«النذر والبركة».. قيم سامية تجمع المسلمين والمسيحيين على حب السيدة العذراء

«النذر والبركة».. قيم سامية تجمع المسلمين والمسيحيين على حب السيدة العذراء
«النذر والبركة»، هى قيم سامية توحد المسلمين والمسيحيين فى حب السيدة مريم، والنذر عادة جاء ظهوره الأول مع الديانات القديمة بهدف التقرب من الرب لجلب المنفعة أو الحماية من الشرور، والنذر بمثابة اتفاق وعهد بين الشخص وربه.
«محمد»: بنروح نتبارك بها في دير درنكة
فى احتفالات دير السيدة العذراء سنوياً بأسيوط، يشارك ملايين المسلمين والمسيحيين فى حب أم النور. هشام محمد، أحد أبناء أسيوط يقول لـ«الوطن»: «بشارك إخواتى ورفقاء الوطن الأقباط فى احتفالات السيدة، بنحبها كمسلمين ومعظمنا بنسمى أبناءنا باسم مريم وكرمها القرآن بسورة كاملة وكمان الإنجيل كرمها لأنها تحملت الكثير وبنحبها فعل وليس كلام، ودير درنكة خير شاهد على وصولها هنا عندما هربت من فلسطين من بطش الرومان، وبنروح نتبارك بالسيدة مريم».
«ميلاد»: نشارك مع إخوتنا المسلمين في طلب بركاتها
جرجس ميلاد، أحد الشباب الذين يشاركون فى خدمة احتفالات الدير يقول: «بنيجى فى الاحتفالات لنتشارك فى روحانيات المكان الذى جاءت إليه السيدة العذراء مريم، وبنحصل على البركة وخصوصاً التجمع الهائل للمواطنين، وهنا كمان يقع مزار الأنبا ميخائيل شيخ المطارنة المتنيح الذى نتبارك به.
وفى كتاب اليوبيل الذهبى بكنيسة الزيتون، جاءت روايات عدة يحملها الكتاب كشفت تفاصيل فى غاية الأهمية، ومعجزات تمت على يد السيدة العذراء مريم، لا تقتصر على المسيحيين فحسب بل المسلمين أيضاً.
يُحدث نفسه كل يوم وكأنه يخاطب السيدة العذراء معاتباً وهو يبصر المخلفات التى يتركها الزوار فى حديقة إحدى الفيلات التى يعمل بها خفيراً، وهى مجاورة لإحدى الكنائس، وكان عليه أن يزيل أكوام هذه المخلفات كل يوم، ويبدو أن السيدة العذراء أرادت أن تعوضه عن كل أتعابه، فكان ابنه أحمد، 10 سنوات، مصاباً بشلل فى يده اليسرى ورجله اليمنى ولم يجد معه العلاج، كما كان ابنه الآخر جمال، 5 سنوات، لا يستطيع الكلام، فقد ولد أبكم، ففى مساء يوم سبت شاهد محمد محفوظ السيدة العذراء مريم ونام الطفلان وفى فجر الأحد نهض ابنه أحمد يمشى ويحرك يده اليسرى ورجله اليمنى وبعدها تكلم ابنه جمال لأول مرة لقد حُلت عقدة لسانه.
ويحكى الكتاب: أصيب السيد فريد نجيب، منذ فترة بشلل نصفى ودخل المستشفى على أثره، وغادره بعد مرور ثلاثة شهور دون أى تحسن، وظل فى البيت مشلولاً، ولم يجد فى مأزقه مسلكاً أفضل من زيارة كنيسة العذراء مريم بالزيتون، ورأى العذراء فى صورة نصف مضيئة، وشعر وقتها بشىء غريب يسرى فى جسده، بما يشبه التنميل فى الجانب الأيسر المشلول ولم يشعر بنفسه إلا وهو يهتف قائلاً: «يا أم النور».
ماجد كامل، باحث فى التراث القبطى وعضو اللجنة البابوية للتاريخ القطبى، يقول لـ«الوطن»: إن هناك العديد من الكنائس التى يمكن زيارتها للنذر، منها كنيسة العذراء مريم بمسطرد، وفى الصعيد يوجد عدد لا حصر له، من أشهر الكنائس الأثرية التى عليها اسم العذراء ويأتى إليها الزوار خلال موسم الصيام هى كنيسة العذراء بالمعادى.
وأضاف «كامل»: هناك طرق عديدة للنذور، أولها أن تكون أموالاً أو هدايا عينية أو زيارة أماكن مقدسة، مضيفاً: النذر عهد بين العبد وربه يهدف إلى نوال مبتغى معين، وهو يعتبر مقدساً كأن يقسم الفرد بأمر ما، ولا يجوز مخالفة الله فى النذر لأن ذلك يعد استهانة به، وهناك العديد من آيات النذور التى جاءت فى الإنجيل يشير إليها الباحث فى التراث القبطى ويقول إن الإنجيل تحدث كثيراً عن النذور فى مواضع عديدة: «النذر مش تجربة فالرب علمنا لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ، والناذر لا يجبر الله لتحقيق نذره هو فقط يتضرع لله ويترجى تحقيق نذره».