الكاتب حازم هاشم يرصد تطور العلاقة بين المرأة والرجل في «ليل ونهار»
الكاتب حازم هاشم يرصد تطور العلاقة بين المرأة والرجل في «ليل ونهار»
تناول الكاتب حازم هاشم، في كتابه «ليل ونهار»، الذي يعود تاريخ إصداره لعام 1999، علاقة الرجل والمرأة في الحياة اليومية، وذلك من خلال فصل «حيلة المرأة وتخلف الرجل»، قائلًا: «تزداد ثقتي يومًا بعد يوم فيما أراه من تطوّر للمرأة في بلادنا بأكثر مما تطور الرجل! ذلك أن الرجل قـد ركن إلى هذه المكانة التي استقرت له في مجتمع هو ذكوري بالدرجة الأولى».
المعركة الشرسة للمرأة
وجاء في الكتاب: «لم ينتبه الرجل إلى هذا التطور الذي سبقته إليه المرأة التي تخوض معركة شرسة بدأت من سنين طويلة، كي تحسّن من أوضاعها وتحصل على حقوق لها، وتعزز مكانتها الاجتماعية لتأكيد أنها نصف المجتمع، والركن الهام في مقابلة هذا الركن الركين للرجل».
وتابع الكاتب: «في ظني أنَّ المرأة في مجتمعنا قد لجأت إلى كثير من الحيل كي تخرج من هذا النفق المظلم الذي احتوى جنسها لحقب طويلة في حياة هامشية تفتقر إلى الاحترام، فهي المرأة العاملة والباحثة في مجالات العمل والعلم المختلفة مهما كانت طبيعة هذه الأعمال والبحوث، وهي كذلك لاعبة أدوار أمها وجدتها كما عرف الرجل جدته وأمه».
الأدوار المجتمعية
واستكمل: «قد تصوّر الرجل المفتون بدوره الموروث وطمأنينته إلى ميراثه ومجتمعه الذكوري أن المرأة يمكنها أن تكون صاحبة كل هذه الأدوار مجتمعة، فلم يتوقف لحظة ليعرف أن كل دور جديد ينتقص من كفاءة أداء الأدوار الأخرى، هذا اذا كانت بعض هذه الأدوار الأخرى ـ خاصة بعض الموروث منها ـ تدخل في إطار مسئوليات المرأة وحدها دون الشريك الرجل».
وتابع صاحب كتاب «ليل ونهار»: «لقد خلق هذا الوضع الناشئ عن نجاح هذه الحيلة وابتلاع الرجل لها هذا الصراع الحاد الذي تعانيه المرأة المصرية بين أدوارها المختلفة، فكل الرجال يلاحظون المرأة العاملة التي تلهث بعـد خروجها من عملها وراء أي وسيلة تصل بها إلى بيتها كي تعد طعاما لابد أن يكون جاهزًا للرجل على الغداء، وقد تصل الزوجة فتجد الرجل قـد سـبقها إلى المنزل، لكنه قد تمدد واسترخى في انتظار عودة هذه اللاهثة كي تعد هذا الطعام، الذي يعتبره هذا المسترخي من شغل المرأة فقط! وهو يعتبر كذلك أن عمل المرأة خارج المنزل لا ينبغي أن يؤثر على واجبها تجاه بيتها أدنى تأثير».
إدراك الواقع
أكّد الكاتب حازم هاشم، أنَّه بات على الرجل اليوم أن يفيق من وهم هذه الحيلة الأنثوية، وأن يعترف بينه وبين نفسه بأن الاضطرارية التي لجأت إليها المرأة عليه أن ينهي هذا الصراع الحاد الذي تعانيه حتى تكون أكثر صحة وبهاءً، ولن يكون إنهاء هذا الصراع إلا بأن يتفهم الرجل أن صيغة اجتماعية جديدة قد حلت، وإن صيغة الحياة الجديدة بين الرجل والمرأة التي تطوّرت يجب أن يلاحقها حرص من الرجل على أن يطوّر نفسه بالقدر الذي يجعله يتوافق مع هذه الصيغة الجديدة.
