كارم محمود يودع ياسر رزق بكلمات مؤثرة: «تعجلت يا أخي.. مع السلامة»

كارم محمود يودع ياسر رزق بكلمات مؤثرة: «تعجلت يا أخي.. مع السلامة»
- ياسر رزق
- وفاة ياسر رزق
- كارم محمود
- نقابة الصحفيين
- أخبار اليوم
- ياسر رزق
- وفاة ياسر رزق
- كارم محمود
- نقابة الصحفيين
- أخبار اليوم
نعى الكاتب الصحفي كارم محمود، بكلمات مؤثرة، الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق، الذي وافته المنية أمس، مشيرًا إلى أنه التقاه لأول مرة منذ 40 عاما، عندما اصطحبه والده فتحي رزق إلى حديقة النقابة.
وكتب كارم، عبر حسابه الشخصي على منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «مع السلامة يا ياسر، تعجلت يا أخي، كنت متعجلا دائما، قلقا، متوترا، كأنما كنت تعلم أن العمر قصيرا، وأن لديك رسالة لا بد أن تبلغها، وأمانة يجب أن تردها إلى خالقها».
قصة أول لقاء مع ياسر رزق
استعاد كارم محمود، ذكرياته مع ياسر رزق: «عرفتك لأول مرة، منذ أكثر من 40 عاما، بعد ظهيرة أحد أيام الصيف الحارة، من عام (1980)، عندما اصطحبك والدك وأبي الروحي الأستاذ فتحي رزق، أو عم فتحي، كما كنا نناديه -رحمه الله- إلى حديقة نقابة الصحفيين الشهيرة، في مبناها التاريخي القديم، وقدمك لنا، وكنت قد أنهيت لتوك دراستك في الشهادة الإعدادية، أو الصف الأول الثانوي، لا أذكر بالضبط، قائلا بفخر واعتزاز ياسر ابني».
وتابع: «سألتك وقتها عن حلمك بعد الدراسة، فقلت بسرعة وعفوية، عاوز أكون صحفي زي بابا، وكنت أنا -وقتها- طالبا في الجامعة، وبدأت لتوي مشواري الصحفي في جريدة الشعب، ومشواري النقابي من حديقة نقابة الصحفيين».
ولفت كارم، إلى أن والد الكاتب الصحفي الراحل، كان السكرتير العام الأسبق لنقابة الصحفيين، وكان حريصا على أن يقترب ابنه ياسر من رموز العمل النقابي وقتها، الأساتذة الكبار: كامل زهيري وإبراهيم يونس ومحمود المراغي وصلاح عيسى وحسين عبد الرازق وجمال حمدي وجلال عيسى، وجلال عارف وأمينة شفيق -أطال الله في عمريهما-، مثلما كان حريصا أيضًا، على أن يصطحبه إلى صالة تحرير جريدة الأخبار التي كان فتحي رزق، سكرتيرا عاما لتحريرها، بعد أن عمل لسنوات مراسلا عسكريا مرموقا.
التعرف على عمالقة الصحافة
وأوضح كارم محمود، أن ياسر رزق، تعرف عن قرب، وفي هذه السن الصغيرة، على قامات صحفية ومهنية شامخة في تاريخ المهنة العظيمة، مثل: مصطفى أمين، موسى صبري، سعيد سنبل، محمود عوض، أحمد رجب، جلال عيسى، تهاني إبراهيم، وغيرهم كثيرون، من كبار صحفيي المؤسسة العريقة، التي حرصت على احتضانه، وفاء لوالده الذي توفي، بينما كان هو طالبا في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ومنذ وقتها، بدأ نبوغه الصحفي ومشواره المهني المميز، الذي وضعه ضمن أسماء كبيرة توالت على قيادة دار «أخبار اليوم» العتيدة.
وأضاف: «أذكر يا ياسر، كيف امتلأت عيناك بالدموع، عندما نجحنا سويا في انتخابات نقابتنا العظيمة نقابة الصحفيين، في مارس من العام 1999، وأنا احتضنك لتهنئتك، فتقول لي وأنت تغالب دموعك: النهاردة اتنين من ولاد فتحي رزق نجحوا.. أنا وأنت».
وواصل: «الذكريات طويلة وممتدة يا ياسر، ومواقفك المهنية والنقابية كثيرة، لكني أسجل لك منها موقفك شديد الاحترام أثناء الأزمة الكبيرة التي أعقبت الاقتحام المشؤوم لنقابة الصحفيين، أول مايو 2016، التي طالبت فيها بإقالة وزير الداخلية، وجاهرت برفضك الاقتحام، ولم تساير السيناريو الذي تم تدبيره بليل، وإعداده لفريق جبهة تصحيح المسار، أو جبهة العار، كما أسماها الصحفيون المصريون، ودفعت راضيا ثمن موقفك المنحاز لنقابتك ومهنتك، إذ بدأت -من وقتها- أجنحة الشر في الكيد لك، لإبعادك عن عشقك الأول أخبار اليوم، وعن حبك لمهنتك الذي وضعك في صدارة المشهد الصحفي والإعلامي، بعد ثورة 25 يناير العظيمة، فأقلقت تلك الصدارة الكثيرين.. فزادوا من كيدهم وشرهم، حتى نجحوا في إسكاتك».
لم يحتمل البعد عن مرارة مهنة المتاعب
وأكمل كارم محمود: «لم تحتمل يا ياسر مرارة البعد عن مهنة المتاعب، ولم تستوعب غدر أصدقاء وزملاء وتلاميذ، وتعجلت كعادتك، وترفعت عن المشهد البائس كله، فآثرت الرحيل، وأنت في قمة تألقك المهني ونبلك الإنساني، بعد أن قدمت للمهنة والوطن والتاريخ شهادتك على (سنوات الخماسين)، الشهادة التي حرصت على ألا تكتمها، عن أيام عشتها في حب هذا الوطن، وعايشت فيها دقائق وأسرار مرحلة مفصلية في تاريخه الطويل».
واختتم كارم، في وداع ياسر رزق: «مع السلامة يا صديقي، وإلى لقاء قريب أيها الصحفي النابه المحترم، والمهني الرائع المميز، والإنسان الخلوق النبيل».