«المصرى»: مجتمع «العواجيز» يخلق دائماً «الجيل الثائر»
![«المصرى»: مجتمع «العواجيز» يخلق دائماً «الجيل الثائر»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/298507_Large_20141230092450_12.jpg)
قال الدكتور سعيد المصرى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن المجتمع المصرى يعانى من فجوة جيلية كبيرة وسوء توزيع للأدوار ولا يعترف بالحراك العمرى، ولديه نظرة دونية للشباب، ولا يثق فى قدرتهم على تولى مواقع القيادة، ويوضح أنه فى الدول المتقدمة لا يكون الفرد شاباً بعد 25 عاماً، بينما فى مصر ينتظر الشاب حتى سن الـ50 ليحقق ذاته.
■ لماذا يشعر من يراقب المجتمع المصرى بأنه مجتمع للعواجيز؟
- المجتمع المصرى من المفترض أن يكون مجتمعاً شاباً، وهناك مفارقة أن هناك عدداً كبيراً من الشباب وعدداً قليلاً من كبار السن، لكن للأسف الكتلة الأكبر الموجودة على الساحة فى مواقع القيادة والعمل العام واتخاذ القرار من كبار السن والعواجيز، ما يشعرك بأن المجتمع المصرى مجتمع عواجيز.
■ وما سمات مجتمع العواجيز؟
- مجتمع به فجوة جيلية كبيرة وسوء توزيع للأدوار ولا يعترف بالحراك العمرى، ولديه نظرة دونية للشباب فى مواقع القيادة، ودائماً الأولوية والاحترام لكبار السن والأقدمية وليس الكفاءة، حتى لو كان هناك شباب لديهم كفاءة، لكن إيمان المجتمع بأنه كلما كبرت السن زاد التقدير والاحترام للشخص، رغم أن القاعدة الأصلية أنه كلما كبرت السن فقد الشخص قدراته.
■ ما الشريحة العمرية التى يمكن أن نطلق عليها «شباب» فى مصر؟
- فى الدول المتقدمة، بعد 25 عاماً لا يعتبر من الشباب، لكن فى مصر عمر الشباب لدينا حتى الـ50 سنة، لأن البطالة تضعف الشباب وتجعلهم غير قادرين وتحجب عنهم فرص الحياة، وتزيد من مرحلة الانتظار التى تسمى اجتماعياً بالـ«waiting hood» التى تطيل لديهم التعليم والزواج والعمل ويظل إلى الـ50 حتى يحقق ذاته ويشعر بشبابه.[FirstQuote]
■ ما العواقب وراء وجود مجتمع يسوده الشباب ويقوده العواجيز؟
- يخرج إلى المجتمع جيل ثائر يحطم المجتمع الذى يعيش فيه، بدلاً من بنائه. وكبار السن دائماً فى خوف من الشباب ومن قدراتهم المتفوقة عليهم، الفرق بين الأجيال، فدائماً ما يحجب عن الشباب الفرص ولا يفتح لهم الباب، ولو أعطى لهم فرصة تكون فرصة شكلية ليس أكثر، علاوة على ترسيخ مرحلة الانتظار لديهم للوصول لمنصب أو تحقيق ذاتهم.
■ هل مصر تعيش فى مجتمع العواجيز بالفعل؟ وكيف يمكن تجاوز هذه الأزمة؟
- مجازاً نعم. حينما يعطى فرصة أكبر لكبار السن فى وجود كتلة سكانية تزيد على 60% من الشباب، مع وجود أزمات بطالة وتعليم وزواج وينعزل الشباب عن المجتمع، فى مقابل المشاركة الواسعة من كبار السن.
وإذا لم يتم توظيف الشباب فى مصر بالشكل الجيد سيخرج جيل ثائر يدفع ثمن حريته الدم، فمنذ 25 يناير حتى الآن، تبدلت الأدوار على الصعيد السياسى بين الشباب وكبار السن، ليتنازل الأخير عن «الكنبة» التى لازمها طيلة 30 عاماً مضت فى حكم مبارك، وعامين ونصف عقب الثورة، وينزل إلى الشارع ناخباً مصمماً على رسم مستقبل أكثر استقراراً حتى إذا لم يكن لهم حياة فيه، وهو ما استقبله الشباب بحالة عزوف واغتراب تتزايد كلما أخفقت أهدافهم.
الشباب المصرى الآن فى مرحلة الانسحاب والعزوف عن المشاركة وينتظر حتى ترجع حالة بناء الثقة المتبادلة بين النظام السياسى والشباب، وأعتقد أن الأحوال ستتبدل فى مصر بعد الانتخابات البرلمانية إذ سيحدث انتعاش للشباب والحياة السياسية.
■ ما روشتة التحول إلى مجتمع شاب؟
- يتم ذلك من خلال تحول كبير فى الخدمات المقدمة إلى الشباب، مع التحول فى التعليم، من تعليم يعاقب المراهقين والشباب إلى تعليم ابتكارى يساعدهم مع تكافؤ الفرص، مع توفير خدمات اجتماعية موجهة للشباب وتحظى بالأولوية فى سياسة الدولة، مع اقتصاد يمتص البطالة، وتغيير الثقافة المجتمعية فى الشارع حول أن الخبرة فى كبار السن فقط، مع تغير مؤسسى واضح فى القوانين والتشريعات حول الأقدمية، وإتاحة الفرصة بشكل جدى وليس شكلياً فقط للشباب لتبوء المناصب والمشاركة الفعالة، مع تفعيل طاقات القادرين من الشباب بما يناسب قدراتهم واعتراف المجتمع بهم.
■ ما مخاطر استمرار سيطرة كبار السن على المجتمع، رغم ثورتين كان الشباب عاملاً رئيسياً فيهما؟
- المخاطر تتمثل فى غياب الهوية وضعف الانتماء وفقدان القدرة على الحلم بالمستقبل وانتفاء فكرة تداول السلطة، عوامل اتسم بها عصور التخلف، وساهمت فى ابتعاد الشباب عن الحياة السياسية، فضلاً عن الحالة الاقتصادية المتردية من بطالة وفقر، فأفرزت تلك الظروف شباباً بلا مستقبل، يفتقد أدنى مقومات الحياة من وظيفة ومسكن، مما يشعل العنف والإرهاب.
ملف خاص
بروفايل| فخرى عبدالنور.. مع أى «مصلحة»
قبل ما تحلم فوق احلم وانت فايق