«صناديق العذراء».. باب مفتوح على السماء «شفاعة يا أم النور»
«صناديق العذراء».. باب مفتوح على السماء «شفاعة يا أم النور»
«بحق محبتك يا عذراء يا أم النور.. ربنا يشفى ابنى ويقومه بالسلامة»، «جيتك يا عذراء من مكان بعيد متكسريش بخاطرى.. يارب أولادى ينجحوا»، «أبويا وحشنى أوى يا أم النور نفسى أشوفه»، «يا ماما نفسى أشوف بنتى متجوزة وأفرح بيها بشفاعتك يا عذراء». قصاصات ورقية وقصص كثيرة يسكبها المحبون ومريدو السيدة العذراء فى ورقة صغيرة بدون أسماء وتوضع فى صندوق الطلبات أملاً فى أن يتمجد عمل الله بشفاعة العذراء أم النور السيدة مريم، ليرفع الله البلاء ويحل الشفاء وتتحقق الأمنيات بإرادة الله، تعقبها إضاءة شمعة بسيطة أمام صورتها، مع التحدث بصوت هامس عما يرغب فيه طالب الدعاء.
فى كنائس السيدة مريم، يتوافد آلاف المصريين يومياً يبكون أمام صورتها، حاملين أملاً ورجاء ومحبة فى تحقيق أمانيهم وطموحاتهم، ويحملون قلماً وورقة بسيطة. صندوق الطلبات يوجد فى جميع الكنائس أمام صورة العذراء والقديسين، ولكنه ينتشر بصورة أكبر أمام «صورة أم النور»، فهى الأم المحببة التى يعشقها الأطفال والكبار. توجد صناديق الطلبات التى تشهد إقبالاً كبيراً من المحبين فى الأديرة والكنائس التى مرت بها، مثل كنيسة العذراء فى باب زويلة، وكنيسة العذراء بمسطرد، وكنيسة القديس العظيم الأنبا بيشوى ببورسعيد، التى يُطلق عليها مجازاً «العذراء» بسبب معجزة حدثت بها وهى نزول الزيت من صورة العذراء، وكنيسة العذراء بالزيتون، وكنيسة العذراء بالوراق.
أكثر أوقات التردد على الكنائس لكتابة رسائلهم خلال صيام وعيد العذراء
القس جوارجيوس القمص فيلبس، كاهن كاتدرائية الشهيد مارجرجس بمدينة العاشر من رمضان، قال لـ«الوطن»: أكثر الأوقات التى يقوم بها سواء الأقباط أو المسلمون بكتابة الطلبات للست العذراء تكون خلال شهر أغسطس، الذى يزامن صيام وعيد العذراء، حيث يكتب الأقباط والمسلمون رسائل المحبة على الجدران باستخدام الشموع، وتضم الصناديق آلاف الرسائل من محبى السيدة العذراء، تكتب بمشاعر ودموع المحبين، طلباً لشفاعة أم النور.
أوضح أن الهدف من تلك الأوراق أن تكون مجهلة، حيث يكتب الراغب فى محبة السيدة العذراء، سواء كان طفلاً أو بالغاً، رجلاً أو امرأة، ما يجول بخاطره بتعابير ومشاعر خالصة وبسيطة. وأكد أن البعض يقوم بذكر الاسم الأول، أما إذا كان الطلب ملحاً ومطلوباً أن يذكر خلال الصلاة فتتم كتابة الاسم بالكامل ويتم إعطاؤه للأب الكاهن أو الراهب وسؤاله بالتحديد، مضيفاً: غالباً لا يتم فتح تلك الأوراق إلا بمعرفة الكاهن حفاظاً على أسرار المريدين.
صندوق الطلبات موجود في كل كنيسة
القس جوارجيوس أوضح أن صندوق الطلبات يوجد فى كل كنيسة، ويوجد بجوار صورة العذراء أو قديس الكنيسة، وقد يوضع داخل الهيكل، ويقوم شعب الكنيسة بكتابة الطلبات على ورق ثم يتم وضعها فى الصندوق، أو قد يطلب من الشماس الموجود وضع الورقة إذا كان الطالب امرأة. وأضاف: يقوم الأب الكاهن بفرز الأوراق الموجودة إلى نوعين الأول الطلبات، سواء بنجاح الأبناء أو زواجهم أو حل أى مشكلة، والجزء الثانى يطلق عليه «الترحيم» وهى الأوراق التى تطلب الرحمة للمتوفين.
بالنسبة للجزء الأول من الطلبات فإنها توضع على المذبح وتقرأ بصوت صامت، ونتضرع لله أن يحقق أمنيات وأحلام أبنائه، أما بالنسبة لأوراق التراحيم فتُجمع وفى جزء معين من الصلاة تُقال أسماء المتوفين متضرعين لله أن يرحمهم.
