حكاية جريمة.. كابوس يدفع «فتحي» لتسليم نفسه للشرطة: «قتلت صاحب عمري ومش عارف أنام»

كتب: محمود الجارحى

حكاية جريمة.. كابوس يدفع «فتحي» لتسليم نفسه للشرطة: «قتلت صاحب عمري ومش عارف أنام»

حكاية جريمة.. كابوس يدفع «فتحي» لتسليم نفسه للشرطة: «قتلت صاحب عمري ومش عارف أنام»

في نهاية شهر سبتمبر 2011، وقعت جريمة قتل بشعة، شهدها طريق «الكوم الأخضر» بمنطقة أوسيم شمال محافظة الجيزة، كانت هناك جثة دون آثار تدل على من ارتكب تلك الجريمة، الجاني تخلص من الضحية وأخفى أداة القتل، وأضرم النيران في الجثمان، مما أدى إلى طمس ملامح الجثة، لم تتوصل الجهات المختصة آنذاك من خلال المعاينة والمناظرة سوى أن الجثمان لشاب في العقد الرابع من عمره، تفاصيل كثيرة كانت داخل ملف القضية التي تمّ كشف غموضها بعد قرابة عام ونصف، بعد أن شاهد المتهم الرئيسي حلمًا مزعجًا بشكل متواصل «كابوس» يظهر فيه الضحية وهو يقول له: «عايز حقي منك.. هاخد حقي منك»، التفاصيل كشفتها التحريات والتحقيقات وأقوال المتهمين، وجاءت كالتالي:

جثة متفحمة على طريق «الكوم الأخضر»

صباح يوم 26 سبتمبر 2011، عثر أهالي ورواد منطقة «الكوم الأخضر» بأوسيم، على جثة متفحمة بمجرد ما أن شاهد الأهالي الجثمان، أسرعوا بإبلاغ رجال الشرطة، ودقائق وحضرت قوة من مباحث مركز شرطة أوسيم إلى مكان الواقعة، وحضر محقق النيابة والأدلة الجنائية، وفرضت القوات كردونًا أمنيًا في محيط المكان، وبدأ المحقق مناظرة الجثمان، وجاءت المناظرة كالتالي: «جثة لشاب في العقد الرابع من عمره، مطموسة الملامح، من آثار الحريق، وجود مادة تساعد على الاشتعال -بنزين- على جسد المجني عليه».

سجلت المعاينة والمناظرة التي أجراها محقق النيابة أيضًا أنَّ هناك «طعنات في الظهر والصدر، مما يشير إلى أنَّ الجناة قتلوا المجني عليه طعنًا وغافلوه وسددوا له 3 طعنات من الظهر واثنين في الصدر، وبعد ذلك هشموا رأسه لوجود آثار جروح قطعة في الرأس، وبعد ذلك سكبوا مادة تساعد على الاشتعال على جسده وأضرموا فيه النيران»، كان ذلك تصوّر محقق النيابة الذي سجله في محضر التحقيق، وعرضه أمام قوات الشرطة، وفريق البحث ليساعده في البحث عن الجناة.

الفاعل مجهول

بينما كان مفتش المباحث وعدد من ضباط المباحث يستمعون لتصوّر الجريمة من خلال المناظرة التي نفذها محقق النيابة، كان هناك فريق من الضباط يناقش عددًا من شهود العيان ورواد المنطقة، ولكن لم يتوصلوا إلى أي معلومات تقود فريق البحث لطرف خيط القضية لحل اللغز، واستمر فريق البحث على مدار 3 أشهر في البحث عن مرتكب الواقعة من خلال فحص بلاغات التغيب في مراكز الشرطة القريبة من مكان العثور على الجثة -مسرح الجريمة- ومناقشة سكان ورواد المنطقة وسائقي الميكروباص، وبعد ذلك أعدت القوات التحريات وأرسلتها للنيابة العامة وجاءت كالتالي: «بعد الفحص والتحري، لم يتم التوصل إلى الجاني.. القاتل مجهول»، وعقب ذلك استكملت النيابة العامة التحقيق واستعجلت تقرير الطب الشرعي الخاص بالضحية، والأدلة الجنائية، وتمّ إرفاق التقارير بملف القضية وحفظها «ضد مجهول».

«أنا عايز حقي منك»

بعد مرور قرابة عام ونصف، تفاجأ مدير مباحث شمال سيناء بطلب شخص يدعى «فتحي»، تاجر دواجن، عمره 35 عامًا، ويلح في طلب مقابلته، سمح له بالدخول، ودون مقدمات قال الشاب: «أنا جاي اعترف بجريمة قتل صاحب عمري (وسام)، أنا غدرت بيه وقتلته علشان أسرق 5 آلاف جني، قتلته من سنة ونصف، صاحبي من 10 سنين وكان شريكي في التجارة، بقاله أسبوع بيظهر لي في الأحلام وبيقولي عايز حقي منك، هاخد حقي منك، بقالي أسبوع عايش في الكابوس ده، مش عارف أنام، قتلته بمساعدة صديقتي وجوزها في أوسيم، ضربناه بالسكين وحرقنا جثته».

وعقب تسجيل اعترافات مبدئية للمتهم، تمّ إخطار مديرية أمن الجيزة، بتفاصيل ما جاء على لسان المتهم، وفحصت مباحث الجيزة اعترافات المتهم، وتبين صحة كلامه وأن هناك بلاغ بالعثور على جثة محترقة مطموسة الملامح لشاب في العقد الرابع من عمره ولكن لم تتوصل القوات للقاتل، وأيضا توصلت القوات إلى أسرة المجني عليه وأخبرتها بالتفاصيل واعترافات المتهم بالقتل.

وأكّدت والدة المجني عليه في محضر الشرطة، أن المتهم كان شريك ابنها واختفى من المنطقة في وقت معاصر لاختفاء ابنها، وتمّ ترحيل المتهم لمديرية أمن الجيزة لاستكمال المناقشة وإجراء معاينة تصويرية لمكان الجريمة.

اعترافات صديق الضحية

جاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، أنَّ المتهم الرئيسي اعترف بتفاصيل جريمته وأرشد عن باقي المتهمين، قائلًا: «أنا اللي قتله، كان معايا شيماء وجوزها اللي هي قتلته بعد ما قتلنا صديقي بـ6 أشهر، كنت محتاج 5 آلاف جنيه علشان بصرف على شيماء وبنشتري حشيش وكنا بنبيعه في منطقة نوبيع، ويوم الجريمة كنا راجعين من نوبيع وكنت عارف إن صديقي معاه 7 آلاف جنيه فلوس بضاعة، اتفقت مع صديقتي وزوجها على تنفيذ الخطة، وكنا على طريق الكوم الأخضر بأوسيم ليلا، وفي أرض زراعية، طلبت منه وقف عربية البضاعة، علشان يكتب ليا رسالة على التليفون، بمجرد ما العربية وقفت، تخلصنا منه نحن الثلاثة، وأخدت الفلوس ورمينا المحفظة والتليفون اتكسر واترمى في الترعة».

تمّ استدعاء صديقة المتهم من سجن القناطر بعد لمناقشتها حولً الجريمة، إذ كانت تقضي حكم سجنها في تهمة قتل زوجها بسبب خلافات بينهما، وأكّدت ما جاء على لسان المتهم الرئيسي وأنا قتلت الضحية - وسام - لسرقته، وعقب ذلك تمت إحالتهما للنيابة التي قررت حبسهما بعد أن سجلت معاينة تصويرية، وأظهرت المعاينة، دور كل متهم في الجريمة، وتمت إحالتهما للمحاكمة الجنائية، وقضت المحكمة بإعدامهما، ونفذت الجهات المختصة قرار الإعدام.


مواضيع متعلقة