أسرار صدام حسين الأب والجد.. أحد أحفاده لـ«الوطن»: حنون ويرفض استغلال اسمه

أسرار صدام حسين الأب والجد.. أحد أحفاده لـ«الوطن»: حنون ويرفض استغلال اسمه
- صدام حسين
- ذكرى استشهاد صدام حسين
- استشهاد صدام حسين
- ذكرى صدام حسين
- العراق
- سقوط بغداد
- حفيد صدام حسين
- حصار بغداد
- وطبان التكريتي
- صدام حسين
- ذكرى استشهاد صدام حسين
- استشهاد صدام حسين
- ذكرى صدام حسين
- العراق
- سقوط بغداد
- حفيد صدام حسين
- حصار بغداد
- وطبان التكريتي
عيون مترقبة بنظرات من الدهشة أمام شاشات التليفزيون، جميع بيوت الوطن العربي تتابع نفس المشهد، لحظات احتبست فيها الأنفاس، كاميرا تهتز يحملها شخص مجهول يصعد على سلم، موجهًا المشهد على الزعيم الراحل صدام حسين، الذي ظهر شامخًا مرفوع الرأس.
«أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله»، الكلمات الأخيرة التي رددها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبيل لحظات استشهاده، في 30 ديسمبر عام 2006، وفي فجر عيد الأضحى، لينتقل المشهد بعد ذلك إلى وجه وروحه تفارق جسده، لتظل تلك الصورة محفورة في ذاكرة الأمة العربية حزنًا على رحيل «مهيب الركن».
خزائن أسرار حياة صدام حسين فتحتها «سمرة» ابنة أخيه وطبان التكريتي، الذي كان وزيرًا للداخلية في عهد «مهيب الركن»، وبعدها مستشارًا لرئيس الجمهورية، ينقلها عنها لـ«الوطن» ابنها «العباس» ويستعيد ذكرياته الخاصة مع جده، في حديثهم مع «الوطن»، ومواقف يسردها لأول مرة عن علاقته بعائلته، وما قاله لأخيه قبل لحظات استشهاده، وإلى أين توجهت العائلة بعد سقوط بغداد، ومعاقبته لابن شقيقته بالجلد بسبب مشاجرته مع مواطن عربي بالعراق.
- بعيدًا عن صدام حسين الرئيس والقائد.. كيف كان تعامله مع العائلة كأب وجد؟
كان صدام حسين حنونا على أهل بيته وأقاربه وعائلته ويحب أن يجمعهم حوله، وفي الوقت نفسه كان صارما عليهم أكثر منه على الغرباء: «كان دايمًا يقول الخطأ اللي يصدر من العشيرة لو ماعاقبتش عليه ضعف العقاب هيقولوا صدام حسين منحاز لعائلته».
عقوبة «صدام» لابن اخته بالجَلد لتعديه على مواطن عربي
- كيف كان يعاقب «مهيب الركن» عائلته عند الخطأ؟
صدام حسين لم يكن يرضى أن يسير أحد أفراد العائلة متفاخرا باسمه، أو «يبلطج» على الآخرين، إذ سبق له معاقبة ابن شقيقته بالجَلد في التأديبية التابعة لوزارة الداخلية، وذلك بسبب شجاره مع مواطن عربي موجود بالعراق.
- العديد من المواقف التي لن تنساها الأسرة للرئيس صدام حسين رغم مرور أعوام على استشهاده؟.. ما أبرزها؟
بعد تحرير العراق لجزيرة الفاو من القوات الإيرانية، جمع صدام حسين العائلة في قصر القادسية، ووزع علينا جميعا سرة قماش مثل «سرة الدنانير»، وعندما فتحناها وجدنا بها رمال حمراء، وعندما سألته أمي عن اللون أجاب بأنه تراب «الفاو» وشبهه بالحناء قائلا: «حنوا إيديكم بتراب أرضكم اللي استرجعناها.. اليوم حررنا أرضكم».
- الكل يعلم عن صدام قوته وصلابته إلا أن الوجه البسيط من شخصيته ظهر في علاقته بالمواطنين.. إلى أي مدى كان قريبًا من شعبه؟
«صدام» كان يطرق أبواب البيوت لملء ثلاجات الغلابة
شخصية صدام حسين تظهر في مقاطع فيديو موجودة حتى الآن لزياراته للقرى والمدن العراقية، إذ كان أول ما يفعله عند دخوله بيتا عراقيا، يفتح الثلاجة ليتأكد من وجود لحوم ودجاج بها، وينتقل للدواليب ليرى الزيت والسكر، ويجلس على الأرض يتناول الطعام مع أصحاب المنزل: «كان يطبطب على رأس الأطفال ويبوس العواجيز.. ودايمًا يقول إحنا نغفر لشعبنا حتى الذين اخطأوا منهم إلا من ولائه لدول أخرى غير العراق».
- ما الألقاب التي أحبها صدام حسين لنفسه؟
خلال المحاكمة قال: «إني صدام حسين أخو هدلة.. أخو الشعب»، وتعني البطل أو الشجاع، وكان يحب هتافات «هلا بيك هلا وبجيتك»، والتي يقولها الشعب العراقي له عند رؤيته: «كان ياخد أحفاده ويقول لهم يلا هلا بيك؟»، ويعني أن ينزل معهم وسط الشعب ليسمعوا الهتاف.
- حدثنا عن اللقاء الأخير الذي جمعك بـ صدام حسين الجد؟
آخر لقاء رأيت فيه «عمي» كما تربينا أن نقول له كان في رمضان عام 2000، وكنت بالسادسة من عمري، إذ جمع العائلة كاملة بأبنائها في قصر دجلة ببغداد، واستقبلنا جميعًا على باب القصر بالقبلات والأحضان إلى أن دخل آخر أفراد العائلة، ثم دخل خلفنا، وعندما رآني ردد: «أهلا أهلا بالأبطال.. أهلا أهلا بالحلوين.. وشدني من خدودي لأني كنت مليان وقتها»، وجهز لنا حلوى أخذت منها النصيب الأكبر، وأعطى لنا الهدايا.
- فترة ما بعد سقوط بغداد كانت من أصعب المراحل في تاريخ العراق ورئيسها آنذاك.. كيف كانت تتابع الأسرة أخبار صدام حسين وقت الحصار؟
في تلك الفترة حتى أسره في 2003 كانت تصلنا أخباره من خلال جدي «وطبان» بحكم عمله معه، وعلى الرغم من غيابه بسبب الإجراءات الأمنية، وعدم قدرته على البقاء في أي مكان ليوم كامل، إلا أن العائلة لم تغب عن باله، فكان يبعث الرسائل والهدايا مع والدي، ويخص أمي بالنصيب الأكبر: «كان دايما يقول سمرة لها حصة الأسد»، لأنها أكبر أشقائها.
لحظات متابعة العائلة لاستشهاد صدام حسين على الهواء
- كيف تابعت العائلة لحظات استشهاده على الهواء مباشرة؟
وقت الاستشهاد كنا في اليمن، وفي آخر الأيام قبل صدور الحكم تأكدنا بأنها النهاية، وقع المصيبة على رؤوسنا كان عظيمًا مثل حجم صدام حسين، مثلما فجعت الأمة العربية جميعها: «الشعب اليمني بكى عليه أكثر منا»، كنا نراه رمزًا كبيرًا للعروبة بعيدًا عن كونه أبا وجدا وسندا، مثلما يرى المصريون جمال عبدالناصر، وهو أيضًا كان يحب «ناصر» ويراه زعيمًا حقيقيًا.
- ماذا وصلك عن حالة الرئيس صدام حسين في الساعات الأخيرة من حياته؟
عند زيارتي لجدي «وطبان» بالسجن عام 2013، حكى لي أن الرئيس صدام طلب مقابلته هو وإخوته «برزان وسبعاوي»، وقال لهم إنه جاء لتوديعهم: «جدي وطبان قال له إيه هيخرجوك؟ رد قال له لأ أنا رايح أتعدم»، بكى جدي مما قاله «مهيب الركن» فبدأ في تهدئته قائلا: «أنا عشت عشان فكرة ومبدأ يا أعيش عشانه يا أموت.. والنهاية دي مشرفة».
خلال بكاء جدي «وطبان» دخل عليهم ضابط أمريكي ومعه حبوب، وعند سؤال «صدام» عنها أجابه الضابط أنها حبوب مهدئة يعطوها للمسجون قبل تنفيذ حكم الإعدام؛ ليسيطر على أعصابه ويبقى هادئًا، ليفاجأه الرئيس بالرد: «أنا مش محتاجها إديها لأخويا بيبكي عليا»، واستشهد بعدها بيومين.
- كيف كانت الأوضاع في الأيام الأخيرة قبل سقوط بغداد؟
يوم 3 أبريل قبل سقوط بغداد بـ6 أيام كانت معركة المطار، ضربوا الجيش العراقي بالفسفور المحرم دوليا، الذي يذيب جسد الجندي، وكان الرئيس صدام أول من ضرب الدبابة الأولى للعدو مستخدمًا سلاح «آر بي جي»، وقاومهم حتى أُسر، لكن الحالة الأمنية كانت متوترة بجانب الحظر الجوي المفروض علينا، ومع ذلك الجيش العراقي قاتلهم 14 يومًا بدون استسلام.
- إلى أين توجهت العائلة بعد سيطرة الجيش الأمريكي على العراق؟
تشتت العائلة منذ تلك الفترة، وكانت محطتها الأولى اليمن، وبعدها قطر، وأبناؤه الكبار في الأردن، إذ لم يتخلّ العرب عنا، ساعدونا وأعطونا الأمان وعاملونا كأننا في بلدنا، ونحن تربينا على أن نحب كل بلدان العرب دون استثناء أو تحيز لأن قوتهم قوتنا وضعفهم ضعفنا.