محمد يحيى يكتب: مقصورة «الوطن»

محمد يحيى يكتب: مقصورة «الوطن»
«أن تكون على القمة وتقرر البداية من الصفر، فهذه قمة التحدى»، ذلك هو ملخص حدوتة الوطن، التى أشرف على مدار 10 سنوات أن أكون واحداً من المؤسسين فيها وحتى الآن، لتتحول من مجرد مكان للعمل، إلى وطن نعيش فيه، عاصرت معها كل التغيرات التى مرت بوطننا الأكبر مصر.
فـ«الوطن» بدأت من الصفر فى وقت صعب للغاية سياسياً، لكنها انطلقت بسرعة الصاروخ لتصبح واحدة من أقوى المنصات الإعلامية فى الشرق الأوسط، وأصبح تأثيرها فى المجتمع أقوى مما تصور الجميع.
«الوطن سبورت» حكاية طويلة بالنسبة لى تحديداً، والبداية منذ انتقالى مع أحد معلمى مهنة الصحافة الرياضية، والذى لم يحصل حتى الآن على حقه كاملاً، إيهاب الخطيب، ومعه على مدار 10 سنوات داخل الوطن، ومن قبلها «المصرى اليوم»، كوّنا ثنائياً، أراه فريداً فى تغطية أخبار الأهلى والزمالك وحتى منتخب مصر، وداخل الوطن، كوّنا أربعة أجيال من الصحفيين المميزين وأغلبهم حالياً يديرون وسائل إعلام مختلفة، سواء فى التليفزيون أو عبر المنصات الإلكترونية.
10 سنوات مثّلت لى الكثير، بداية من العدد الأول الذى أجريت فيه حواراً يراه كل صحفيى الرياضة صعب المنال، مع «شيكابالا» نجم الزمالك، وشهدت فيه تحول «الوطن» من جريدة ورقية لموقع إلكترونى لإحدى أكبر المنصات الرقمية فى الشرق الأوسط حالياً.
خلال تلك السنوات، تعلمت الكثير من عمالقة الصحافة، بداية من الأستاذ مجدى الجلاد، والراحل محمود الكردوسى، الزملكاوى العظيم، الذى كان دائماً مهموماً بأمور الزمالك، ويسألنى عن أخبار الفريق أولاً بأول، والدكتور أحمد محمود، المدير الفنى للجريدة عالمنا الجليل، وحالياً مع الدكتور محمود مسلم الذى يمثل مصدر قوة أساسياً ورئيسياً لنا داخل «الوطن» منذ التأسيس وحتى الآن.
داخل «الوطن» تزوجت فأصبحت أسرتى الصغيرة جزءاً لا يتجزأ من الوطن الأكبر، لتبقى «الوطن» عنصراً أساسياً فى حياتى، لأنها كانت الطريق الذى تعرفت فيه على شريكة حياتى، وأحببتها وأحبتنى.
من الصعب أن تجد رئيساً لتحرير واحدة من أكبر المنصات الإعلامية ويكون مهتماً بالكرة، ولكن هذا هو الحال مع الدكتور محمود مسلم الذى يتابع معنا كرة القدم بشغف شديد، حتى أصبحت مقصورة «الوطن» ممتلئة دائماً والحمد لله فى كل مباراة، لدرجة أننى أصبحت لا أشعر بمتعة المباريات إلا داخل مقصورة «الوطن»، كما أنه يناقش كل كبيرة وصغيرة داخل المباريات، أقوى من كل المحللين الرياضيين، وتعلمت منه الكثير من خلال مقصورة «الوطن»، ولكن الأهم أن الرأى الواضح هو الأقرب للجمهور من التلون وتغير الآراء.
ولكن على الرغم من أهلاويته الشديدة، فإنه دائماً ما كان عادلاً فى التغطية الإعلامية، ويعطى الزمالك حقه على أكمل وجه، لأن مبدأ العدل والتغطية المهنية كان دائماً هو المسار الذى يحدده لنا للسير عليه، وكلمته دائماً هى المحرك الرئيسى لجميع مَن فى المؤسسة وهى: «الوطن قوته فى ناسه».
تلك الكلمة ليست شعاراً فقط، بل واقع حققه بالاعتماد على الشباب فى قيادة مؤسسة الوطن، لأرى ما كنا نسمع عنه فى المحاضرات والخطب والبرامج من أهمية الاعتماد على الشباب كحديث نظرى، فقد تحول داخل «الوطن» إلى حقيقة، وأصبحت «الوطن» مؤسسة وطنية شابة سارت نحو القمة لتصبح أكبر مؤسسة تحافظ على الهوية الصحفية من خلال جريدتها المطبوعة، وتواكب العصر ببوابة إلكترونية على أعلى مستوى صممها الخبير الدكتور أحمد محمود، ولكن المميز هو دماء الشباب التى تجعل «الوطن» دائماً على القمة منذ البداية وإلى الأبد.
١٠ سنوات مرت على تأسيس جريدة «الوطن»، أصبحت خلالها جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فمتعة بداية اليوم تكون دائماً فى «الوطن» لتظل على مدار الساعة هى محل اهتمامنا، لنكون عند حسن ظن السادة القراء والمتابعين عبر جميع وسائل الاتصال، ومع مرور عقد من الزمن على تأسيس «الوطن»، نعدكم بكل ما هو مميز من أجل أن تظل «الوطن» بناسها فى القمة، ويكون دائماً قارئها مميزاً بخدمة على أفضل وأحسن مستوى ممكن.