رئيس لجنة الشئون الخارجية بـ«الشيوخ»: «الحوار» يفتح باب التفاؤل وسط متغيرات تفرض ضغوطاً اقتصادية وأمنية «حوار»

كتب: حسام أبوغزالة

رئيس لجنة الشئون الخارجية بـ«الشيوخ»: «الحوار» يفتح باب التفاؤل وسط متغيرات تفرض ضغوطاً اقتصادية وأمنية «حوار»

رئيس لجنة الشئون الخارجية بـ«الشيوخ»: «الحوار» يفتح باب التفاؤل وسط متغيرات تفرض ضغوطاً اقتصادية وأمنية «حوار»

قال الدكتور عفت السادات، رئيس لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، رئيس حزب السادات الديمقراطى، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يبنى مصر من جديد، وأدار الملف الدولى بذكاء، ويجب تفويت الفرصة على المتربصين بمصر.

حزبنا جاهز بملفات لأهم القضايا الوطنية

وأكد «السادات»، فى حوار لـ«الوطن»، أن دعوة الرئيس لـ«الحوار الوطنى» تفتح الباب للتفاؤل وسط متغيرات دولية وإقليمية تفرض ضغوطاً اقتصادية وأمنية، وحزب السادات الديمقراطى جاهز بملفات لأهم القضايا الوطنية، ونمتلك رؤية قابلة للتنفيذ.. وإلى نص الحوار:

هل دعوة الرئيس للحوار الوطنى بداية للجمهورية الجديدة؟

- هذه الدعوة تفتح باباً عريضاً للتفاؤل، حيث دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى حددت هدف الحوار حول أولويات العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة، فى ضوء التغيرات الدولية والإقليمية وما تفرزه من ضغوط اقتصادية وأمنية متعددة، على أن تقدم التوصيات والاقتراحات التى يتفق عليها المتحاورون دون استثناء إلى الرئيس لاتخاذ ما يلزم للتطبيق.

العالم يشهد تغيرات متسارعة وغير متوقعة

هل الحزب جاهز بملفات لطرحها؟

- الحزب جاهز بملفات محورية فى شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية وفق رؤيته الحزبية للإصلاح المتكامل، وتم إعدادها من خلال لجان الحزب النوعية برؤية شاملة قابلة للتنفيذ وتواكب خطوات بناء الجمهورية الجديدة.

واللجان النوعية المتخصصة فى جميع المجالات عكفت منذ فترات على إعداد ملفات إصلاح ووضع رؤية شاملة متكاملة ومقترحات ورؤى قابلة للتنفيذ تتوافق مع برنامج الحزب الرئيسى وفى ضوء إعلان الرئيس السيسى تدشين الجمهورية الجديدة؛ إيماناً وثقة فى شخصيته ويقيناً باتخاذ خطوات متسارعة للإصلاح.

إدارة الحوار الوطنى قالت إن الاستجابة للدعوة بلغت 96٪.. ما تقييمك لذلك؟

- هناك نشاط حزبى غير معهود نعيشه حالياً، وتحركات لمؤسسات قومية ونقابات كبرى، ومراكز أبحاث، والكل يجتهد لإعداد تصوراته للقضايا التى ستُطرح فى الحوار الوطنى حال البدء به، وهناك استجابة عريضة للدعوة لدى شرائح وفئات وتيارات سياسية.

وتعتبر الدعوة فرصة لإحياء المجال العام، وفرصة للعمل والنشاط والاحتكاك بالمواطنين وعرض رؤى مختلفة عن التى التزمت بها الحكومة منذ أعوام.

هل تم تشكيل لجان من قبَل الحزب؟

- تم تشكيل لجنة من قيادات الحزب لتلقى جميع المقترحات والرؤى من جميع أعضاء الحزب من جميع المستويات التنظيمية على مستوى الجمهورية، وبدأ العمل على وضع رؤية خاصة بالحزب على جميع المحاور والملفات الخاصة بالحوار لفتح مسارات للتفاعل المجتمعى حول جميع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تستهدف بناء الجمهورية الجديدة بمشاركة جميع فئات المجتمع المصرى، وتم فتح باب التسجيل للحوار الوطنى لجميع أطياف المجتمع.

هل الدعوة للحوار الوطنى علامة فارقة فى عمر الوطن؟

- الدعوة تمهد لمرحلة جديدة من البناء الديمقراطى وتتيح فرصة كبرى لتصحيح اختلالات سياسية سابقة كانت قبل ثورة ٢٥ يناير معروفة، وحان وقت التصدى لها بعد أن مرت البلاد بمرحلتين سابقتين، هما مواجهة الإرهاب وتدعيم البنية الأساسية بغرض جذب الاستثمار وتحسين حياة المواطنين، وحان الآن الدخول فى المرحلة الخاصة بالبناء الديمقراطى وإتاحة المجال العام لكل القوى للعمل تحت مظلة الدستور والقانون.

من وجهة نظرك.. ماذا يحتاج الحوار لنجاحه وتحقيق أهدافه المرجوة؟

- التجرد والحيادية التامة، وأن يتمثل دور الأكاديمية فى التنسيق بين الفئات المشاركة باعتبارها دلالة مهمة على حسن النوايا، والاتجاه نحو حوار جاد وفعال يتفق وتطلعات القوى السياسية لمشاركتها فى بناء الجمهورية الجديدة التى تتسع لتنوع الآراء، وتفويت الفرصة على كل المتربصين بالوطن.

وماذا عن حزمة القضايا التى سيتم طرحها؟

- هناك تطلع واسع المدى لمناقشة كل القضايا بلا استثناء، مع اختلاف فى ترتيب الأولويات فى الإعلام والسياسة والاقتصاد والمالية والسياسة الخارجية ودور المرأة والحياة المدنية والمجتمع المدنى والتعليم والصحة.

هل دعوة الأكاديمية الوطنية للتدريب للأحزاب والقوى السياسية دعوة للمشاركة والتكاتف؟

- هى دعوة لجميع ممثلى المجتمع المصرى بجميع فئاته ومؤسساته للمشاركة بأكبر عدد ممكن لضمان تمثيل جميع الفئات فى الحوار المجتمعى، وتحقيق الزخم الحقيقى والمصداقية وتدشين مرحلة جديدة فى المسار السياسى للدولة.

ونرى كحزب سياسى دعم جميع القضايا التى تعلى من قيمة الوطن وتخدم أبناءه الكرام، والعمل على جميع المحاور والملفات الخاصة بالحوار لفتح مسارات للتفاعل المجتمعى حول جميع القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التى تستهدف بناء الجمهورية الجديدة.

أين ترى مصر بين الدول الآن؟

- العالم مُقبل على تغيرات هائلة فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعى والتطور الضخم فى تكنولوجيا المعلومات، ورغم ذلك مصر دولة تبنى نفسها رغم ما يمر به العالم من تحولات وحتى وهى فى هذه الظروف، ما زالت فتية وقوية وقادرة على أن تضع نفسها على الساحة، وهو ما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى حالياً.

ومصر تتعاون مع العالم كله بندية كاملة، والجميع يعلم مواقف مصر، فهى دولة تقف على قدميها كما ينبغى، وتمضى على الطريق الصحيح لبناء جمهورية جديدة، فمصر تتهيأ لعملية بناء حقيقى فى مؤسساتها المختلفة وهناك كم من التطوير والتعمير والإنشاءات والمحاور والمصانع الجديدة.

إلى أين تتجه مصر الآن؟

- نتجه إلى بناء دولة واقعية وعملية مع العالم كله فيها السلعة الخدمية بسعرها الطبيعى والعالمى، وفيها عدم تدخل بالشئون الداخلية، وتنشئة جيل سليم نفسياً وصحياً، والتركيز على كل ما هو جديد من فنون وآداب وعاصمة جديدة.

موقف مصر من الحرب الروسية متوازن.. ونتعاون مع العالم بندية 

ماذا عن انعكاسات الأزمة الروسية - الأوكرانية على مصر؟

- لا شك أن العالم يموج بتيارات مزعجة للغاية، وقضاياه متشابكة وستصل آثارها إلى مائدة المواطن العادى فى العالم أجمع، ورغم ذلك العالم يشهد تغيرات غير متوقعة، وموقف مصر من الحرب الروسية - الأوكرانية متوازن، ولم يكن أمامها موقف بديل.

الحكومة تبذل جهوداً جبارة لتحقيق الأمن الغذائى وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك بإجراءات وسياسات متوازنة

وماذا عن إنجازات «السيسى» فى 8 سنوات؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ اليوم الأول وهو يهتم بتسليح الجيش المصرى، وجعل الجيش المصرى من أقوى الجيوش، ويعتبر الجيش المصرى فى المركز 12 عالمياً، كأول الدول العربية والأفريقية فى التصنيف.

والدولة تبذل جهوداً كبيرة من أجل تحقيق الأمن الغذائى، وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وتهتم بالأبعاد الأربعة للأمن الغذائى وليس بُعد توافر الغذاء فقط، والوضع ما زال يتم بالمزيد من الإجراءات والسياسات التى ستسهم فى تحسين أوضاع الأمن الغذائى المصرى، من خلال هيكلة ورفع كفاءة الجمعيات التعاونية الزراعية على مستوى القرى والمراكز والمحافظات، وتفعيل دورها الحقيقى فى خدمة القطاع الزراعى ودعم المزارعين، مع إقامة مجتمعات زراعية - صناعية متكاملة فى الأراضى الجديدة، بهدف رفع نسبة التصنيع الزراعى وتحسين دخول المزارعين، وتفعيل قانون الزراعة التعاقدية عن طريق الإسراع بإصدار اللائحة التنفيذية الخاصة بالقانون، التى تضمن للمزارع بيع حاصلاته الزراعية ضمن منظومة متكاملة للتسويق تحميه من تقلبات الأسعار، ونشر الثقافة الغذائية والتوعية بالعادات الغذائية الصحية، والاهتمام بتحسين مؤشر الحوكمة فى مصر، لوجود علاقة طردية بين الحوكمة والاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتحول الرقمى لقطاع المياه واستخدام التكنولوجيا المتقدمة وعلوم البيانات فى تطوير القطاع.

ومن ضمن الإنجازات التى حرص الرئىس عليها فى مصر الاهتمام بالآثار والمتاحف والسياحة، فمصر تمتلك كل أنواع السياحة التى يحتاجها الأجانب، ولديها ثلث آثار العالم، وهناك مدن بأكملها ما زالت محتفظة بمظاهر الحضارات القديمة، وتتميز مصر بوجود متاحف ضخمة موزعة على كل أنحاء الجمهورية، ومن خلال هذه المتاحف نستطيع جذب السياح إلى زيارة مصر والتمتّع بمشاهدة الآثار.

وماذا عن النمو السكانى من وجهة نظرك؟

- الرئيس السيسى تحدث مراراً وتكراراً فى العديد من الخطابات والفعاليات عن خطورة النمو السكانى، ودائماً يناشد المصريين أن يكونوا منتبهين لهذه الأزمة التى تقف عائقاً أمام جهود العمل الجبارة داخل الدولة لأنها تقضى على جهود التنمية، وناشد المواطنين تنظيم الإنجاب؛ لأن النمو السكانى يفرض ضغوطاً كبيرة على موارد البلاد ويعيق جهود الدولة المبذولة فى التنمية من أجل مكافحة الفقر والبطالة، ويشكل تهديداً للاستقرار الاجتماعى، ويجعل من الصعب توفير واستيعاب مطالب السكان.

وما آثار ذلك على التنمية؟

- له أثر سلبى على قدرة الدولة على تحقيق التنمية المستدامة؛ فالآثار الاقتصادية للزيادة السكانية تتمثل فى زيادة الاستهلاك لدى الأفراد، وزيادة نفقات الدولة على الخدمات، وانتشار ظاهرة البطالة، والانخفاض فى نسبة الأجور فى القطاعين العام والخاص، وارتفاع أسعار الوحدات السكنية، والزحف العمرانى على الأراضى الزراعية، وانهيار المرافق العامة.

وتحتاج مشكلة الزيادة السكانية إلى الوقوف عندها طويلاً، وفهم أسبابها ومحاولة علاجها؛ كى لا يمتد أثرها السلبى إلى المجتمع ككل، لأن ذلك سيؤدى إلى حدوث اختلالات فى النظام المجتمعى فى الدولة، وقد تسبب ظهور الجريمة وانتشارها بسبب تفشى البطالة وقلة فرص العمل وزيادة المخصصات العامة للإنفاق على الخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة والمواصلات والإسكان والحماية الاجتماعية والأمن، على حساب مخصصات الإنفاق الرأسمالى على المشروعات التنموية بقطاعات الإنتاج الرئيسية كالزراعة والصناعة التحولية.

دور مصر فى أفريقيا 

أفريقيا هى مجال أساسى لقوة مصر، ويجب أن نهتم دائماً بها، ومصر صاحبة الدور الريادى والرئيسى، وقد تكون جنوب أفريقيا أكثر تقدماً، ولكن مصر أكثر تأثيراً سياسياً من غيرها من الدول، وبدأت مصر فى عهد «السيسى» تستعيد وضعها أفريقياً، فـ«السيسى» زار إثيوبيا 3 مرات ودولاً فى شمال وجنوب أفريقيا. وأرى أن قضية سد النهضة عولجت بحكمة شديدة، إلى أن خفتت حدة العداء وبدأت الأمور تتجه للأفضل، ولا بد أن نعطى مصداقية وثقة لـ«السيسى» وسياسته لأنه وقف فى البرلمان الإثيوبى وقال إما التعاون أو العداء، وقد اختارت مصر التعاون وانتهت المسألة. 


مواضيع متعلقة