النقد الدولي: الحكومات تحاول الحد من ارتفاع الأسعار بتخفيض الضرائب

كتب: حسن عثمان

النقد الدولي: الحكومات تحاول الحد من ارتفاع الأسعار بتخفيض الضرائب

النقد الدولي: الحكومات تحاول الحد من ارتفاع الأسعار بتخفيض الضرائب

كشفت دراسة أجراها صندوق النقد الدولي عن مواجهة الحكومات خيارات صعبة على صعيد السياسات في سياق سعيها لوقاية المواطنين من أسعار الغذاء القياسية وتكاليف الطاقة بالغة الارتفاع التي تقودها الحرب في أوكرانيا نحو مزيد من الارتفاع.

كثير من الحكومات حاولت الحد من ارتفاع الأسعار المحلية

وقال الصندوق في الدراسة إن البلدان استحدثت مجموعة متنوعة من تدابير السياسات لمواجهة هذه الطفرة غير المسبوقة في أسعار معظم السلع الأولية الحيوية، حيث توضح الدراسة المسحية لهذه التدابير التي أعلنتها البلدان الأعضاء أن كثيرا من الحكومات حاولت الحد من ارتفاع الأسعار المحلية عند زيادة الأسعار الدولية، سواء بتخفيض الضرائب أو دعم الأسعار بشكل مباشر، غير أن هذه التدابير الداعمة تخلق بدورها ضغوطا جديدة على الميزانيات المستنزفة بالفعل من جرّاء الجائحة.

تمرير الأسعار ليس هو المنهج الأمثل في كل الأحوال

وأكد الصندوق على الحد من تمرير الأسعار ليس هو المنهج الأمثل في كل الأحوال، فطبقا لما ورد في مذكرة جديدة أصدرها الصندوق، ينبغي لصناع السياسات أن يسمحوا بتمرير الأسعار العالمية المرتفعة إلى الاقتصاد المحلي مع حماية الأسر الضعيفة التي تتأثر بهذه الزيادات، فذلك أقل تكلفة في النهاية، من إبقاء الأسعار منخفضة للجميع على نحو مصطنع، بغض النظر عن القدرة على الدفع.

وأشار الصندوق إلى أنه ليست كل البلدان قادرة على اتباع نفس المسار، فحيثما كان الدعم مطبقا، تختلف وتيرة التعديلات السعرية ومدى استخدام شبكات الأمان الاجتماعي من بلد إلى آخر، لذلك، تقدم مذكرتنا مشورة دقيقة بشأن السياسات، تبعا لظروف كل بلد، مثل مدى قوة شبكة الأمان الاجتماعي ومستوى الدعم الحالي لأسعار الغذاء والوقود ومدى الحيز المالي المتاح للإنفاق.

صعود كبير في الأسعار

وأشارت الدراسة إلى صعود الأسعار عقب حرب روسيا في أوكرانيا عقب المكاسب الكبيرة التي تحققت العام الماضي في سوق السلع الأولية، ليدفع بأسعار الغذاء إلى مستويات قياسية وبأسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات تاريخية، فأسعار القمح، وهو سلعة أساسية تُصَدِّر منها روسيا وأوكرانيا معا حوالي ربع الصادرات العالمية، ارتفعت بنسبة 54% عن العام السابق، ومع انقطاع واردات الغذاء والطاقة من هذين المصدرين، تواجه البلدان الأخرى تكاليف مرتفعة وحالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات.


مواضيع متعلقة