منشقة عن الإخوان: المتاجرة بـ«مشاعر الذنب» أسلوب الإخوان لجذب الشباب.. والأكاذيب والشائعات لسرقة العقول

كتب: محمد أباظة

منشقة عن الإخوان: المتاجرة بـ«مشاعر الذنب» أسلوب الإخوان لجذب الشباب.. والأكاذيب والشائعات لسرقة العقول

منشقة عن الإخوان: المتاجرة بـ«مشاعر الذنب» أسلوب الإخوان لجذب الشباب.. والأكاذيب والشائعات لسرقة العقول

كشفت الكاتبة ناهد إمام، المنشقة عن جماعة الإخوان الإرهابية عام 2008، عن دور «الأخوات المسلمات» داخل الجماعة ومواجهة المرأة لما عُرف بـ«الذكورية الدينية» داخل التنظيم.

وقالت «إمام»، فى حوارها لـ«الوطن»، إن ازدواجية الخطاب الإخوانى وكذبهم وتضليلهم، هى أسباب انشقاقها عن الجماعة، بعد أن عانت بداخلها ووصلت إلى حد الاكتئاب.. وإلى نص الحوار:

ناهد إمام: دور «الأخوات» فى الجماعة الاستقطاب والتجنيد وطاعة مسئول الشعبة ثم الزوج

كيف وجدتِ نفسكِ داخل تنظيم الإخوان الإرهابى؟

- فى أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات كان المد الإخوانى على أشده، متزامناً مع ما سُمى وقتها بـ«الصحوة الإسلامية»، المتمثلة بالنسبة للإخوان على وجه الخصوص فى نشاط النقابات وعلى رأسها «نقابة الأطباء»، وفى النشاط الطلابى فى الكليات وعلى رأسها أيضاً كليات الطب والهندسة والعلوم، ودار العلوم، وبقية الكليات فى جامعات القاهرة وعين شمس والأقاليم. وكانت «شعبة الطلاب»، كما تسمى فى التنظيم، من أهم وأنشط الشعب القادرة على «الاستقطاب» للشباب على وجه الخصوص، وهم فئة مهمة جداً، تتميز بالحماسة والطموح والاندفاعية والبحث عن الهوية والانتماء والاحتواء، وبين الطالبات أضف للأمر «العاطفية» التى تكون فى كثير من الأحيان شديدة ومتطرفة.

ما أساليب الإخوان للتأثير على المُستهدف ضمهم للتنظيم؟

- الإخوان وكل جماعات الإسلام السياسى يستخدمون رابطة حميمة لاستقطاب الشخص سواء كان شاباً أو شابة وهو «الحب فى الله» ورابطة «الأخوية» وهى روابط حميمة، قوية، والمتاجرة بـ«مشاعر الذنب» لدى من يستقطبونهم، خاصة لدى الشباب بصفة أقوى.

وكيف يستثمرون «مشاعر الذنب» هذه؟

- مشاعر الذنب هذه يستثمرها الإخوان وغيرهم من جماعات الإسلام السياسى عاطفياً فى الاستقطاب، ويتربحون من ورائها فى تكثير سوادهم، وهذا هو هدفهم الحقيقى أن يصبحوا أغلبية كاسحة فى الوطن، ومن ثم تصبح فى أيديهم دفة تغيير المجتمع، والإعلام، والاقتصاد، والسلطة السياسية.

من يجرى عملية استقطاب السيدات للانضمام للجماعة الإرهابية؟

- النساء يستقطبهم الرجل والمرأة من داخل الجماعة، فالإخوان غير متحفظين كباقى جماعات الإسلام السياسى فى التعامل مع النساء، لذا من الممكن أن يستقطب الطبيب مثلاً زميلة له، ويقنعها بأفكار الجماعة، وهكذا.

ما الذى رأيتِه داخل التنظيم دفعك للانشقاق عنه؟

- ازدواجية الخطاب، فهناك خطاب للداخل الإخوانى وآخر للخارج، خطاب للرجال وآخر للنساء، أضف له الذكورية الدينية وموقفهم من المرأة داخل الجماعة، فهم يصدّرون فى أحاديثهم للمجتمع أن المرأة نصف المجتمع وأن الإسلام كرّمها، لكن داخل البيوت الإخوانية وجماعات الإسلام السياسى عامة، تعانى المرأة من قهر الرجل سواء كان فى مكانة المرأة فى التنظيم أو الجماعة.

المرأة المتزوجة من إخوانى تتشوه معرفياً وإدراكياً دون وعى وتسقط فى بئر الاكتئاب وتصل للرغبة فى الانتحار

كيف كانت تجربة الزواج من إخوانى بالنسبة لك؟

- الزواج من شخص فى هذه الجماعة معناه أن تتشوه معرفياً وإدراكياً بدون وعى، فأنت فى الظاهر شخص متدين عادى، ممنوع أن تفصح عن انتمائك للإخوان، ولابد أن تبدع فى إخفاء هذا ببراعة، وفى الباطن إخوانى لديك مجتمع «سرى» وهو الأسرة والشعبة الإخوانية، ودولة الإخوان السرية.

وما تأثير ذلك؟

- أنت فى النهاية تصاب بالتشويش والارتباك النفسى، وتتشوه شخصيتك ونفسك بدون وعى وتبقى تصارع بدون أن تدرى، وهنا البعض يتأقلم ويتعايش ويتكيف مع حالته، والبعض يبقى تائهاً حتى يصل للقاع وهو الاكتئاب الحاد، وهو ما حدث معى، بقيت أعواماً طويلة فى هذا التشوه والصراع بدون وعى، ثم استيقظت على أننى لست سوى ضحية لجماعة براجماتية، مستغلة، وزوج هكذا أيضاً، فسقطت فى بئر الاكتئاب الذى صاحبته الرغبة فى الانتحار.

لماذا يستمر الإخوان فى استخدام سلاح الأكاذيب والشائعات؟

- الأكاذيب والشائعات سلاح الإخوان لسرقة الوعى والعقول، وهم طوال تاريخهم يعتمدون هذا الاختطاف الفكرى، الذى بمجرد أن يحدث تتفاعل معهم المشاعر فتميل إليهم وتناصرهم وتقتنع بمظلوميتهم، ومن بعدها تسير سلوكيات الناس أيضاً فى صالحهم.

السمع والطاعة فقط

فى العمل السياسى والجماعى يكون هناك تكليفات وأوامر، وسمع وطاعة فقط، بعد يناير كانت هناك انفراجة بعد مطالبات بالسماح بالمناقشات وتبادل واحترام الرأى فى شعبة المرأة، حيث نشطت المدونات من الشابات الإخوانيات وبدا جلياً أن جيل الألفية الثانية مختلف وغير منصاع كاملاً كما الأجيال السابقة من نساء وفتيات الإخوان. وللمرأة دور مهم وفاعل داخل الجماعة، فهى فى المجتمع تعمل فى الدعوة أو بمعنى أصح «الاستقطاب والتجنيد للجماعة وأفكارها»، وفى الداخل تسمع وتطيع لمسئول الشعبة الإخوانية، وللزوج الإخوانى، وتربى الأطفال على النمط الدينى الإخوانى.

 

 


مواضيع متعلقة