متحف «محمود خليل».. تحفة معمارية عادت إلى أصلها منذ 110 أعوام

كتب: إلهام زيدان

متحف «محمود خليل».. تحفة معمارية عادت إلى أصلها منذ 110 أعوام

متحف «محمود خليل».. تحفة معمارية عادت إلى أصلها منذ 110 أعوام

يُعد متحف محمد محمود خليل وحرمه تحفة معمارية فنية، سواء في ما يخص الطراز المعماري أو المقتنيات التي يضمها المبنى المتميز، وحصوله مؤخراً على جائزة أفضل مشروع إنشائي في العالم في مسابقة التحكيم العالمية يُعد شهادة دولية رفيعة المستوى للمشروع.

وقال المهندس ماجد غالى، المهندس الاستشاري المعماري المشرف على المشروع، إن الجائزة العالمية معناها نجاح لفريق العمل من المعماريين والمتخصصين في حمل المسئولية باحتراف لا يقل عن أي جهة أجنبية، موضحاً أن أسلوب الترميم المتبع كان طبقاً لتوزيعات مؤتمر جنيف التي تهدف إلى إرجاع الشيء إلى أصله استناداً إلى الصور التاريخية والتحليل الكيميائي لخدمات البناء والتشطيب، لذلك عُدنا إلى الصور الأصلية للقصر في فترة حياة محمود خليل بالقصر والبحث في الحقبة الزمنية للمكان، وهو ما مثّل صعوبة في التعامل مع المبنى الأثري، إذ يعود إنشاء القصر إلى 110 أعوام مضت في 1912.

المشرف على المشروع: يعتمد أحدث أنظمة التأمين ضد السرقة والحريق ونظام إضاءة متحفية متخصّصة

وأضاف أن الهدف من الترميم هو الحفاظ على المبنى، وفى الوقت نفسه رفع الكفاءة الإنشائية، مع إدخال أحدث أنظمة التشغيل الجديدة، ليظهر كمتحف ومبنى تاريخي يضم مجموعة من أغلى المقتنيات الفنية، موضحاً أن المتحف يجمع بين عدة طُرز معمارية، وهى أواخر الكلاسيكية وبداية «الباروك» و«الآر نوفو»، وهى الطرز السائدة عالمياً في ذلك الوقت، لذا فهو يعبر عن التطور لأساليب البناء في مصر في بداية القرن الـ20 بتأثير أساليب البناء الغربية.

وأوضح أنه كانت هناك تحديات متمثلة في التوقيت والتكلفة وإعادة الشيء إلى أصله، وتعاملنا بجدية وبكل قوة، وعلى مستوى عالمي، وخلال فترة التطوير مرّت عدة ظروف داخلية وعالمية، وتم استكمال العمل أثناء أزمة كورونا، وأغلب الأنظمة التي يعمل بها المتحف مستوردة، أي عالية التكلفة.

وأشار «غالي» إلى أن المتحف يتبع أحدث أنظمة التأمين ضد السرقة وضد الحريق، فضلاً عن نظام إضاءة متحفية متخصّصة، من شركات عالمية، لأن الإضاءة العادية مع الوقت تؤثر سلباً على الأعمال الفنية، ولم نتنازل عن الإمكانيات التى تم تحديدها مسبقاً وفق أحدث اشتراطات التطوير، لأن الدولة كان لديها إصرار على إنجاز المشروع وفق الشروط العالمية.

وأكد أن الجائزة نتشرف بها جميعاً، كمكتب إشراف على المشروع، وهو فخر لأي مصري، وخطوة للمستقبل ونوع من إلقاء الضوء على مصر والنهضة التي تحدث في مختلف المجالات.

مدير «المتاحف الفنية»: مؤمّن بشبكة مراقبة بكاميرات ذكية

وقال أحمد عبدالفتاح، مدير الإدارة المركزية للمتاحف الفنية في قطاع الفنون، إن متحف محمد محمود أهم متحف فني في مصر إلى الآن، والجائزة العالمية مدعاة للفخر للجميع، وليس في القطاع فقط، ولكنها شرف لكل مصري، وتعنى أننا قادرون على المنافسة العالمية بخبرة مصرية، ودافع كبير للعمل خلال تطوير باقي المواقع المصرية.

وأكمل: «تم تطوير المتحف على مدار 10 سنوات وخلال فترة التطوير مرت عدة ظروف صعبة، منها تغيير وزراء الثقافة أكثر من مرة، وثورة 25 يناير، وكورونا، لكن المشروع تم تنفيذه على أحدث كود عالمي للتطوير في ما يخص التقنيات الأمنية والتأمين ضد السرقة والحريق، والرطوبة والإضاءة ودرجات الحرارة مع الحرص على صيانة الأعمال الفنية التي يضمها الموقع».

وأضاف: «من أهم سمات تطوير المشروع أنه مؤمّن بأحدث أنظمة التطوير العالمية، سواء في ما يخص الدعامات الإنشائية أو ما يخص تأمين المقر أو المقتنيات الفنية، فهي تعتمد على أحدث نظم التأمين العالمية، ومن أبرزها التأمين ضد الحريق، وتوجد شبكة مراقبة تعمل على أحدث النظم، وهى نوع من الكاميرات الذكية والتحليلية التي تضاهى أحدث نظم المراقبة في العالم، وهذه الكاميرات تصور تفاصيل وملامح وجه الزائر، ولو تكررت زيارته أكثر من مرة تتمكن الكاميرات من التعرّف عليه، وهو نظام غير موجود إلى الآن في باقي المتاحف الفنية في مصر».

وأوضحت الدكتورة نسرين أباظة، مديرة متحف محمد محمود خليل وحرمه، أن المتحف يتكون من ثلاثة طوابق، ويتميز بطابع خاص متفرد عن باقي المتاحف الفنية، ويضم 435 تحفة فنية من مقتنيات فنية عالمية أصلية، لمجموعة من عظماء التشكيليين العالميين، وبعضها يعود إلى القرن السابع عشر، والثامن عشر ومن عدة مدارس فنية، بينها فان جوخ، رينوار، كلود مونيه، ألفريد سيسلى، رودان، وبعض أعمال فناني المدرسة الرومانتيكية، منهم فرومتان، ديلاكروا، بارى أنطون لويس، وفنانو المدرسة الكلاسيكية، بينهم: روبنز، فانترهالتر، إلى جانب مجموعة فازات وأوانٍ من الخزف والبورسلين من فرنسا وتركيا وإيران والصين.

وقالت: المتحف مغطى بكشافات عرض متحفي تعمل بنظام خاص، بحيث تُضاء الإنارة في القاعات طالما يوجد زائر بالقاعة، وتُطفأ تلقائياً في حالة عدم وجود زوار، لحساسية نظام الإضاءة لحرارة الجسم.

وأشارت «أباظة» إلى أن هذه الأعمال مؤمنة في نظام التعليق بشكل غير تقليدى، أي أنها معلقة بغير أسلاك، لكنها معلقة بنظام حديث، وهو لا يعنى ثبات العرض المتحفي، مؤكدة أن الأعمال بحالة جيدة، وإدارة الترميم تعمل بكفاءة عند اللزوم، فضلاً عن عملية الصيانة الدورية لكل ما يخص المتحف.

وشددت على أن الحفاظ على الطراز المعماري للقصر المسجل ذي طابع معماري متميز، إحدى أبرز المزايا التي تم مراعاتها في مشروع تطوير الموقع، بنفس الأرضيات والخشب، ولم يتم خدش الحوائط أو الأرضيات، ولم يتضرر طرازه حتى بمسمار.

متحف محمود خليل

304 لوحات يضمها المتحف

143 مصوِّراً لهم أعمال معروضة داخل المتحف

50 تمثالاً من البرونز والرخام والجبس معروضة بالمتحف

1400 متر مربع مساحة المتحف الذي تم تشييده على الطراز الفرنسي

2400 متر مربع مساحة الحديقة التي تحيط به

4 طوابق يتكون منها المتحف


مواضيع متعلقة