بولندا.. «أحمد» استخدم سيارته لنقل عرب ومصريين: عملت الصح
أحمد طارق مع المصريين العائدين من أوكرانيا فى بولندا
تلقى مكالمة هاتفية من صديقه، يخبره بوجود سيدتين مصريتين فى مراحل متقدمة من الحمل، عالقتين على الحدود الأوكرانية البولندية، وتحتاجان إلى مساعدة ضرورية، خاصة فى ظل رفض الأوتوبيسات المتوافرة على الحدود نقل أى عالقين من الجنسيات الأخرى غير الأوكران، ليتوجه رفقة صديقه إلى الحدود ليجدا أعداداً كبيرة من الجنسيات المختلفة واقفين لا يجدون مَن يقلّهم.
قتل الصديقان الوقت بحثاً عن السيدتين، ليكتشفا أنهما ما زالتا داخل أوكرانيا ولم تتمكنا من الوصول إلى الحدود بعد، ليقرر بعدها «أحمد طارق هيكل»، الشاب العشرينى، الموجود فى بولندا منذ 2016 لدراسة الهندسة المعمارية، مساعدة العالقين من خلال توصيلهم، وكذلك توفير أماكن لهم للإقامة.
طالب الهندسة: وفرت منازل لأهل بلدى وقدمت لهم الطعام والدواء وتواصلت مع عائلاتهم فى مصر
يقول «أحمد»: «عندما تلقيت المكالمة من صديقى ورأيت صعوبة المشهد على الحدود، قررت المساعدة، أخذت سيارتى وجزءاً من مصاريف الجامعة، لمحاولة مساعدة العرب والمصريين العالقين، كنت أذهب أنا ومجموعة من زملائى المصريين بسياراتنا على الحدود وكنا نرفع علم مصر لمساعدة المصريين والعرب، وتمكنت من خلال صديقة بولندية من توفير عدد كبير من المنازل لاستقبال العائدين من أوكرانيا». يضيف: «فى البداية كانت الأمور صعبة وكنا لا نستطيع النوم سوى ساعة واحدة، ولكن كان لا بد من مساعدة العالقين على الحدود، خاصة أنهم قطعوا مسافة كبيرة للخروج من أوكرانيا، فضلاً عن انخفاض درجة الحرارة، دخلت على جميع الجروبات التى تضم مصريين فى أوكرانيا، وقمت بكتابة بوستات أخبرهم بأننى فى طريقى إلى الحدود للمساعدة وعندى أماكن متاحة فى السيارة، وبالفعل كان يتواصل معى أهالى الطلاب. مرة والد طالب كلمنى علشان يقول لى ابنى على الحدود، وخلال المكالمة تفاجأ بأن ابنه معى فى السيارة وأننا فى طريق العودة إلى العاصمة وارسو».
لا يجد «أحمد» سبباً وراء قيامه بمساعدة المصريين والعرب العائدين من أوكرانيا سوى أنه «يعمل الصح» الذى تربى عليه فى محافظة الشرقية على يد والده ووالدته، لافتاً إلى أنه لم يخبر والدته بالأمر، وأنها علمت من خلال مواقع التواصل الاجتماعى عندما نشر الشباب منشوراً عنه، يشيدون بدوره فى المساعدة فى توفير أماكن لسكن المصريين والعرب فى بولندا، أما والده فكان يعرف منذ البداية وكان يشجعه.
مواقف صعبة عايشها «أحمد» خلال مساعدته فى إجلاء المصريين، أبرزها قصة شاب مصرى متزوج من أوكرانية ولديه طفلة، تعرضوا لقصف أدى إلى إصابة الزوجة كما أنهم تعرضوا لسرقة حقائبهم، وكانوا فى حاجة إلى المساعدة، «القصة كانت صعبة، مراته مصابة وتعرضوا للسرقة»، لافتاً إلى أن السفارة تواصلت معه وقدمت لهم المساعدة إلا أنه لم يتمكن من العودة إلى القاهرة لأن والدة زوجته لا تزال محتجزة فى أوكرانيا.
وحول التوفيق بين الدراسة والعمل ومساعدة العائدين من أوكرانيا، أكد «أحمد» أن الموضوع كان صعباً فى البداية، إلى أن تدخلت السفارة المصرية فى بولندا، وأصبحت مساعدته مقتصرة على النزول بالسيارة فى شوارع وارسو، للبحث عن عرب ومصريين فى حاجة إلى المساعدة سواء فى توفير مسكن لهم أو تقديم الطعام أو دواء أو التواصل مع عائلاتهم فى مصر.