«الإسلاميون».. «الشباب» يصارع «الشيوخ».. و«السمع والطاعة» فى مهب الريح

«الإسلاميون».. «الشباب» يصارع «الشيوخ».. و«السمع والطاعة» فى مهب الريح
- أحمد بان
- أعمال العنف
- أكذوبة كبرى
- إخوان منشقون
- إسحاق الحوينى
- الأفكار المتشددة
- الإخوانى المنشق
- الإسلام السياسى
- الانتخابات الرئاسية
- التيار الإسلامى
- أحمد بان
- أعمال العنف
- أكذوبة كبرى
- إخوان منشقون
- إسحاق الحوينى
- الأفكار المتشددة
- الإخوانى المنشق
- الإسلام السياسى
- الانتخابات الرئاسية
- التيار الإسلامى
شهد تيار الإسلام السياسى صراعات عديدة عقب ثورة 25 يناير، تطورت كثيراً بعد ثورة 30 يونيو، لدرجة يمكن القول معها إن كل مكونات التيار باتت فى صراع دائم، وغارقة فى مخططات القتل والشغب والعنف التى تبنتها بعض جماعات وتنظيمات الإسلام السياسى.
فعلى صعيد تنظيم الإخوان، يتصارع جيل «الشيوخ» من الإخوان مع الشباب، حيث يتهمهم الشباب بالمسئولية عن الأزمات التى وقعت للتنظيم بعد ثورة يناير 2011، والتى بدأت مع إصرار القيادات على خوض الانتخابات الرئاسية رغم وعود سابقة بعدم ترشيح أحد من الإخوان، ما مهد لانهيار مبدأ «السمع والطاعة» داخل التنظيم، إضافة إلى إصرارهم على الاعتصام فى رابعة العدوية والنهضة فى أعقاب ثورة 30 يونيو، وإيهامهم الشباب بقرب انتهاء الأزمة، وغيرها من المواقف المخزية لقيادات التنظيم التاريخية، فضلاً عن اشتعال صراع آخر حول نهج التعامل مع السلطة فى مصر، حيث طالب قطاع من الشباب المتعصب بالانخراط فى العنف ضد الدولة، وقاد هذا الجانب محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، فيما كانت الأكثرية داخل التنظيم تسير خلف القيادى محمود عزت، القائم بأعمال المرشد وترغب فى المصالحة مع الدولة.
ووسط تزايد شعبية الحركات الجهادية، مثل «داعش» و«جبهة النصرة» فى سوريا، فى أوساط شباب الإخوان، دعا أمير جبهة النصرة، تنظيم الإخوان إلى التخلى عن أساليبها السلمية وحمل السلاح، وهى دعوة وجدت تعاطفاً لدى بعض شباب التنظيم فى مصر، فيما تبرأ الشيوخ من فكر التكفير والإرهاب. وظهرت على جانب آخر حركة «إخوان منشقون» التى قادها عمرو عمارة، أحد كوادر الإخوان الشباب، ضد التنظيم ذاته، حيث دعت إلى ضرورة التمسك بالسلمية وطرد القيادات الحالية للإخوان.
{long_qoute_1}
وعلى مستوى السلفية، تساقطت هالة القوة البشرية التى رسمتها التيارات السلفية لنفسها بعد ثورة 25 يناير، فبعد سقوط حكم الإخوان، انقسمت السلفية بين جماعات عادت لممارسة الدعوة سراً ورفض العمل السياسى، وأخرى تمسكت بالعنف وهربت إلى قطر وتركيا لتقود العنف من هناك، وشاركت فى بيان «نداء الكنانة» مع الإخوان الذى استحلت فيه انتهاك النفس والعرض والمال، حيث قال تنظيم الإخوان فى بيان وقع عليه مشايخ السلفية فى الخارج، إن «الحكام والقضاة والضباط والجنود والمفتين والإعلاميين والسياسيين، وكل من يَثْبُتُ يقيناً اشتراكُهم، حكمهم فى الشرع أنهم قتَلةٌ، تسرى عليهم أحكام القاتل، ويجب القصاص منهم بضوابطه الشرعية، والله تعالى يقول: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً)»، وفى المقابل ساندت جماعات من السلفية الدولة ووقفت إلى جانبها ضد الإخوان، إلا أنها انقسمت أيضاً، فمنها من بقى فى العمل السياسى كسلفية الإسكندرية وحزبها (النور)، وجماعات مارست الدعوة فقط لمساندة الدولة.
الجماعة الإسلامية، لم تسلم هى الأخرى من الانقسامات، فبعد ثورة 30 يونيو، تصاعدت وتيرة جبهة تمرد الجماعة الإسلامية، لتصحيح مسارها من العنف إلى السلمية، بقيادة الدكتور فؤاد الدواليبى الذى دعا إلى ضرورة إجراء مراجعات إسلامية جديدة للتيارات الجهادية، وهو ما توافقت معه قيادات تنظيم الجهاد السابقة ومنهم الدكتور أمل عبدالوهاب والشيخ نبيل نعيم حيث قاد الأول ثانى مراجعات الجهاد ضد التكفير والعنف. فيما قال الدكتور أمل عبدالوهاب، زعيم تنظيم الجهاد السابق، لـ«الوطن»: «إن التيار الإسلامى مرتبك للغاية، وأتصور أن التيار الإسلامى فى حاجة لمراجعة الذات، فمراجعات التسعينات لن تكون الأخيرة، ويجب وقف أفكار الجماعات التكفيرية التى يتم نشرها بين الشباب الإسلامى».
وقال مختار نوح، القيادى الإخوانى المنشق، إن هناك انقساماً كبيراً فى التنظيم، والتنظيم السرى الذى ينسب إليه كل أعمال العنف نجح فى الظهور على السطح، ويكون الجناح الفعال فى الجماعة، والتنظيم السرى انقسم قسمين، الأول تحت السيطرة، والثانى خرج عن السيطرة، وكان واحداً من ممثلى هذا التنظيم محمد كمال. أضاف «نوح»: «هناك جيل يعيش فى وهم المهدى المنتظر الذى سيخلصهم مما يحدث.. وتلك أكذوبة كبرى، فكل الضغط العنيف الذى يمارس من أجل التفاوض وسقفه عالٍ لذلك سيكون فاشلاً، والدولة تدير الأزمة عن طريق استخدام الوقت، والتحكم فى مجريات الأحداث وهى ناجحة فى استراتيجيتها».
وقال نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد السابق، إن الجماعات السلفية، خصوصاً فى الإسكندرية، تُعد أشد خطراً من الإخوان، فهم «رؤوس الفتنة والتشدد» فى مواجهة التجديد، حسب قوله، مضيفاً: «لقاءات السلفية بشيخ الأزهر لا تعنى حبهم للتجديد، إنما للأمر علاقة بعقيدة التقية التى يتميز بها الشيعة، فالتيارات السلفية لديها مواقف متناقضة وتسببت فى انحرافات شديدة فى الخطاب الدينى من خلال الأفكار المتشددة».
وأوضح زعيم تنظيم الجهاد أن «برهامى»، نائب رئيس الدعوة السلفية، تربى فى أسرة إخوانية وهو يميل لفكر تلك الجماعة ويسعى للتمكين والسيطرة، بينما أعضاؤها أقرب للفكر التكفيرى وهم أشد خطورة من الإخوان لكنهم يتوارون باسم التقية.
وقال أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن هناك انشقاقاً داخل تنظيم الإخوان، منذ أواخر 2014، بسبب رفض البعض لسياسات «محمود عزت»، القائم بأعمال المرشد العام، مضيفاً: «إننا الآن لا نتعامل مع جماعة واحدة بل نتعامل مع جماعات مختلفة، منشقة داخل نفسها وتحتوى على صراعات كثيرة، فالجماعة المؤيدة لمحمود عزت ربما ترغب الآن فى المصالحة مع الدولة، والعمل تحت جناح السياسات الحالية، كما فعلت أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لكن الجزء الآخر من الجماعة يرفض ذلك ويرى أنه غير متوافق مع مبادئ الجماعة عامةً».
وأشار «بان» إلى أن الأزمة داخل الجماعة تكمن فى أن التيار من مؤيدى محمود عزت، هو من يملك كل مصادر التمويل، وهو من يستطيع أن يسيّر الأمور كما يرغب ويفرض رأيه على التنظيم. وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن هذه الجماعات لديها وحدة فكرية ويتفقون على المحاور الأساسية وهى الخلافة الإسلامية وأستاذية العالم وجهاد الطلب والغزو وكل ما طرحه حسن البنا هم متفقون عليه، ولكن الاختلاف بينها هو فى استراتيجيات التنفيذ فقط، فهل نبدأ العنف الآن أم لا؟ أم هل نظل فى الدعوة الخفية أم نبدأ الدعوة الظاهرية؟ وحينما تظهر قيادة لها كاريزما يتجمع حولها عدد من الشباب تستقل نوعاً ما، خصوصاً فى الجماعة السلفية لأنها مدرسة أكثر منها جماعة تنظيمية، فكل شيخ سلفى فى زاوية يمكنه الانفصال بمجموعته، وهو ما ظهر واضحاً فى جميع الانتخابات السابقة، حيث وجد الخارجون عن التأييد العام لجمهور الدعوة فلم يكن هناك سيطرة تامة فى أثناء الانتخابات بشكل كبير، فيمكن أن يختلف رأى الداعية السلفى أبوإسحاق الحوينى، عن برهامى، وكلاهما عن محمد حسان الداعية السلفى، وغيره.
وأوضح «عيد» أن هناك بُعداً آخر فى خلافاتهم الداخلية، هو البعد النفسى والاستعلاء، فقد رفض الترابى السودانى بيعة عمر التلمسانى المرشد الإخوانى، وقال أنا أفضل، وانفصل عن الجماعة، فحظوظ النفس فى وقت ما تغلب على التبعية للتنظيم، خصوصاً مع وجود الأنصار والتابعين الذين يعضدون هذا الراغب فى الانفصال، لافتاً إلى أن تنظيم الإخوان له باع طويل فى التغلب على الانقسامات والانشقاقات الداخلية، وهو يستطيع إحكام السيطرة.
وحول الجماعة الإسلامية، أشار «عيد» إلى أن الجماعة الإسلامية أنهت الفكرة التنظيمية، بعد خروج قياداتها وأعضائها من السجون، فابتعدوا عن فكرة الأسرة والشعبة الإخوانية، نتيجة توافقهم مع الدولة.