فورين بوليسي: 2022 عام الاضطرابات في جنوب آسيا

كتب: أ ش أ

فورين بوليسي: 2022 عام الاضطرابات في جنوب آسيا

فورين بوليسي: 2022 عام الاضطرابات في جنوب آسيا

رأت دورية «فورين بوليسي»، الأمريكية أن عام 2022 كان عاما مليئا بالاضطرابات في جنوب آسيا، مشيرة إلى عدد من الملفات والأحداث التي شهدتها المنطقة خلال هذا العام الذي يوشك على الرحيل.

وأضافت أن منطقة جنوب آسيا شهدت احتجاجات جماهيرية هزت بنجلاديش وباكستان وسريلانكا، كما شهدت نيبال وباكستان وسريلانكا تغييرات في القيادات، فيما نجا رئيس الوزراء الباكستاني المخلوع عمران خان من محاولة اغتيال، وحكم نظام طالبان أفغانستان بنفس الأساليب القمعية التي استخدمها أواخر التسعينيات، فيما سمم خطاب الكراهية الخطاب العام في الهند وزاد من حدة التوترات الطائفية.

وأشارت الدورية الأمريكية إلى أن كل هذه الأحداث جاءت في ظل ارتفاع معدلات التضخم ونقص الطاقة وتزايد الدين العام وتراجع احتياطيات النقد الأجنبي والفيضانات والجفاف.

وركزت «فورين بوليسي» في تقريرها على أربعة نماذج تصدرت عناوين الصحف، لكنها أيضًا تسلط الضوء على التجارب المشتركة المذهلة للعديد من البلدان في جنوب آسيا.

الانهيار الاقتصادي في سيريلانكا

وجاء الانهيار الاقتصادي في سيريلانكا على رأس النماذج التي تناولتها «فورين بوليسي»، حيث رأت أن السياسات الاقتصادية السيئة التي استمرت لأكثر من عقد، كان لها تداعيات كارثية ظهرت خلال العام الجاري.

وأوضحت أنه منذ الخروج من الحرب الأهلية في عام 2009، وقعت الحكومات السريلانكية المتعاقبة في فخ الديون، ففي أواخر عام 2019، سن الرئيس المنتخب آنذاك جوتابايا راجاباكسا تخفيضات ضريبية، مما حرم الحكومة من الإيرادات التي كانت في أشد الحاجة إليها بعد بضعة أشهر، بسبب تفشى جائحة كورونا وقتها.

وقالت إن إنفاق سريلانكا المتزايد حتى خلال الجائحة أدى إلى انخفاض قيمة العملة، بالإضافة إلى حظر الرئيس السيريلانكي استخدام الأسمدة الكيماوية عام 2021، مما حد بشكل كبير من الإنتاج الزراعي وغذى ارتفاع تكاليف الغذاء.

وأوضحت «فورين بوليسي» أنه نتيجة لذلك، كان اقتصاد سريلانكا معرضًا بشكل خاص لصدمات سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف السلع التي نتجت عن الوباء والأزمة الروسية الأوكرانية، كما تسببت جائحة كورونا في تدمير صناعة السياحة في سريلانكا، والتي ساهمت بما يقرب من 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2018، فيما تراجع نصيبها لأقل من 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020.

وأضافت أنه بحلول هذا العام، غرقت سريلانكا في واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم، حيث ارتفع تضخم أسعار المواد الغذائية إلى 90%، ونفد الوقود من المحطات، وتضاءلت الاحتياطيات الأجنبية القابلة للاستخدام إلى 25 مليون دولار فقط، كما انخفضت قيمة عملة سريلانكا بنسبة 80 في المائة، وفي مايو 2022، تخلفت سريلانكا عن سداد ديونها لأول مرة في تاريخها، وأشارت الدورية الأمريكية إلى أن هذه الأزمة، إلى جانب الاحتجاجات الجماهيرية، دفعت راجاباكسا إلى الاستقالة في شهر يوليو الماضي.

مخاطر الاعتماد المفرط على القروض الصينية

ولفتت «فورين بوليسي» إلى أن المراقبين استغلوا الانهيار الاقتصادي في سريلانكا كمثال تحذيري على مخاطر الاعتماد المفرط على القروض الصينية، والآثار غير المتناسبة التي يمكن أن تحدثها النزاعات البعيدة على البلدان الفقيرة، وتكاليف سنوات من سوء الإدارة الاقتصادية، موضحة أن دولا أخرى من جنوب آسيا مثل بنجلاديش ونيبال وباكستان واجهت مشاكل اقتصادية مماثلة هذا العام، ولكن لم يكن أي منها على نفس القدر من الخطورة التي واجهتها سريلانكا.


مواضيع متعلقة