القس باسيليوس: العائلة المقدسة لم تستقر في أي مكان سوى أيام معدودة
القس باسيليوس جرجس
قال القس باسيليوس جرجس، كاهن كنيسة العذراء بالمقطم والمنسق الإعلامى لكنائس المقطم، إن المسلمين والمسيحيين اتفقوا على حب السيدة مريم، وظهر ذلك خلال ظهور العذراء فى الزيتون وفى بابا دبلو، حيث كانت الجموع الغفيرة تسهر لرؤيتها، وأضاف فى حوار لـ«الوطن» أن صفات وتجربة العذراء ألهمت كثيراً من المصريين.. وإلى نص الحوار:
كيف تقرأ قيمة رحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر؟
- استغرقت رحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر ثلاثة سنوات ونصف السنة، فلم تمكث العائلة المقدسة فى مكان أكثر من أيام معدودة أو أسابيع فيما عدا إقامتهم فى دير المحرق 6 أشهر، التى تعتبر أطول مدة، حيث تنقلت العائلة من فلسطين إلى أسيوط والعكس خلال رحلة العودة، مع العلم بعدم وجود وسائل تنقل غير الوسائل البدائية.
كاهن كنيسة المقطم: العذراء «أمنا كلنا» مسلمين ومسيحيين.. ونتشارك في مظاهر الاحتفاء بها
من أهم المواقف وأبرزها خلال رحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر، أنها عند مرورها فى بلد ما كانت الأصنام تتكسر به، لذلك كان الله يعطيهم فى كل مكان يذهبون إليه عين ماء ليشربوا منها وشجرة ليأكلوا من ثمارها، كما يوجد عند شجرة مريم بالمطرية عين مياه، وكذلك فى المنيا يوجد شجرة وعين مياه ودير المحرق كذلك، كما يوجد بوادى النطرون بحيرة الحمرة، وهى بحيرة مالحة يوجد بداخلها عين مياه عذبة.
حدثنا عن مكانة السيدة العذراء فى قلوب المصريين؟
- السيدة مريم العذراء أمنا كلنا سواء مسيحيين أو مسلمين فهى مذكورة فى الإنجيل والقرآن لذلك تعتبر أمنا كلنا، وسر حب المصريين للسيدة العذراء مريم وتمجيدهم لها، لأنها تكون موجودة فى كل وقت، حيث تساند كل من يطلبها وتستجيب لكل من يطلب منها طلباً، وظهر حب المصريين للسيدة العذراء، وتمثل عندما ظهرت السيدة العذراء مريم فى الزيتون فى 2 أبريل 1968 فى عهد البابا كيرلس السادس، حيث ذهب جموع المصريين مسيحيين ومسلمين لأخذ بركاتها، والسهر طوال الليل، وكل ذلك بسبب حبهم لها وتطلعهم لرؤيتها، كذلك عندما ظهرت السيدة العذراء فوق كنيسة «السيدة العذراء والشهيدة دميانة» بابا دبلو فى شبرا، فكان المصريون مسيحيين ومسلمين يسهرون حتى الصباح، لمتابعة هذا الحدث الكبير.
رأت كل آلام ابنها السيد المسيح وصبرت عليها وشهدت معجزاته ولم تعلنها وعلمته الأصول من صغره
وماذا عن السيدة العذراء صاحبة التجربة الإنسانية الاستثنائية؟
- كانت السيدة العذراء صبورة، حيث رأت كل آلام السيد المسيح ابنها وصبرت عليها، ورأت السيد المسيح وهو يكبر ويصنع المعجزات ولم تعلن عنها، وكانت تعلم المسيح فى صغره الأصول وهو الشىء الذى نفتقده حالياً فى تربية الأبناء، وكانت مبشرة مع الرسل ذهبت مع الرسل إلى أماكن التبشير، كما شهدت على كل آلام المسيح.
وما أبرز فضائلها التى لا يمكن نسيانها؟
- فضائلها كثيرة، السيدة العذراء هى الأم الرحيمة والحنون، كانت مشجعة للرسل وعند صعودها لم تترك الرسل كالأيتام بلا أم ولكن ظهرت للرسول «توما» وأعطته الوشاح الخاص بها للتأكيد على ظهورها له.
نحتفل هذه الأيام بعيد دخول السيدة العذراء الهيكل، فماذا كان تصرفها عند دخولها الهيكل؟
- كان قديماً عاراً على الزوجين عدم إنجاب الأطفال، فكان هناك ما يسمى النذر، حيث تنذر الأسرة الطفل لهيكل الله هكذا فعل والدا العذراء، فمنذ علمت والدتها بحملها بها وهى نذرتها لهيكل الرب لتخدم فيه، وعندما وصلت «مريم» لسن الثالثة دخلت الهيكل وخدمت حتى سن 13 سنة، كانت تخدم بأمانة وطاعة، وعند خروجها من الهيكل وتبشير الملاك لها بالسيد المسيح من تواضعها لم تذهب لتخبر الناس بهذا النبأ العظيم.
صفات «البتول»
محبة للبشر ومحبة لكل الناس وظهر فى معجزة عرس قانا الجليل فمن دون أن يطلب منها أصحاب العرس ذهبت وطلبت من ابنها السيد المسيح وقالت «ليس لهم خمر» وسمع المسيح لطلبها وحول الماء لخمر، وكانت مربية فاضلة فكانت تعلم المسيح عقيدته وكان دائماً فى المجمع كما يقول الكتاب «ذهب إلى المجمع كعادته، كل يوم سبت».