«القومي للإعاقة» يخطف أنظار رواد معرض الكتاب بمنتجاته: مفروشات وإكسسوارات

كتب:  سحر عزازى

«القومي للإعاقة» يخطف أنظار رواد معرض الكتاب بمنتجاته: مفروشات وإكسسوارات

«القومي للإعاقة» يخطف أنظار رواد معرض الكتاب بمنتجاته: مفروشات وإكسسوارات

جناح خاص، يعجّ بالكثير من الإبداعات التى تخطف الأنظار، كل ركن فيه يفوح بالمواهب التى وُلدت من رحم المعاناة، لم تكن مجرد منتجات يعرضها المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، بل متحف يضم الكثير من التحف التى نفّذ معظمها أفراد من ذوى الاحتياجات الخاصة، عكفوا على تصميمها لعرضها لجمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ54 المقامة حالياً بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، والمستمر فى تقديم فعالياته حتى 6 فبراير المقبل.

يقسم جناح المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، إلى عدة أقسام، فهناك ما يعرض منتجات للمشغولات اليدوية، وآخر لأعمال البامبو والمفروشات والإكسسوارات، وركن خاص للكتب والقصص بطريقة برايل، ومع دخولك الجناح تجد ركناً مميزاً جداً، كل منتجاته من القماش والخيط، عبارة عن كتب تفاعلية ولوحات مدرسية، وأنشطة تعليمية للمكفوفين ومن يعانون من صعوبة التعلم والتوحد وغيرها من الأمراض، نفّذته مارينا فايز من الإسكندرية.

تحكى أن صاحب الفكرة هو ابنها الذى أصبح مصدر اهتمامها الأول، وبدأت تفكر فى توفير ألعاب آمنة له تساعده على التعلم السريع والتفاعل معها وتربيته بشكل سليم، فبدأت تصمّم بعض الألعاب بنفسها لجذب طفلها، وكبرت الفكرة وتحولت إلى مشروع يخدم الأطفال الأصحاء وذوى الاحتياجات الخاصة، وبدأت تتوسّع وتطور من فكرتها بدعم ومساندة زوجها.

تقول إنها تصمّم كتباً تفاعلية للأطفال من حديثى الولادة وحتى سن 10 سنوات، لافتة إلى أن الكتاب التفاعلى يعمل على جميع حواس الطفل، لتنمية مهاراته، فضلاً عن بعض الكتب التى صمّمتها لذوى الهمم والأطفال المكفوفين ومن لديهم صعوبات تعلم وتوحّد وتشتّت انتباه وحتى الأطفال الأصحاء: «الكتاب بيحتوى على أنشطة متعدّدة، كل نشاط فيه فكرة، الهدف منها أن الطفل يستثمر حواسه ويفك ويركب ويشغل إيديه وعينيه، علشان كده اسمه تفاعلى، بيتفاعل مع الكتاب وبيكون حصيلة لغوية منه بطريقة غير مباشرة من خلال كل نشاط هو بيعمله، سواء صيد سمك أو تركيب ملامح حيوانات وغيرها».

ألوان مبهجة وأدوات آمنة تستخدمها «مارينا» فى تصميم الألعاب والأنشطة المختلفة، مؤكدة أن كل نشاط عبارة عن لعبة تشبه التى يشتريها الطفل من الخارج، ولكنها من القماش وخامات آمنة على الطفل من الجوخ والخرز والإسفنج: «حاجات طرية ومرنة فى إيد الأطفال علشان لو حطها فى بُقه ماتضروش، ويبدأ يستخدمها بسهولة، كل خيط متثبت كويس، وبيبتدى بنشاط زى صيد السمك مثلاً إنه يركز، وده بيساعده على حل المشكلات فى ما بعد، وبنبدأ نعلّمه يمسك الصنارة اللى فيها مغناطيس ويحاول يطلع السمك».

«مارينا»: نقدم أنشطة متنوعة لذوى الهمم والمكفوفين منها لوحات بالخيط والقماش يتعامل معها الأطفال عن طريق اللمس

وتضيف أن نشاط الحيوانات المجسّمة مفيد للأطفال المكفوفين، من خلال حاسة اللمس، إنه يلمس الحيوان بإيديه مصحوب بحكى قصة: «بيتعرّف على الملامح، وبيفك ويركب ويعرف اسمها، وبيعرف كمان دور حواسه من خلال النشاط الخاص بيها زى الأذن والعين والفم، وغيرها، كل فكرة فى الكتاب بتعلمه وبيستفيد منها».

وتتابع أن هذه الألعاب التى توجد داخل الكتاب التفاعلى يمكن أن يلعب بها الطفل بمفرده ويكتشف غلطه بنفسه، ويبدأ فى التصحيح، أو من خلال وجود والدته بجانبه لمساعدته: «الأم ليها عامل كبير، لأنه لو عمل حاجة غلط بتبدأ تقول له إيه رأيك نعملها بطريقة مختلفة، فتبدأ تصلح الغلط بطريقة كويسة بدون تعنيفه طبعاً».

وأشارت «مارينا» إلى أنها تقدم أيضاً أنشطة متنوعة لذوى الهمم وللطفل الكفيف بـ«طريقة برايل»، منها لوحات مدرسية عن طريق اللمس لكى يتعرّفوا على الأرقام، وأنشطة مدرسية أخرى جميعها بالخيط والقماش: «لو طفل عنده صعوبة فى النحو أو الرياضيات أو العلوم أو الدراسات أو غيرها، بنبدأ نشتغل على ده ونبسط له المعلومة بالحاجات البارزة المجسّمة، ونقرب له الفكرة».

«مروة»: معروضات السجاد والكليم بـ«النور والأمل» من صُنع أطفال مكفوفين يجرى بيعها بأسعار مناسبة للجميع

فى ركن آخر داخل الجناح، تقف مروة عصام، المسئولة عن قسم السجاد والكليم بجمعية النور والأمل، بجوار عدد من المنتجات المصنوعة من القش ونبات الآمون المستورد، مؤكدة أن جميعها من صُنع مكفوفين من عمر 14 عاماً فما فوق، يقيمون داخل الجمعية التى توفر لهم الخامات والمدربين لصنع منتجات متنوعة، ويتم بيعها فى المعارض والفعاليات المختلفة بأسعار مناسبة للجميع.

وتضيف أن من بين المنتجات التى تم عرضها داخل الجناح أطباق فاكهة وسلال وحوامل زرع وجرائد وعياشات وغيرها: «عندنا منتجات كتيرة أوى، لكن قررنا السنة دى نشارك بقسم القش فقط، لأن الشغل كتير ومفيش مكان كبير لعرضه والناس سعيدة بالشغل ومنبهرين بيه».

وتتابع أن هذه المنتجات من صنع فتيات الجمعية اللاتى يقمن بداخلها ويقضين وقتاً طويلاً فى تصميمها وعرضها للبيع والحصول على ثمنها كنوع من التشجيع لمواصلة أعمالهن، مشيرة إلى أن معظم الزوار أعربوا عن إعجابهم بالمنتجات، غير مصدقين أنها من صنع ذوى إعاقة بصرية.

«أسماء»: «بندى كورسات كمبيوتر وإنجليزى وغيرها من الخدمات المتنوعة علشان خاطر أولادنا»

تقف بجانبها أسماء محمد، المسئولة عن النشاط الثقافى التابع للجمعية، لتعرّف الناس محتويات المكتبة التى تعرض جزءاً منها، وجميعها كتب وروايات وقصص للمكفوفين، فضلاً عن كتب تعليمية لطلاب الجامعات، وجميعها بـ«طريقة برايل»: «وبندى كورسات كمبيوتر وبرايل وإنجليزى، وغيرها من الخدمات المتنوعة علشان خاطر أولادنا». ولم يقتصر الجناح على هذه الأنشطة فقط، بل يعرض الكثير من المنتجات المميزة التى تزين أرفف المكان، جاذبة الزوار إليها بجمال صنعها وبهجة ألوانها، وإبداع أصحابها.

 

 

 

 


مواضيع متعلقة