أيام التسابيح المريمية في «كيهك».. «غُنا وفرح حتى مطلع الفجر»

أيام التسابيح المريمية في «كيهك».. «غُنا وفرح حتى مطلع الفجر»
إن اختلفت الكنيستان القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية على بعض الأمور العقائدية، فإنهما اتفقتا على محبة العذراء مريم وتكريمها، بل إن كلاً منهما خصص شهراً لمدح العذراء وأصبح الشهر المريمى، وهو شهر ديسمبر وأول أسبوع من شهر يناير، المسمى شهر «كيهك»، بحسب الكنيسة القبطية، بينما «الكاثوليكية» خصصت شهر مايو للعذراء، وبين هذا وذلك صوم العذراء فى شهر أغسطس، بالتحديد شهر «مسرى» القبطى، لتصبح أيام الابتهاج والابتهال لـ«أم النور».
«شهر كيهك مميز لأنه الشهر المريمى المخصص للسيدة العذراء مريم كونها فخر جنسنا وفى نهايته نستقبل ميلاد السيد المسيح»، بتلك الكلمات وصف البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قيمة شهر كيهك الذى يجرى فى الوقت الراهن والتى تحتفى خلاله الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعذراء مريم.
ففى ذلك الشهر تمتلئ جوانب الكنائس ليلاً حتى الفجر وبزوغ الصباح، التسبحة والتهليل باسم العذراء مريم، ويقول القمص إبرام إميل، الوكيل البابوى فى الإسكندرية، إن فى شهر كيهك تستعد الكنيسة لاستقبال السيد المسيح وتضع أمامها طوال الشهر شخصية السيدة العذراء بكل فضائلها وطهارتها ومحبتها وخدمتها وتسليمها وإيمانها وطاعتها وهدوئها وغيرها من الفضائل.
أبناء «الأرثوذكسية» ينظمون سهرات روحية عن فضائل العذراء والمصلون يتفاعلون معها
وأضاف الوكيل البابوى لـ«الوطن»، أن شهر كيهك يشهد سهرات روحية من مساء يوم السبت حتى صباح الأحد، أى مرة أسبوعية، بينما بعض الكنائس تقيم التسبحة بشكل يومى ومكثف. وأشار إلى أن الألحان والتسبحة التى تتلى فى الكنائس خلال سهرات كيهك تحوى كلمات عن فضائل العذراء بالإضافة إلى رموز العذراء فى العهد القديم المتحققة فيها مثل عليقة موسى فى لحن «العليقة التى رآها موسى النبى فى البرية.. والنيران تشعل جواها ولم تمسسها بأذية»، بالإضافة إلى إشارات أخرى مثل تابوت العهد يحمل بداخله «قسط المن» وسلم يعقوب الرابط بين الأرض والسماء. ولفت إلى أن نغمات شهر كيهك يبلغ عليها طابع الفرح والتهليل والتسبيح ويتفاعل معها المصلون ويشاركون فى التسبيح بقوة فى شهر كيهك.
«تنفرد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دون كنائس العالم كله بطقس فريد جداً فى شهر كيهك وضعه آباء الكنيسة ويستمر الأقباط عليه حتى الوقت الراهن»، تلك الكلمات التى قالها الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، مع أولى عظات شهر كيهك الجارى فى دير العذراء بأسيوط، حيث يعد ذلك الأسقف أيقونة شهر كيهك فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كونه ارتبطت تسابيح العذراء مريم بصوته العذب خلال تلك الآونة من كل عام حيث يترأس سهرة روحية يومياً فى كل مدينة مختلفة بل خارج مصر أيضاً.
وقال كريم كمال، الكاتب والباحث فى الشأن السياسى والمسيحى، إن فى العصر الحديث وفى حبرية الراحل العظيم قداسة البابا شنودة الثالث ظهر عدد من الأساقفة لديهم اهتمام خاص بسهرات، حيث اهتم الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، بحضور سهرات كيهك منذ أن كان أسقفاً عاماً وسكرتيراً لقداسة البابا شنودة الثالث مما جذب أعداداً كبيرة من الشعب والشباب لحضور سهرات كيهك فى القاهرة والإسكندرية وعدد من المحافظات حيث يحافظ نيافته كل عام على إقامتها فى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون بالقاهرة وكنيسة السيدة العذراء بمنطقة غبريال بالإسكندرية، وغيرها من المحافظات بل وخارج القطر المصرى.
الأنبا روفائيل الأسقف العام لوسط القاهرة أعطى اهتماماً خاصاً أيضاً بتسبحة كيهك
وأضاف «كمال»، لـ«الوطن»، أن الأنبا روفائيل، الأسقف العام لوسط القاهرة، أعطى اهتماماً خاصاً أيضاً بتسبحة كيهك وإقامتها فى الكنائس المختلفة خصوصاً للشباب.
اهتمام الأساقفة البارزين بحضور التسبحة جذب عدداً من الفئات خصوصاً الشباب لحضور التسبحة فى هذا الشهر المبارك خصوصاً لاهتمام الأساقفة بالوعظ وتقديم الشرح المبسط لصلوات التسبحة والسهرات خلال حضورهم، بحسب الباحث القبطى.