يبقى نداء «كمّل جميلك» إلى الرئيس السيسى
- الإجراءات الجنائية
- السلطة التشريعية
- الشركات السياحية
- تأشيرات الحج
- حزب التجمع
- رئيس مجلس النواب
- عبد العال
- مصطفى بكر
- أسماء
- أصحاب الشركات
- الإجراءات الجنائية
- السلطة التشريعية
- الشركات السياحية
- تأشيرات الحج
- حزب التجمع
- رئيس مجلس النواب
- عبد العال
- مصطفى بكر
- أسماء
- أصحاب الشركات
دأب شديد سرى بين الشارع المصرى وهو ينزل كل أسبوع فى يوم محدد لمطالبة وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى بتولى مسئولية قيادة مصر، فى تفاعل شعبى كبير مع حملة «كمل جميلك» التى أطلقت أواخر عام 2013 من أجل استكمال مسيرة انتصارات الشعب التى انطلقت منذ 30 يونيو من نفس العام. كانت الأعصاب مشدودة والتوتر يقاسمنا الدقائق ونحن نترقب عودة إشراق «بهية» بعدما تعاقبت عليها تغييرات كادت تهدد حضارتها ودورها التاريخى والجغرافى عربياً ودولياً. مصر توالت عليها عقود من التراخى فى اقتحام أزمات تراكمت دون حلول جذرية، لينتهى السيناريو بمحاولة «عصابة البنا» تنفيذ مخطط وضعته منذ التأسيس.. الوصول للسلطة وتحويل مصر إلى دويلة خلافة اعتماداً على ميليشيات مسلحة تفرض هذا «الكابوس» بالعنف والدماء.
مصر بعد 30 يونيو استقبلت رسائل متضاربة من الخارج، بينما ينتظر الشارع بلهفة إعلان المشير السيسى الترشح نزولاً على الرغبة الشعبية العارمة. كتبت حينها مناشدة فى مقال «مشير العرب.. لا تخذلنا».. صوت ضمن ملايين الأصوات العاقلة التى تدرك بحكم كل دلائل التاريخ أن أى مساس باستقرار مصر سيقود المنطقة إلى مزيد من الفوضى والاضطرابات بالتأكيد الدول العربية فى غنى عنها. حدود ثورة 30 يونيو الجغرافية انطلقت داخل كل شبر فى مصر، لكن تأثير شرارة الوعى التى أطلقتها انعكست بوضوح فيما بعد لتشمل عدة دول.. تونس، ليبيا، المغرب، العراق. فى المقابل، ترحيب الدول العربية والدعم الفورى لقرار الشعب المصرى جاء معبراً عن رؤية سوية مفادها أن قوة مصر واستقرارها هى الضامن الأساسى للأمن القومى العربى.
يوم 8 يونيو 2014 تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية مواجهاً أخطر التحديات السياسية والأمنية، لكن قاموس السيسى لا يعترف بكلمة «التأجيل»، إذ بدأ فوراً فتح كل الملفات التى عفا عليها الزمن.. التعليم، الصحة، الاقتصاد، البنى التحتية التى طالها الإهمال، خصوصاً فى القرى النائية، ترميم وتجميل كل مناطق مصر بما يليق بمكانتها أمام العالم. خارجياً.. جاء تحرك القيادة السياسية بالتوازى على المسارات الثلاثة، العربى، الأفريقى، الدولى. «الحماس» الأمريكى والغربى تجاه ما أطلقوا عليه الإسلام السياسى -دون أى تعريف محدد لهذا المصطلح- لم يكن خافياً، والتحفز ضد إرادة الشعب لم يكن مفاجئاً.. بل ما زالت بعض ذيوله تردد نغماتها النشاز دون أن تدرك أنها لم تعد تليق بانطلاقة مصر. النشاط الدبلوماسى المكثف نجح فى تحقيق قاعدة دولية تعترف وتحترم حق شعب مصر فى تقرير مصيره. النتيجة.. مصر تتمتع الآن بعلاقات قوية مع كل دول الغرب قائمة على أسس الانخراط الفاعل فى العالم على أساس القيم والمصالح المشتركة.
عربياً.. لم يغب عن الرئيس السيسى أن معالجة التباين فى المواقف العربية تستدعى نهجاً أكثر مواءمة لتحقيق التقارب وتقليص مساحة الرؤى المختلفة. بدأت مصر تتجه نحو خلق تحالفات عربية متعددة، سواء سياسية، أمنية، اقتصادية، بداية من التحالف مع السعودية ودول منطقة الخليج العربى، ثم مع العراق والأردن، بالإضافة إلى احتضان الحوار الليبى بين القوى المختلفة. التوجه الأنسب وفق متغيرات العصر لتحقيق أكبر قدر من التقارب العربى القائم أيضاً على القواعد المحركة للسياسات الدولية وفق المصالح المشتركة.
أخيراً.. كل الدلائل والحقائق على أرض الواقع تؤكد أن مناشدة الشارع للرئيس السيسى لم تكن مجرد وليدة حالة مشاعر شعبية للخروج من «كابوس» يهدد مصر، لكنه على صعيد المعنى الأكثر شمولاً عكس رغبة بداية مرحلة جديدة مع تسليم المسئولية إلى قيادة تتقِن فن الحكم.. قيادة لديها قدرة على اقتحام التحديات والاستجابة لها بسرعة.. قيادة تملك القدرة على فهم القرار المناسب واتخاذه فى التوقيت المناسب واستشراف مدى نجاحه تحديداً عند إدارة الأزمات. مصر استوعبت دروس ما بعد 2011 مع كل تبعات تقلبات انفعالية غير مدروسة -حتى وإن كانت فى نظر الكثير مبررة- ونتائجها التى كادت تصبح كارثية.. الأمر الذى حفز اختيار الشارع نحو قيادة تؤمن بالنقلات السياسية المدروسة وفق المصلحة الوطنية.