فلسفة النبي في التعامل مع مخالفيه الرأي.. منهج لنشر الوسطية وقبول الآخر ونبذ التشدد

كتب: سعيد حجازى

فلسفة النبي في التعامل مع مخالفيه الرأي.. منهج لنشر الوسطية وقبول الآخر ونبذ التشدد

فلسفة النبي في التعامل مع مخالفيه الرأي.. منهج لنشر الوسطية وقبول الآخر ونبذ التشدد

زرع النبي الكريم فى أمته الوسطية بكل صورها، فلم يكن لدى النبي الكريم تشدد فى شىء، بل كان يرفضه ويدعو للابتعاد عنه، «الاختلاف رحمة» كذلك كان مؤمناً بالتعدد والاختلاف الدينى وأن يكون هذا الاختلاف قائماً على المودة والاحترام المتبادل، كذلك الاختلاف داخل الأمة.

الشيخ أحمد تركي من علماء الأزهر الشريف شرح لـ«الوطن» فلسفة النبي فى التعامل مع مخالفيه فى الرأى، ورفضه لصور التشدد، قائلاً: النبي حافظ على عادات العرب وقريش الحميدة، فلم يقم برفضها بل شجعها، وحافظ عليها هذا دليل على أن الإسلام لم ينسخ الخير الذى وجده فى الأمم والشعوب التى سبقته، كذلك رفض أفكاراً موجودة من قبل، منها وأد البنات وأى جرائم خلقية كانت عند العرب.

«تركي»: النبي حافظ على العادات الحميدة عند العرب وقريش وشجّع على اتباعها

وأضاف «تركي»: أثنى النبي على حلف الفضول، وهو حلف قديم عند العربى ويعنى تعاون العرب لنصرة المظلوم، كذلك انسلخ من كل الأخلاق الباطلة، فنهج الإسلام قائم على احترام الآخر والتوافق معه قدر الإمكان، كذلك يمكن تلخيص نهج النبي فى التعامل مع الآخر فى ثلاثة محاور؛ الأول، دحض الباطل وتبين الحقائق ودعوة الناس إلى الحق، ورفض الوثنية والدعوة للتوحيد ومواجهة الظلم بالعدل، فقال الله تعالى «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن».

وتابع أستاذ الحديث قائلاً: وجد الإسلام ديانتين عظيمتين سماويتين قبله، وهما اليهودية والمسيحية، فحض النبي المسلمين على التعامل معهم بالتى هى أحسن على مستوى الإنسانية وكرامة الإنسان المخالف للعقيدة هى كرامة المسلم سواء بسواء، فقال تعالى «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن»، وتعامل النبي فى أرض الواقع كان تطبيقاً للدستور السماوى، فكان استقباله الشريف لنصارى نجران فى مسجده بالمدينة المنورة، والسماح لهم بممارسة طقوسهم المسيحية فى المسجد، كذلك علاقة النبي بقبط مصر وزواجه من مارية القبطية ووصيته بأهل مصر خيراً، فهذا دليل عملى على تعامل المسلم مع مخالفيه.

الإسلام ونبيه الشريف رفضا التشدد بكل صوره

وأكد «تركي» أن الإسلام ونبيه الشريف رفضا التشدد بكل صوره، فجاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي، يسألون عن عبادة النبي، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإنى أصلى الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله إليهم، فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إنى لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكنى أصوم وأفطر، وأصلى وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتى فليس منى.

وأكمل حديثه بقوله: نحن أمة الوسطية، فقال الله «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا»، فالوسطية ليست بمعنى التوسط بل هى الاعتدال فى كل شىء، فأنشأ الإسلام منهج الوسطية والاعتدال وقبول الآخر، ورفض التشدد.

المؤرخ الفرنسى لورماتان

إذا كانت الضوابط التى نقيس بها عبقرية الإنسان هى سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن أياً من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد فى عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات.

 

 


مواضيع متعلقة