مسار العائلة المقدسة.. بئر «مسطرد» تسقي كل زائر و«الزيتون» راحة للمتعبين

مسار العائلة المقدسة.. بئر «مسطرد» تسقي كل زائر و«الزيتون» راحة للمتعبين
زارت العائلة المقدسة فى مصر أماكن كثيرة، من ضمنها منطقة مسطرد، حيث مكث السيد المسيح والعذراء مريم فيها، وارتاح بأرضها وشرب واستحم من ماء بئرها. وتتجلى البركات ببئر كنيسة العذراء هناك، بئر ماء لا تنضب، وتعد سبب البركة، يقصدها الزائرون للتبرك.
القمص «شاروبيم»: يستفيد من البئر يوميا نصف مليون مواطن
القمص شاروبيم ميلاد، كاهن الكنيسة، يقول لـ«الوطن»: «لكنيسة مسطرد مكانة خاصة لكل قبطى، فهى مقصد للتبرك وكذلك تعد موقعاً أثرياً، حيث مرت بها العائلة المقدسة وخدمياً من ناحية أخرى، فلدينا مركز خاص برعاية ذوى الاحتياجات الخاصة طبياً وتعليمياً وتدريبياً، وأيضاً عيادة طبية بها مختلف التخصصات لأهل المنطقة».
فى شهر أغسطس من كل عام يزداد تدفق المياه من البئر، وهو شهر الصوم المقدس للعذراء مريم، بحسب تقدير القمص شاروبيم ميلاد، يستفيد من البئر يومياً ما يقرب من نصف مليون مواطن، لذلك فهى مزار مفتوح للجميع، مضيفاً: «الميه طول السنة شغالة فى البئر وكتير جداً بييجى ياخد بركة منه سواء مسلم أو مسيحى، فضلاً عن الأجانب».
القس «جيروم»: الجميع يخدمها كأنها بيتهم
تخدم كنيسة العذراء بمسطرد ما يقرب من ألف أسرة مسيحية غير زيارات المسلمين، حيث يقول القس جيروم مجدى ثقال إن «الناس كلها تقدر المكان بشكل كبير جداً وبيخافوا عليه كأنه بيتهم»، وتم تجديد الكنيسة 3 مرات، بحسب «جيروم»، مع الاحتفاظ بطابعها الأثرى المتمثل فى البئر والمغارة والهياكل. وبحسب كتاب «العائلة المقدسة فى مسطرد»، فإن ماء هذه البئر لا ينضب أبداً وأحياناً يحدث بها فوران فتمتلئ عن آخرها ثم يعود منسوبها إلى طبيعته، وهذا الماء له طعم ومذاق مميز ويختلف تماماً عن طعم مياه ترعة الإسماعيلية، التى تبعد عنها بأكثر من 60 متراً، وقد تشفى العديد من المرضى بعد شربهم منه.
يتكون المبنى الأساسى للكنيسة من صحن الكنيسة الذى يضم بداخله الهياكل والمغارة والبئر، مستطيل الشكل وجزؤه الأسفل قديم، جدده أولاد سلسيل فى القرن الثانى عشر الميلادى، وهو مبنىّ على الطراز البيزنطى ذى القباب ويتميز بالحوائط السميكة. الجزء العلوى تم تجديده وبناؤه أواخر القرن التاسع عشر الميلادى فى عهد البابا كيرلس الخامس، وقد جددت الكنيسة من الخارج حديثاً فى الفترة من 1984 حتى 1987، ويحيط بالمبنى فناءان كبيران، ويقع مدخل الكنيسة والمغارة فى سورها الشرقى المواجه لترعة الإسماعيلية. يعلو الهيكل الثانى مجموعة من الصور للاثنى عشر تلميذاً تتوسطهم صورة السيد المسيح وعلى يمينه السيدة العذراء مريم وعلى يساره يوحنا الحبيب تلميذ المسيح.
ومن مسطرد إلى الزيتون، حيث معجزات شفاء العذراء مريم عديدة ومتنوعة، فبمجرد أن تطأ قدماك كنيسة العذراء مريم بالزيتون، تجد توافد العديد من المواطنين، هنا لا فارق فى الأمنيات، فكلها قائمة بالأساس على بركة العذراء مريم، حيث تلامس الأصابع ستر الهيكل المقدس، وتحدق العين بالنظر لأعلى، وتبدأ الصلاة بحرارة، وكأنها نابعة من حوار بين صديقين، فالأجواء الروحانية هى الطاغية، ولا صوت يعلو فوق همس الصلاة.
دوّن كهنة الكنيسة فى كتاب اليوبيل الذهبى لتجلى السيدة العذراء مريم بالزيتون، معجزات الشفاء التى تمت فى الكنيسة، فيقولون: «إن كثيرين من المرضى بأنواع أمراض عديدة، وقد عجز الطب عن علاجهم وتخفيف آلامهم، يحملهم ذووهم إلى كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون، فيعودون إلى ديارهم بالفرح فرحين، وبالعافية معافين، وبشكر الله ممجدين ومهللين».
معجزات شفاء العذراء مريم عديدة ومتنوعة، وجاءت عناوينها فى كتاب اليوبيل الذهبى تحمل شهادات مختلفة عنها، فعلى سبيل المثال: «إذا عجز الطب فلن يعجز الرب».. «الشُّل يصحون».. «عوضته العذراء عن أتعابه».. «عوضته العذراء عن أتعابه». تبلغ مساحة الكنيسة 250 متراً مربعاً، لها خمس قباب ترتفع القبة الوسطى الكبرى عن الأرض، 17 متراً، ولها شبابيك تفتح على صحن الكنيسة، ويعلوها صليب كبير، أما الأربع قباب الأخرى فأقل حجماً وترتفع 12 متراً عن الأرض، ولها فتحتان، وهى غير متصلة بالكنيسة من الداخل، لأن أرضية هذه القباب مسقوفة.
الحوائط من الداخل فى الدور الأرضى مزينة بنقوش السيدة العذراء وهى تحمل الطفل يسوع، وحوائط الدور العلوى مزينة بنقوش خضراء ترمز إلى الفردوس، وتم بناء الكنيسة سنة 1925، وتشمل مجموعة من الأيقونات رسمها فنانون إيطاليون، ففى الجهة البحرية توجد أيقونة رئيس الملائكة جبرائيل، وأيقونة القديس مارجرجس، وفى الجهة القبلية توجد أيقونة القديس مارمرقس وأيقونة القديس أبوفام.