فورين بوليسي: إليزابيث الثانية ملكة كل العصور عن طريق «تحول صادم»

كتب: محمد البلاسي

فورين بوليسي: إليزابيث الثانية ملكة كل العصور عن طريق «تحول صادم»

فورين بوليسي: إليزابيث الثانية ملكة كل العصور عن طريق «تحول صادم»

قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إن الملكة إليزابيث الثانية لم تتوقع أن تصبح ملكة المملكة المتحدة ومستعمراتها العديدة، ففي ذلك الوقت كان من المتوقع أن يحكم عم إليزابيث الملك إدوارد الثامن لفترة كاملة وأن يكون لديه أطفال لخلافته، إلا أن تحول الأحداث الصادم من تنازل الملك إدوارد عن العرش وتولي والدها الملك جورج السادس للعرش، حدد مصير إليزابيث.

اليزابيث كانت نموذجا للثبات

وتابعت المجلة أنه ربما كان هذا التحول المؤثر في القدر أعد إليزابيث جيدًا للعديد من التغييرات الدراماتيكية، التي أحدثتها الحرب والاضطرابات السياسية والاجتماعية والمأساة الشخصية والاضطرابات الأسرية خلال فترة حكم استمرت لفترة أطول من أي فترة حكم أخرى، ومن الأفضل تذكر إليزابيث، التي توفيت عن عمر يناهز 96 عامًا، كقائدة قدمت نموذجًا للثبات في عالم سريع التغير، وقد حظيت بإعجاب من قبل الملكيين والجمهوريين على حد سواء لتفانيها الذي لا يتزعزع في أداء الواجب ورفضها الانصياع لتوقعات المعارضين الخيالية.

ماذا يعني وفاة إليزابيث للملكية البريطانية

وأضافت المجلة ان السؤال الآن هو ماذا تعني نهاية حكمها بالنسبة للملكية البريطانية؟، وهل سيتم الآن إعادة فتح الموضوعات التي تم تأجيلها بأدب لسنوات، احترامًا شخصيًا لإليزابيث، فعالم اليوم ليس كما كان في فبراير 1952، حيث تعاملت الملكة مع 15 رئيس وزراء بريطاني، ومن المدهش أن أحد المفضلين لديها كان هارولد ويلسون من حزب العمال، وهو اشتراكي من الطبقة الوسطى من شمال بريطانيا سُمح له على ما يبدو بتدخين غليونه في اجتماعاتهم، وعندما قيل إن ويلسون أدرك أنه مصاب بمرض الزهايمر وسيضطر إلى مغادرة منصبه، منحته الملكة مجاملة نادرة بمطالبة إياه باستضافتها في عشاء في داونينج ستريت.

أخطر لحظات حكم إليزابيث

وأضافت المجلة انه ربما كانت أكثر اللحظات خطورة خلال فترة حكمها ، على الأقل من حيث علاقة الملكة برعاياها ، هي وفاة الأميرة ديانا عام 1997 في حادث سيارة في باريس، حيث حزن العالم على وفاة أميرة أصبحت رمزًا إعلاميًا، بينما ظلت الملكة منعزلة إلى حد ما، وكانت تقضي إجازة في بالمورال مع ابني ديانا، الأمير وليام والأمير هاري، ووالدهما، ولم تبذل أي جهد للاندفاع إلى لندن للمشاركة في موجة الحزن العامة، وقيل إن الملكة، أرادت تجنيب الأمراء الصغار اهتمام الرأي العام، ولكن بعد الكثير من الانتقادات والضغط من داونينج ستريت، رحلت بالفعل عن بالمورال وسافرت إلى لندن لتكريم ديانا.

شعبية الملكة لا تقارن

وتساءلت المجلة أين يترك موت إليزابيث، وتولي تشارلز العرش، النظام الملكي البريطاني؟ حيث يخشى بعض المدافعين عن الملكية أن تتعرض المؤسسة لهجوم غير مسبوق، على الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت أن الملكة نفسها ظلت تحظى بشعبية وتحظى بالاحترام حتى وفاتها، إلا أن معدلات التأييد هذه تنخفض بشكل حاد بين الأجيال الشابة، ومن غير المرجح أن ينقل العديد من المواطنين البريطانيين والمواطنين الذين يبجلون الملكة هذا المودة إلى أي أحد آخر، ويشعر الملكيون بالقلق من أن الكثيرين ممن يرغبون في رؤية النظام الملكي قد تم تغييره أو إلغاؤه، كانوا فقط ينتظرون وقتهم، حيث كان منتقدو الملكية، يعلمون أنه سيكون هناك القليل من التعاطف مع قضيتهم بينما استمرت الملكة في إظهار إخلاصها للواجب في التسعينيات من عمرها، لكن مع رحيل الملكة الآن، يمكن أن يتغير كل شيء.

 


مواضيع متعلقة