الأشعار الشافعية.. أداة للإصلاح والهداية وتزكية القلوب

الأشعار الشافعية.. أداة للإصلاح والهداية وتزكية القلوب
- الإمام الشافعى
- أشعاره
- أداة الإصلاح والهداية
- تزكية القلوب
- الإمام الشافعى
- أشعاره
- أداة الإصلاح والهداية
- تزكية القلوب
بعد ما يزيد على 1200 عام مرت على رحيله، لا تزال كلمات الإمام الشافعى حاضرة، أبياته الشعرية تعيش فى وجدان الجميع، ولمَ لا وهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعى فى الفقه الإسلامى، ومؤسس علم أصول الفقه، ومؤلف كتاب «الرسالة»، أول كتاب فى علم أصول الفقه، وهو العالم الذى مزج فى فقهه بين طريقة أهل العراق والحجاز، وهو أيضاً إمام فى علم التفسير وعلم الحديث، كما عمل قاضياً وعُرف بالعدل والذكاء، فكان طبيعياً بعد كل هذه المعطيات أن تكون النتيجة إخراج شعر كلماته كالسيف الحاد فى قوتها، برداً وسلاماً على آذان السامعين، وكاللؤلؤ المكنون فى قلوب الحافظين، حاول من خلالها تجديد إحساس القلب المسلم بالحياة والإنسان، واستخدمه فى تجديد الخطاب الدينى.
الشيخ عبدالعزيز النجار، أحد علماء الأزهر الشريف، تحدث عن أشعار الإمام الشافعى، قائلاً إنه كان يتناول الأمور الاجتماعية والأخلاقية من خلال كلمات أبياته، واهتم بجانب أخلاق المجتمع وهو ما يبرز فى قوله الشهير: «نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا»، لافتاً إلى أنه برغم مَا كان فى زمانه من الفتن والحروب وكثرة المذاهب الفقهية والفلسفية، فقد كان شعره سهلاً وسلساً تناسب عبارته كل العصور، فتصل إلى وجدان المتلقى بسهولة ويسر.
وأضاف «النجار» لـ«الوطن» أن شعر الإمام كان يتميز أيضاً بعدم الإطالة حتى تصل الحكمة المنشودة للمستمع بلا ملل، فشعره كان مليئاً بالعبر والمواعظ، وكانت أغراض الشعر لديه محددة وليس كباقى الشعراء الذين تتعدد عندهم أغراض الشعر، فكانت كلماته تتميز بالأمور الأخلاقية والاجتماعية والحكم التى تسهم فى نشر الوعى الدينى عند المتلقى، التى يحتاجها الناس فى كل زمن ووقت، فكما كانت مهمة فى زمان «الشافعى»، أصبحت الآن أكثر أهمية فى زماننا هذا.
كما أوضح الشيخ الأزهرى أن الفكاهة كان لها حظ فى شعر «الشافعى»، وذكر موقفاً طريفاً حينما كانت أم الإمام تصنع له طعاماً بالخبز والزيت ويشتكى من أنه يحرق كبده، فكتب شعراً لهذه الواقعة قائلاً: «تأدمُنى بالزيت قالت مبارك وقد أحرق الأكباد هذا المبارك»، وكان أيضاً يتميز بنسب الفضل لمن سبقه بالعلم والفضل، فيعترف دوماً بالفضل لصاحب الفضل مثل كلامه عن الإمام أبى حنيفة، قائلاً: «لقد زان البلاد ومَن عليها إمام المسلمين.. أبو حنيفة بأحكام وآثار وفقه.. كآيات الزبور على الصحيفة.. فما بالمشرقين له نظير ولا بالمغربين ولا بكوفة».
وتابع أن استخدم أبيات شعره لتجديد الخطاب الدينى، من خلال كلماته عن الأخلاق وحسن الحوار، واستحضر منها: «إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى وحظك موفور وعرضك صين لسانك لا تذكر به عورة امرئ.. فكلك عورات وللناس ألسن.. وعينك إن أبدت إليكَ معايبا.. فصنها وقل يا عين للناس أعين»، هذا الشعر مس قلوب الناس ولامس قضايا الحياة المختلفة، وهو ما له دور كبير فى تجديد الوعى الدينى فى كل العصور.