معوقات طباعة الكتب بطريقة برايل.. إصدارات دور النشر محدودة والمكتبات لا تناسب المكفوفين

معوقات طباعة الكتب بطريقة برايل.. إصدارات دور النشر محدودة والمكتبات لا تناسب المكفوفين
تكاليف الطباعة تقف عائقاً أمام معظم دور النشر لإصدار كتب بطريقة برايل، ورغم ذلك تحرص بعضها على تزيين أرفف مكتباتها بعناوين لفاقدى البصر، منها دار الكتاب الملموس، التى أسسها الدكتور محمد الزياتى، مؤكداً أن شعار الدار وضع الثقافة تحت أطراف أصابع الكفيف، بجانب توفير التنوع الذى يحتاج إليه فاقد البصر، إذ انتشر بين الكثيرين أن الكفيف لا يقرأ إلا فى الجانب الدينى فقط، ولكن الحقيقة أنه فى أمس وأشد الحاجة إلى القراءة فى كل المجالات، لذا حرصنا على أن نركز على ذائقة المكفوف، فعندما يقرأ ويستزيد مما نقدم من محتوى متميز، سيتطور ويتثقف ويخدم مجتمعه.
«الزياتي» أسس دار الكتاب الملموس.. وإصدار «برايل» لمجلة «قطر الندى»
ويضيف «الزياتى» أن الدراسة الجامعية للمكفوفين بها معاناة وصعوبة، حيث لا يجدون المراجع الكافية للدراسات البحثية، وفى ميادين الثقافة العامة، فكل المكتبات لا يتوافر بها ما يناسب الكفيف: «المكتبات العامة لا توفر كتباً بطريقة برايل، فعلى الأقل كان الأولى أن توفر أشخاصاً يساعدون المكفوفين على القراءة».
ويروى «الزياتى» من تجربته الشخصية، قائلاً: «ذهبت كثيراً إلى المكتبات العامة، ولم أجد فى المكتبة العامة من يساعدنى، فإن وجدت الكتاب لا أجد القارئ، وأحياناً العكس، فهى تجربة شخصية ومعاناة وُلدت من رحمها دار النشر»، مشيراً إلى أن نوعية الورق من بين الصعوبات التى واجهته، فلا بد أن يكون سميكاً يتحمّل الكتابة بطريقة برايل: «الطابعات ليست متوافرة فى مصر، وإذا تم استيرادها لا تتوافر لها صيانة، بجانب أن ناشر الكتاب يرفض أن يطبع الكتاب بطريقة برايل، وإذا وافق الناشر رفض المؤلف والعكس، وهنا سنقع فى تجاوز حقوق الملكية الفكرية، وبالتالى يتسبّب ذلك فى نُدرة ما نطبعه، لأن الناشر والمؤلف غالباً ما يرفضان، بالإضافة إلى ارتفاع التكلفة، غير أننا نقدمها غالباً مجاناً للقارئ».
وعن مشاركته فى معرض الكتاب، يوضح «الزياتى» أنه يشارك بشكل سنوى فى المعرض، ويحرص دائماً على تقديم الجديد واكتشاف المواهب، وتنظيم ورش عمل للأطفال وأخرى لتعليم برايل لغير المكفوفين.
«نجلاء»: هدفها تزويد الطفل الكفيف ببعض المعارف
فيما تقول نجلاء علام، رئيس تحرير مجلة «قطر الندى»، إن المجلة يصدر منها عدد بطريقة برايل كل ثلاثة أشهر، وتوزّع بالمجان على الجمعيات الأهلية وقصور الثقافة والجهات المختصة بالمكفوفين، لتوزيعها على الأطفال فاقدى البصر.
تضيف «نجلاء» أن المجلة هدفها تزويد الطفل الكفيف ببعض المعارف، وإتاحة الفرصة له للتفاعل مع المجلة من خلال التعبير عن هواياته ومواهبه، وإرسالها عبر البريد الإلكترونى لنشرها: «بنحفّز الأولاد على إظهار مواهبهم، وبنخلق علاقة طيبة بين الطفل الكفيف والمجلة».