خبير «زراعة مائية»: «الزراعة بدون تربة» هي الحل لأزمة ندرة المياه والأراضي (حوار)

خبير «زراعة مائية»: «الزراعة بدون تربة» هي الحل لأزمة ندرة المياه والأراضي (حوار)
- تغير المناخ
- صناعة الطقس
- الزراعة المائية
- الزراعة بدون تربة
- ندرة المياه
- درجة الحرارة
- الأمطار
- التغيرات المناخية
- الزراعة الذكية
- زراعة مائية
- تغير المناخ
- صناعة الطقس
- الزراعة المائية
- الزراعة بدون تربة
- ندرة المياه
- درجة الحرارة
- الأمطار
- التغيرات المناخية
- الزراعة الذكية
- زراعة مائية
عرفت البشرية الزراعة مع وجود الإنسان على وجه الأرض، ومع ذلك فقد ظل الاعتقاد السائد لآلاف السنين أن التربة، سواء كانت طينية أو رملية، إضافة إلى الماء والهواء والضوء، هى أهم مقومات النشاط الزراعى، ولا يمكن الزراعة من دونها، إلى أن توصل الخبراء إلى طريقة جديدة للزراعة بدون تربة، يُطلق عليها اسم «هيدروبونيك»، تعتمد على الزراعة فى الماء، مع توفير باقى المقومات الأخرى اللازمة لنمو النبات، وحسب الدكتور أحمد توفيق، خبير الزراعة المائية فى مركز البحوث الزراعية، فإن أهمية التربة تكمن فى أنها تساعد فى تثبيت جذور النبات، وتزويده بما يحتاجه من معادن وأملاح وعناصر غذائية مختلفة.
وقال «توفيق»، فى حوار مع «الوطن»، إن الباحثين فى مجال زراعة الهيدروبونيك تمكنوا من تحديد العناصر التى يحتاجها النبات للنمو، وقاموا بإضافتها إلى الماء، بتركيزات ونسب محدّدة، لتتغذى عليها بعض أنواع النباتات، دون الحاجة إلى التربة.. وفى ما يلى نص الحوار:
بداية ما المقصود بالزراعة المائية أو الزراعة المعروفة باسم «الهيدروبونيك»؟
- الزراعة المائية بمفهومها البسيط ليست جديدة على الكثيرين منا، خاصة ممن كانت لهم تجارب شخصية فى استنباط الحلبة والفول داخل المنزل من دون تربة، عن طريق وضع حبوب الحلبة فى قطعة قماش مبللة، أو غمر الفول بالماء، وتركه عدة أيام، حتى تبدأ عملية الإنبات، وتعتمد على زراعة بذور النبات أو الشتلات فى محلول مائى يحتوى على العناصر الغذائية الرئيسية التى يحتاج إليها النبات، وتتراوح بين 12 و16 عنصراً، أو زراعة النبات فى مادة صلبة خاملة، بحيث لا تتفاعل مع المحلول المغذى للنبات.
د. أحمد توفيق: قدماء المصريين أول من عرف غرس النباتات فى المياه.. ونبات البردى أكبر مثال والمعابد توثق التجربة
ويجب هنا القول إن قدماء المصريين هم أول مَن عرف الزراعة المائية، ولعل نبات «البردى» أبرز مثال لهذا النوع من الزراعة، وتوجد على بعض المعابد رسوم ونقوش تشير إلى هذا النوع من الزراعة، إلا أنه بدأ الاهتمام به علمياً فى الجامعات والمراكز البحثية فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، عندما بدأت بعض الأساطيل البحرية تعتمد على هذا النوع من الزراعة لتوفير الغذاء للأطقم العاملة عليها، ثم تزايد ذلك الاهتمام فى ضوء المخاوف المتزايدة من أزمة جوع وشيكة قد تعانى منها البشرية، نتيجة عدم قدرة الأرض على تلبية الاحتياجات الغذائية المتسارعة للبشر.
ما أهمية الزراعة المائية فى ظل التهديدات المتزايدة نتيجة التغيرات المناخية؟
- الزراعة المائية بدون تربة ينظر إليها الكثير من العلماء باعتبارها الحل الأمثل للتعامل مع مشكلات ندرة المياه والتغيرات المناخية، وبدأت الكثير من الدول التوسّع فى هذا النوع من الزراعة، بهدف إنتاج كميات أكبر من الغذاء، فى مساحات محدودة، ومن خلال استهلاك كمية قليلة من المياه، وهو ما يؤكد إمكانية اعتماد الدول العربية، التى تعانى نقصاً فى الأراضى الزراعية، بسبب طبيعتها الصحراوية، ومن بينها مصر بطبيعة الحال، على هذا النوع من الزراعة، مع تقديرات الخبراء بأن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدى إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية، وفى مقدمتها القمح، الذى من المتوقع أن يقل إنتاجه بنسبة تصل إلى 15%، فى الوقت الذى يتزايد فيه الطلب على الغذاء نتيجة استمرار النمو السكانى، مما يشكل ضغوطاً متزايدة على الموارد الطبيعية، التى لا يمكنها تلبية هذا الطلب المتزايد.
ومن الأمور الإيجابية الأخرى، التى لا تقل أهمية عن توفير مزيد من مصادر الغذاء للبشر، أنه من خلال استخدام طريقة الزراعة بدون تربة، يتم الاستغناء عن المخصّبات الكيماوية، التى عادة ما يتسرّب الفائض منها عن حاجة النبات فى الزراعة التقليدية إلى التربة، كما أن الزراعة المائية تحمى النبات من الآفات التى قد تهاجمه من التربة، كما هو الحال فى الزراعة التقليدية، مما يساعد على زيادة الإنتاجية الزراعية بالنسبة للمتر المربع الواحد.
يمكن غرس 200 نبات محاصيل ورقية مثل الخس والشبت فى المتر المربع الواحد باستخدام التقنيات الحديثة.. وفى الزراعة التقليدية تتم زراعة 12 نباتاً فى المتر
هل تعتبر الزراعة بدون تربة مجدية اقتصادياً، خاصة أنها عادة ما تكون على الأسطح أو فى مساحات صغيرة نسبياً؟
- زراعة «الهيدروبونيك» مجدية جداً، ويمكن فى هذا الصدد القول إنه من خلال استخدام تكنولوجيا الزراعة بدون تربة، يمكن غرس ما بين 150 إلى 200 نبات من المحاصيل الورقية، مثل الخس والشبت والبقدونس، فى المتر المربع الواحد، أما فى الزراعة التقليدية فيتم زراعة حوالى 12 نباتاً فى المتر، أما بالنسبة للمحاصيل الثمرية، مثل الطماطم والباذنجان والفراولة والخيار والفلفل، فيمكن زراعة 16 نباتاً، مقابل 4 نباتات فقط فى المتر المربع الواحد بالزراعة التقليدية، كما أن دورة نمو النبات ونضجه تكون أقل، فمثلاً الخس فى الزراعة التقليدية يحتاج 70 يوماً، أما فى حالة زراعته بتقنية الهيدروبونيك، فتنخفض دورة زراعته إلى 30 يوماً فقط.
ما إمكانية التوسّع فى استخدام الزراعة المائية فى مصر؟
- تتطلب الزراعة المائية استثمارات كبيرة فى البداية، لإنشاء الصوب الخاصة بها، ولكن يجب الإشارة إلى أن العائد المتوقع للاستثمار فى هذا النوع من الزراعة لا يقل عن 30 إلى 40% فى السنة، بالإضافة إلى توفير عوائد أخرى، من خلال حماية صحة المستهلكين من خلال تناول هذه المنتجات الآمنة وغير الملوثة، خاصة أنها تكون خالية تماماً من أى مواد كيميائية أو متركزات غازية ضارة.
زراعة الهيدروبونيك
زراعة الهيدروبونيك تمثل أحد الخيارات المثلى لزيادة الإنتاجية الزراعية فى مصر، إذ إنها تساعد على توفير المياه والطاقة، وعلى زيادة الإنتاجية بالنسبة لوحدة المساحة، ونذكر هنا أن نسبة توفير المياه، مقارنة بالزراعة العادية، تصل إلى 95%، بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية لمنتجات الهيدروبونيك، فى حالة إنتاجها بكميات كبيرة، بحيث يمكن تصديرها إلى الخارج.