«الحاجة وجيهة» 50 سنة بائعة لتربية «كوم عيال»: «بجاهد عشان ممديش إيدي»

كتب: سمر عبد الرحمن

«الحاجة وجيهة» 50 سنة بائعة لتربية «كوم عيال»: «بجاهد عشان ممديش إيدي»

«الحاجة وجيهة» 50 سنة بائعة لتربية «كوم عيال»: «بجاهد عشان ممديش إيدي»

على رصيف سوق مدينة بلطيم في محافظة كفر الشيخ، تجلس الحاجة وجيهة محمد البالغة من العمر 67 عاماً، وأمامها مجموعة من الحديد عبارة عن «كوش طبخ» وعددا من الأحبال الخاصة بالمواشي، تنادي على زبائنها الذين يعرفونها عن ظهر قلب، حيث تتجول في الأسواق بحثاً عن رزقها وقوت يومها منذ 50 عاماً، تبيع بضاعتها لتعود آخر كل يوم مُحملة بما يسد رمق أحفادها .

«بقالي 50 سنة بشتغل في الأسواق علشان أبيع كوش طبخ وأحبال مواشي، علشان ألاقي لقمة أكلها، وربنا قدرني وجوزت عيالي من جري وتعب ولف سنين طويلة، لكن لسة بجاهد في الدنيا علشان ممديش إيدي لحد»، عبارات قالتها وجيهة لـ«الوطن»، مؤكدة أنها تعمل من أجل الإنفاق على أبنائها وأحفادها.

السيدة تحملت مسئولية أولادها 30 عاما بعد وفاة زوجها: «شايلة الهم»

30 عاماً تتحمل الست وجيهة، وحدها مسئولية أبنائها الـ6 عقب وفاة زوجها، لتستطيع تزويج بناتها الـ3 وإثنين من الشباب، لكنها تستمر بالعمل لعدم وجود مصدر دخل ثابت ولرعاية نجلها السادس الذي تعرض لوعكة صحية افقدته القدرة على الحركة: «جوزي مات من 30 سنة وساب في رقبتي كوم عيال، كان لازم أكون قد المسئولية، ربيتهم وجوزت 5 منهم، بس عيالي الأولاد شغالين على دراعهم علشان كدة بساعدهم، وبصرف على ابني المريض، كان محامي زي الفل، لكن أصيب بمرض مش عارفين ليه تشخيص، أفقده القدرة على الحركة فتوليت مسئوليته وربنا بيقدر».

تستيقظ السيدة الستينية، مع أذان كل فجر، تحمل بضاعتها على ضهرها لتسير مسافة إلى أن تعثر على وسيلة مواصلات تنقلها للأسواق: «بصحى الفجر علشان ألحق الأسواق، وبمشي مسافة طويلة وأنا شايلة بضاعتي على ضهري لحد ما ألاقي مواصلات، ولازم أكون في السوق 6 الصبح وبقعد لحد 2 أو 3 العصر، علشان ربنا يراضيني أرجع بما يكفي لاحتياجات أسرتي، ربنا بيكرمني بـ100 جنيه بقول الحمدلله».

أمنيتها الحصول على معاش تكافل وكرامة

لا تتمنى السيدة الستينية سوى أن تحصل على معاش تكافل وكرامة، حيث إنها بدون مصدر ودخل ثابت: «نفسي بس في معاش يسترني ويخليني أبطل شغل، ونفسي أختم حياتي برحلة عمرة، وأكون أديت رسالتي على أكمل وجه».


مواضيع متعلقة