماً: «65 يا باشا.. ادخل واتفرج»، فينظر الزبون إلى صديقه، ويقول: «هناخد لفة ونعدى عليك يا معلم».
«أحمد»، الذى يتقن تلك المهنة خلال أيام العيد، يعمل فى الأيام العادية بالمذبح حتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً، ثم يقوم بممارسة عمل والده بالتنجيد باقى اليوم، يقول إن الخرفان البلدى مليئة باللحوم عكس السوق، كما أن الزبائن تتعامل معهم باستمرار فى الأيام العادية: «والأيام دى بيدفعوا فلوس الدبيحة، وييجوا ياخدوها قبل العيد».
أما حمادة بيومى، 38 عاماً، أحد تجار الأغنام بالشوادر العامة بالإمام الشافعى، فيقول إن هذا العام أفضل من الأعوام السابقة لأنه يطلب يومياً عربة محملة بـ60 خروفاً من الصعيد عن طريق تجار يتعامل معهم باستمرار: «النهارده بعت العربية كلها ومش فاضل غير الـ13 دول»، وأرجع «بيومى» سبب إقبال المواطنين على الشوادر بالشوارع إلى تعامله مع زبائن معينين منذ فترة طويلة: «كل واحد ليه الزباين بتاعته، والناس بتثق فيه».
بعض الزبائن تقوم بحجز الذبيحة التى تريدها وتتركها لدى «بيومى» حتى ليلة العيد، ليقوم بالاهتمام بها لعدم معرفتهم بالتعامل معها، مشيراً إلى أنه فى أغلب الأوقات يقوم بالذبح لبعض الزبائن يوم العيد بالشادر ويأخذها المستهلك مقطعة وجاهزة على التوزيع.