توافد أقارب وأصدقاء الكاتب ياسر رزق على مسجد المشير لصلاة الجنازة «صور»
جنازة الكاتب ياسر رزق
توافد أقارب وأصدقاء الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير «أخبار اليوم» السابق، على مسجد المشير لأداء صلاة الظهر ثم صلاة الجنازة على الراحل، والذي توفى صباح أمس الأربعاء، إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، وتم نقله إلى إحدى المستشفيات وتوفي على الفور.
وفاة الكاتب الصحفي ياسر رزق
والتزم غالبية الحضور بارتداء الكمامات واستخدام الأدوات المطهرة، في إطار الالتزام بالإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، وبدت حالة من الحزن بين الجميع، قبل دقائق من وصول الجثمان.
يذكر أن الكاتب الصحفي ياسر رزق تولى رئاسة تحرير «المصري اليوم» في 2013، وتعرض لأزمة قلبية في أثناء عمله، نُقِل على إثرها إلى المستشفى، وتم عمل دعامتين له في مستشفى السلام الدولي.
و«رزق» من أبرز وأشهر الصحفيين المصريين، وصدر له مؤخرا كتاب سنوات «الخماسين»، الذي تم مناقشته في ندوة أقيمت بدار الأوبرا المصرية وأدارها الدكتور سامي عبد العزيز، وحضرها الوزير الأسبق منير فخرى عبد النور، ووزير النقل الأسبق جلال السعيد، ورئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب، والكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة السابق.
ووجه «رزق»، كتابه إلى الأجيال القادمة التي لم تحضر هذه الفترة بوعيها الكامل، أي من هم أقل من عشرين عاما، إذ أن الكتاب يؤرخ للفترة ما بين ثورتي يناير ويونيو، وهي من أهم الفترات التي ينبغى الوقوف عليها وإيضاح ما جرى فيها للشباب.
ثلاثية الجمهورية الثانية
يعد كتاب «الخماسين» جزء أول من ثلاثية عن «الجمهورية الثانية»، وقدم الكاتب «رزق» إهداءً في أول أوراق الكتاب إلى الشعب المصري، قائلا: «إلى شعب عظيم لا يرضخ لظلم، ولا ينحني لعاصفة، ولا يركع إلا لرب العباد».
كما وجه «رزق» الإهداء إلى الأجيال القادمة، قائلا: «إلى أجيال آتية هذه ملامح من قصة آبائكم في زمن عصيب، ولمحات من حكاية وطنكم في حقبة فاصلة، عساها تنير لكم طريقا، وتُعبد دربا، وأنتم تشيدون مجداً جديدا، معطرا بعظمة تاريخ».
وذكر في مقدمة الكتاب: «قبل أن أبدأ، هذه ليست محاولة لكتابة تاريخ، إنما محاولة لقراءة حاضر، علنا نهتدي بها عند مفارق طرق قد تقابلنا في المستقبل. فلا يمكنك أن تؤرخ لأحداث ماض قريب، بينما هي تنبض وتتحرك وتتفاعل، أو هي مازالت تدمى وتوجع وتؤثر».
وأضاف: «هذا الكتاب هو جزء أول من ثلاثية عن الجمهورية الثانية، أرجو أن يمتد بي العمر لكي أتمها.. أدون في هذا الجزء، وقائع عاصرتها وعايشتها وعلمت بها من مقدمات ومجريات ثورة 25 يناير 2011، والتي أسقطت جمهورية أولى، قامت يوم 18 يونيو 1953 إثر زوال الحكم الملكي لأسرة محمد علي».
وأوضح: «أحاول في هذا الجزء من ثلاثية الجمهورية الثانية أن أرصد وقائع مرحلة الانتقال الأولى، حين تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة دولة، كانت تترنح بفعل رياح ثورة، وعواصف إقليم، ومخططات قوى كبرى، أرادت تغيير خريطة المنطقة بحراب أبنائها».
وتابع ياسر رزق: «أقدم شهادتي عن تلك المرحلة الحرجة، التي انتهت بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب كانت عصمة أمره بيد جماعة اختزل فيها الشعب، فاقتاد البلاد نحو طريق الهلاك. أكتب عن وقائع عشتها، وكنت شاهدا عليها، أثناء عام حكم الإخوان لمصر، وربما أتاحت لى الظروف أن أرقب عن كثب، شرر الغضب الشعبي منذ بدأ يبرق، حتى تحول إلى حريق هائل، قوض نظام المرشد في ثورة كبرى لم يعرف التاريخ العالمي المعاصر لها مثيلا».
واختتم: «أكشف أسرار بطولات رجال، وتفاصيل أدوار شخصيات فيما بين الثورتين، وما بعد ثورة يونيو الكبرى، وأعرض مفارقات أقدار كانت ذروتها حينما خرجت الناس تنادي ببطل شعبی، حاكما ينقذ البلاد وينهض بالأمة، حتى استجاب البطل لنداء الجماهير، وترشح وفاز وأدى اليمين، ليشرع في مهمته الوطنية مستعينا بالله والشعب».