سيد القمني في عيون المفكرين: صاحب رؤية تنويرية.. ومن أساءوا إليه لم يقرأوا كتبه
![فريدة الشوباشي](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/19311408591675715779.jpg)
فريدة الشوباشي
أثنى عدد من المفكرين والكتّاب على المفكر والكاتب الكبير الراحل سيد القمنى الذى تحل ذكرى وفاته الأولى فى 6 فبراير، وأكدوا أنه مفكر وباحث وناقد فى التاريخ الإسلامى من طراز رفيع، وتعرّض كثير من أفكاره لهجوم شرس من جماعات إرهابية متشدّدة تسعى لتشويه كل محاولة لتصحيح المفاهيم المغلوطة والتنوير.
الشوباشي: الدين في فكره يعني الإقناع وليس القمع
بدورها، قالت الكاتبة فريدة الشوباشى لـ«الوطن» إن الكاتب الراحل سيد القمنى كان رجل دولة من الطراز الأول، مفكر جيد يسعى دوماً إلى التغيير، مشيرة إلى كونه لم يكن يوماً يؤمن بالأفكار الرجعية، بل كان دائم الحرب ضد تلك الأفكار، التى تسبّبت فى الكثير من الأزمات داخل المجتمع المصرى: «كان رجلاً وطنياً إلى أبعد مدى، وكان مستنيراً ويرى أن الدين هو الإقناع بالهوادة وليس بالقمع».
وأشارت «الشوباشى» إلى أن «القمنى» كان يتصدى لجميع السلوكيات المتوحّشة التى تتم تحت عباءة الدين، وذلك لكون الدين لديه هو دين حقيقى يعتمد على التفكير وإعمال العقل، وليس مجرد العبادات والطقوس: «الدين عنده كان معناه اقنعنى، وليس اقمعنى، والدليل على ذلك أن ربنا قال اقرأ، القمنى كان بيحارب التطرف والفكر الرجعى اللى بيعتمد على أفكار مغلوطة».
وأكدت «الشوباشى» أن الكاتب سيد القمنى كان طاقة متحرّكة تشع حيوية على من حوله، ورغم كونها لم تكن قريبة بدرجة كافية منه إلا أنها كانت تتابع بشغف كبير جميع كتاباته الثرية بالأفكار والمعلومات والبحث فى التاريخ: «فى منتصف التسعينات طلع علينا بعض الشيوخ اللى كان لازم ناخد منهم إذن قبل أى تصرف نعمله، لكن هو كان بيرد على تلك الأمور بشكل محترم، لأنه كان راجل فاهم ما يقوم به ولا يبحث عن مكسب شخصى».
ناعوت: من ينهشون في سيرته حيا وميتا يجهلون أفكاره
من جهتها، قالت الكاتبة فاطمة ناعوت لـ«الوطن» إن سيد القمنى واحد من أعمدة التنوير، وتمّت الإساءة إليه، بإساءة فهم أفكاره التنويرية، كون من هاجموه لم يقرأوا منجزاته الفكرية بشكل صحيح، ولم يدركوا أفكاره على النحو السليم، مضيفة: «كعادة المهاجمين لم يقرأوا أفكاره ولا كتبه، فهم أعداء التفكير، وكما قال الإمام على: «الإنسان عدو ما يجهل»، لذلك تجد جميع من يكفّرونه وينهشون فى سيرته حياً وميتاً يجهلون أفكار سيد القمنى، فهذا الأستاذ الكبير كان يسعى لتحطيم الأوثان التى ألصقتها جماعات التطرّف زوراً وبهتاناً بجسد الدين الإسلامى، فكان يحارب جميع الترهات والسخافات التى ألصقها بالدين جماعات التطرف والإرهاب والفقهاء الذين وضعوا فهمهم موضع المقدس، فهذا فهم بشرى ليس ضرورياً أن يكون هو الصواب، فكل رأى بشرى يحتمل الخطأ، خاصة أن بعض الفقهاء ليسوا رجال دين، بل صدر عنهم الفقه الذى يعبّر عن تفكيرهم.
وتابعت قائلة: للأسف الشديد، ابتلى الله الإسلام بكثير من المتشدّدين، الذين ألصقوا بالدين الحنيف ما ليس به، وهم السبب فى شيوع الإرهاب والغلو والتطرّف فى القول والفعل، ومن ذلك تحقير المرأة وغيرها من الأشياء التى نستطيع أن نختصرها فى لفظ وتعبير «الإسلام السياسى»، الذى هو قائم على خدمة مصالح سياسية خاصة، وبالتالى فهذا الفقه الذى ابتكره الفقهاء من أفكارهم الخاصة يتفق مع مصالحهم الخاصة، وليس من الدين فى شىء.
وقالت «ناعوت»: تصحيح الخطأ والسير فى طريق التنوير هو ما كان يريده سيد القمنى فى كتاباته ورؤيته، وحينما أعلن بقوله «أنا كافر»، كان يقصد بالكفر، الكفر برؤية التشدّد، فيكفر بالعنف والإرهاب وتحقير المرأة ومضاجعة الطفلة الصغيرة ومعاداة المسيحية، والكفر بكل ما يرفضه العقل السليم والدستور المصرى، لكن أعداء العقل اقتطعوا الجزء الأول، على نهج «ولا تقربوا الصلاة».