قبل ما تحلم فوق احلم وانت فايق
![قبل ما تحلم فوق احلم وانت فايق](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/298506_Large_20141230092448_12.jpg)
وظيفة شاغرة يعلن عنها مسئول فى تصريحات عابرة، أو شقة يعلن عنها وزير باعتباره يضع مشكلات الشباب نصب عينيه، أحلام تتبعثر على ألسنة المسئولين الذين يروجون لها باعتبارها هدية مقدمة إلى الشباب الباحثين عن فرص، يظل الحلم لامعاً فى أعين الشباب بعدما تعثرت أقدامهم بواقع مرير يفقدهم القدرة على الحياة فى ظل وظائف غير مناسبة ورواتب بالكاد تسد رمقهم، وشقق يصعب عليهم امتلاكها. تاهت خطواتها بحثاً عن وظيفة تناسب سنوات عمرها الدراسية فمنذ التحقت بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة وكل أحلامها أن تتخصص فى الرقابة على الأغذية أو أن تتمكن من عمل أبحاثها فى الغذاء بما يفيد المواطنين ويجعلهم يتناولون أغذية صحية غير ملوثة.
أحلام راودتها كثيراً طيلة 5 سنوات من دراستها بالكلية المحببة إلى قلبها، لتفقد منى زكريا بعدها القدرة على البحث عن وظيفة فى تخصصها وتبحث عن البديل الذى يوقع بها فى إحدى الصيدليات الشهيرة لتتخصص فى بيع الدواء إلى المواطنين، تقول: «بعد ما اتخرجت عام 2011، قررت أن أعمل فى مجال دراستى، وذهبت إلى مقر الثروة السمكية فى مدينة نصر وترددت عليها 3 أشهر كاملة فى انتظار الحصول على وظيفة تتناسب مع قدراتى العلمية خاصة واننى حصلت على 74% أى جيد مرتفع، ولكن للأسف لم أجد لى وظيفة تناسب دراستى أو تمكننى من تطبيق ما تعلمته فى الواقع».
بعدما يئست من البحث عن وظيفة قررت أن تعمل فى إحدى الصيدليات، لكن أحلامها فى الحصول على وظيفة لا تزال قائمة، فمع أول إعلان لوزيرة القوى العاملة بتوفير أكثر من 70 ألف وظيفة للشباب قررت أن تذهب إلى وزارة القوى العاملة علها تجد مكاناً تستعيد به ما تبقى لها من علم، لتفاجأ بأن كل الوظائف المعروضة لا علاقة لها بتخصصها وأن الغالبية للشهادات المتوسطة فقط وأن الشهادات العليا لا مجال لها فى تلك الوظائف.
دراسة مختلفة لكن الطريق إلى العمل واحد لكثير من الشباب، لتظل مريم محرم، التى لم تلبث أن تخرجت قبل شهرين، تذهب للبحث عن وظيفة فى إحدى الشركات الخاصة لتجد الباب موصداً أمامها، والوساطة طريقها الوحيد للحصول على وظيفة تليق بما تلقته من تعليم فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة، لتعود مريم إلى بيتها تاركة أوراقها فى كل المؤسسات التى طرقتها للبحث عن وظيفة، فى انتظار أن يتحقق حلمها وتجد وظيفة تناسب ما تعلمته.[FirstQuote]
أزمة البحث عن وظيفة تبدأ مع الشاب بمجرد تخرجه فى الجامعة ليدق أبواب الهيئات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، يترك بياناته هنا وهناك عله يتمكن من إيجاد فرصة تغير له مجرى حياته وتعينه على بدء حياة جديدة وبناء أسرة قوامها الدخل الذى سيتقاضاه.
يقول محمد خالد الذى قرر البحث عن وظيفة فى القطاع الخاص بدأها مع إحدى الشركات المعروفة، على حد تعبيره، لكنه فوجئ بأزمة كبيرة يتعرض لها العاملون فى الشركة يقول: «اكتشفت أنهم بيقبضوا كل 55 يوم أو كل 60 يوم، ورغم كده اشتغلت لمدة 4 شهور»، لم ييأس محمد من العمل داخل الشركة إلا بعد تعرضه لمشكلات أخرى مع الإدارة كان أبسطها على حد قوله: «ماقبضتش شهرين كاملين وبدون أسباب واضحة ولما بدأت أسأل عن السبب بدأت الخلافات والمشكلات وقررت أسيبهم»، ترك العمل لم يكن سهلاً، فرغم أنه تقدم بأوراقه كاملة داخل الشركة إلا أنه حين قرر إنهاء خدمته بداخله وجد معاملة مختلفة: «ماحدش رضى يدينى ورقى ومش فاهم ليه بيعملوا كده فينا، المفروض أن الشاب فى بداية حياته محتاج اللى يقف جنبه ويساعده مش يدمره ويقف ضد نجاحه».
حلقة مفقودة بين ما تقدمه الدولة إلى الشباب وبين احتياجاتهم، فلم تكتمل فرحة الشباب، بإعلان عزم الدولة توفير شقق سكنية، بعد أن اكتشفوا أن أسعارها تفوق قدراتهم، يقول محمد منصور: «لم أستطع الاقتراب من الشقق السكنية التى أعلنت عنها وزارة الإسكان مؤخراً للشباب لأن أسعارها تفوق قدرتى خاصة أن راتبى لا يتجاوز الـ1300 جنيه فكيف أتمكن من سداد أقساط شقة يتجاوز سعرها النصف مليون جنيه»، يتحدث منصور عن محاولاته المستمرة للحصول عن شقة، ويقول: «قدمت أوراقى للحصول على شقق محدودى الدخل فى مدينة السلام، ولكننى ندمت، فالتقديم الذى يتكلف مبلغ 5140 جنيه تمكنت من جمعه بالكاد، لأكتشف بعدها أننى مطالب بتسديد 15% من ثمن الشقة، وهو ما لا أستطيع توفيره»، يشير منصور إلى أن الشقة إيجارها يصل إلى 500 جنيه ويتزايد سنوياً بنسبة 7% ما يدل على أن اهتمامهم بمحدودى الدخل مجرد وهم: «كيف أتمكن من سداد مبلغ الإيجار السنوى فى حين أن راتبى لا يكفى احتياجاتى أنا وأسرتى».
مشروعات إسكان الشباب عبارة تجميلية يضعها المسئولون لجذب الانتباه لا أكثر، بهذه الكلمات، تحدث محرم فؤاد السيد موظف بإحدى شركات البترول، عن إسكان الشباب، وأضاف: «ذهبت إلى وزارة الإسكان التى أعلنت مؤخراً عن إسكان لمتوسطى الدخل، وتخيلت أننى ساجد عروضاً تساعدنى فى الحصول على شقة، لكن البدايات لم تكن مبشرة، وحصلت على كراسة الشروط التى يبلغ ثمنها 200 جنيه وفوجئت أن ما أعلنته الوزارة لا ينطبق على ما ورد فى كراسة الشروط التى يتجاوز فيها سعر الشقة الـ400 ألف جنيه، الوزارة لم تهتم بوضع أحوال الشباب الاقتصادية نصب أعينها، فحتى ما سمته بشقق متوسطى الدخل بحاجة إلى أشخاص دخلهم يفوق الـ7 آلاف جنيه فى الشهر»، يذكر محرم أن كراسة الشروط وحدها بيعت بأكثر من مليون جنيه حتى الآن نتيجة لزيادة عدد المقبلين على شرائها، لكن الواقع سيدفع بالقليل فقط لتقديم أوراقه للحصول على تلك الشقة، وأشار إلى أن قيمة الأقساط المطلوبة تتجاوز رواتب الشباب فى أغلب المؤسسات، فقد يتجاوز القسط 5 آلاف جنيه، أى ما يفوق قيمة الدخل الذى يتقاضاه الشباب.
ملف خاص
بروفايل| فخرى عبدالنور.. مع أى «مصلحة»
«المصرى»: مجتمع «العواجيز» يخلق دائماً «الجيل الثائر»