في ذكرى ميلاده.. محمود المليجي خلع قناع الشر على يد يوسف شاهين
في ذكرى ميلاده.. محمود المليجي خلع قناع الشر على يد يوسف شاهين
عبقرية لا تخطئها عين، قسمات وجهه المميزة ونبرات صوت حادة فتحت له الباب على مصرعيه لتقديم أدوار الشر، لكن قدراته التمثيلية كانت أكبر من تلك المساحة المحدودة، حتى استطاع أن يفرض نفسه على الساحة كنجم صاحب مدرسة متفردة في الأداء استمدت قوتها من اسمه، ويتذكر اليوم عشاق النجم محمود المليجي ذكرى ميلاده الـ112، والذي لم يعش منهم سوى 73 عاما، برحيله في يونيو 1983.
التعاون مع يوسف شاهين
مجموعة كبيرة من الأعمال قدمها الفنان محمود المليجي، على مدار مسيرته الفنية الممتدة، لكن من أهم الفصول في حياته كانت التعاون مع المخرج يوسف شاهين، الذي رأه خارج المساحة المحدودة التي وضعه فيها بعض المخرجين غاضين الطرف عن الموهبة الهائلة بداخل «المليجي»، والتي انتبه لها «شاهين» وحررها، ليحلق بعدها متخطيا كل الحواجز.
كان التعاون الأول بين المليجي وشاهين، في فيلم «جميلة» إنتاج عام 1958؛ إذ أدى خلال الفيلم دور المحامي الفرنسي جاك فيرجيس، لكن التعاون الأبرز كان من خلال الفيلم الأيقوني «الأرض»، وشخصية محمد أبو سويلم التي قدمها بكل ما يمتلك من إحساس فأصبحت ملحمة سينمائية تروى لسنوات وتخلد اسم محمود المليجي، وتوالت المشاريع السينمائية مع شاهين لتشمل «الاختيار»، «الناس والنيل»، «العصفور»، «عودة الابن الضال»، «إسكندرية ليه» و«حدوتة مصرية».
يوسف شاهين يروي كواليس تصوير مشهد فيلم «الأرض»
وأشاد المخرج الراحل يوسف شاهين بعبقرية محمود المليجي في أكثر من حوار، قائلا: «في مشهد وداع نجله بفيلم (إسكندرية ليه) كان بيقول جملة بسيطة ولكن من كتر إجادته لها شعرت بغصة في حلقي»، كما تحدث عن أداءه العبقري في فيلم «الأرض» خلال حوار مع الإعلامية نهال كمال؛ إذ روى أنه حضر لمشهد منح محمد أفندي (حمدي أحمد)، محمد أبو سويلم (محمود المليجي) المبلغ المالي الخاص بالقطن، وطلب من المليجي أن يستحضر الدموع لتبقى معلقة في عينيه في نهاية المشهد.
وأضاف شاهين: «حضرنا المشهد في ساعة، وكنت عايز نقدمه في مرة واحدة ولا نعيده مرة أخرى احتراما للفنان اللي يركز ليقدم الأداء المطلوب منه، ووصلنا لنهاية المشهد وبالفعل كانت الدموع جوا العين بالظبط، وكنت مبسوط جدا بالمشهد، ولكن بسبب مشكلة في التصوير كان يجب أن نعيد المشهد، وبالفعل عيدنا المشهد 7 مرات وكل مرة مرة يقدم المليجي الأداء مظبوط بالمللي».
